قالت “سي إن إن” الأميركية إن أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم جامعة إيموري يصوتون لصالح حجب الثقة عن رئيس الجامعة، في حين ألغت جامعة فيرمونت خطابا لمندوبة واشنطن بـ الأمم المتحدة استجابة لمطالب المحتجين وسط استمرار الحراك الطلابي المناصر لـ قطاع غزة.
وأوضحت الشبكة -اليوم السبت- أن تصويت هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم جامعة إيموري بولاية جورجيا، لصالح حجب الثقة عن رئيس الجامعة، يأتي على خلفية استدعائه الشرطة ضد الطلاب المحتجين على العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.
كما نقلت أن جامعة كاليفورنيا ريفرسايد توصلت لاتفاق مع المحتجين لإنهاء مخيمهم الاعتصامي مساء اليوم، ليتضمن الاتفاق تعهد إدارة الجامعة بالشفافية والإفصاح عن الاستثمارات وبرامج التعاون الأكاديمي مع الخارج.
مفاوضات
وترى تقارير أن هذه “الصفقة” تتعارض مع سياسة نظام جامعة كاليفورنيا المكون من 10 جامعات، بعد تأكيده الأسبوع الماضي معارضته “دعوات المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل” حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.
وبينما يطالب المتظاهرون بإنهاء الاستثمارات المتعلقة بإسرائيل والتسليح، تظهر المفاوضات الأخيرة أن بعض الجامعات تنظر إلى هذه القضية باعتبارها وسيلة لإنهاء الاحتجاجات مع دخول الكليات موسم التخرج.
وتنضم جامعة كاليفورنيا ريفرسايد بذلك إلى مجموعة صغيرة من الجامعات في البلاد، بما في ذلك جامعات براون ونورث ويسترن وروتجرز، التي توصلت إلى اتفاقيات مع المتظاهرين لمناقشة قضية الاستثمار، بحسب تقارير صحفية أميركية.
كما أدى اتفاق جامعة براون لإجراء تصويت في مجلس الإدارة على خفض الاستثمارات المرتبطة بإسرائيل إلى إعلان أحد المانحين الرئيسيين، وهو قطب العقارات الملياردير باري ستيرنليخت (Barry Sternlicht) أنه أوقف تبرعاته مؤقتًا، والتي بلغ مجموعها أكثر من 20 مليون دولار، وفق موقع “إي دي سورس” (EDSource).
وذكرت أسوشيتد برس أن أعضاء هيئة التدريس في كلية بومونا (Pomona) في كاليفورنيا صوتوا لصالح سحب الاستثمارات من الشركات التي قالوا إنها تمول حرب إسرائيل في غزة، حسبما ذكرت مجموعة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب يوم الجمعة.
ورغم أن التصويت ليس ملزما، فإن المؤيدين قالوا إنه يهدف إلى تشجيع مجلس الإدارة على التوقف عن الاستثمار في تلك الشركات والكشف عن استثماراته.
رضوخ
من جهتها، أفادت وكالة الأناضول -نقلا عن صحيفة “كولومبيان”- برضوخ إدارة جامعة إيفرغرين الأميركية لمطالب الطلاب المحتجين المؤيدين لفلسطين وأبرمت معهم مذكرة تفاهم في 30 أبريل/نيسان المنصرم.
وبموجب مذكرة التفاهم، سيصدر رئيس الجامعة جون كارمايكل بيانا يطالب فيه بوقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن جميع المحتجزين وتوسيع المساعدات الإنسانية.
كما تعهدت الجامعة بعدم الموافقة على برامج الدراسة بالخارج، في إسرائيل أو غزة أو الضفة الغربية، أثناء استمرار الصراع، أو برامج في مناطق قد يُمنع فيها الطلاب بسبب هويتهم اليهودية أو الفلسطينية.
إضافة إلى ذلك، ستقترح لجان أخرى إنشاء هيكل جديد للمجلس المعني بعمل عناصر الشرطة في الجامعة بحلول خريف 2026، واعتماد صيغة جديدة للتعامل مع الأحداث دون تدخل الشرطة بحلول 2030.
ويأتي ذلك في وقت بلغ فيه عدد المحتجزين خلال الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأميركية -التي تشهد اعتصامات مستمرة- نحو 2200 طالب، وفق وسائل إعلام.
وقد أعلنت الشرطة اعتقال عدد من المشاركين في الاعتصام الطلابي بجامعة نيويورك للمطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة، مؤكدة إيقاف 57 طالبا، اعتُقل منهم 44، بينما أخرجت الشرطة بالقوة 13 طالبا أصروا على البقاء بالاعتصام، وفككت خيامهم.
جامعة شيكاغو
بدروه، قال بول إليفيساتوس رئيس جامعة شيكاغو إن المخيم الذي أقامه الطلاب احتجاجا على حرب غزة “لا يمكن أن يستمر” وذلك رغم أن الجامعة تعتبر نفسها “نموذجا لحرية التعبير”.
جاء ذلك في رسالة أرسلها إليفيساتوس إلى طاقم عمل الجامعة، قال فيها إن الإدارة وفرت مساحة حرة للتعبير حتى عن الآراء التي يعتبرها البعض “مهينة للغاية” مشيرا إلى أن ذلك يجب أن يتوقف، وفق وسائل إعلام أميركية.
كما اعتبر رئيس الجامعة أن المخيم الاحتجاجي يعطّل الدراسة، ويخرّب الممتلكات والمنشآت الطلابية، قائلا إن رفع العلم الفلسطيني على سارية علم الجامعة يعد أحد أسباب تصعيد الموقف، وفق تعبيره.
وكانت مجموعة من الطلاب في جامعة برينستون بدأت أمس إضرابا عن الطعام تضامنا مع الفلسطينيين في غزة الذين يئنون تحت الحصار الإسرائيلي المستمر، مشيرين إلى أن قرار الإضراب يأتي ردا على رفض إدارة بايدن تلبية مطالبهم بسحب دعمها لإسرائيل.
وفي وقت سابق، منعت أجهزة الأمن الأميركية وسائل الإعلام من تغطية مؤتمر صحفي للطلاب المحتجين ضد الحرب بغزة، داخل ساحة الاعتصام في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وقد لاحق الأمن وسائل الإعلام إلى خارج منطقة الاعتصام التي تم تسييجها بالحواجز الحديدية وعزلها عن محيطها.
من جانب آخر، طالب بيان صادر عن موظفين بالإدارة الأميركية بوقف إطلاق النار في غزة، قائلين إن “من الواضح تماما أن المظاهرات الطلابية لا تساهم في تصاعد معاداة السامية” وإن الدعم المطلق الذي يقدمه الرئيس جو بايدن لإسرائيل حرم سكان غزة من حقهم في الحصول على التعليم.
ومنذ 18 أبريل/نيسان الماضي، تشهد جامعات أميركية حراكا طلابيا داعما لقطاع غزة في مواجهة الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع لليوم الـ211، قبل أن تتسع تلك الاعتصامات وصولا إلى جامعات بدول أخرى كفرنسا وبريطانيا وكندا والهند واليابان وألمانيا التي خاضت فيها الشرطة مواجهات واعتقالات لمحتجين ضمن تلك الاعتصامات.