في خطوة تُجسد عمق الارتباط بين الحاضر والماضي، جاء قرار القيادة الرشيدة بتسمية ميادين الرياض بأسماء الأئمة والملوك الذين أسهموا في تأسيس الدولة السعودية واستقرارها وازدهارها على مدى ثلاثة قرون؛ ليحمل دلالات واضحة على أهمية استحضار التاريخ الوطني، والاعتزاز به، وتأصيل القيم التي قامت عليها السعودية منذ نشأتها حتى اليوم.
وتعكس هذه المبادرة اهتمام الدولة بتعزيز الهوية التاريخية للمملكة؛ إذ ترتبط أسماء الميادين برموز قادوا مسيرة البناء والوحدة، وأسهموا في تشكيل ملامح الدولة السعودية عبر مراحلها الثلاث؛ فالسعودية التي نراها اليوم، بمكانتها العالمية وريادتها في مختلف المجالات، إنما هي امتداد لجهود أولئك القادة الذين أسسوا قواعدها الراسخة.
ويأتي إطلاق أسماء الأئمة والملوك على ميادين الرياض -إلى جانب أنه تكريم رمزي- ليُمثل رسالة تربوية وثقافية للمجتمع، خاصة للأجيال الشابة؛ لتعزيز وعيهم بتاريخ وطنهم، وربطهم بجذوره العميقة الممتدة لأكثر من 300 عام.
فمن خلال هذه الأسماء يتم استحضار المحطات المفصلية في تاريخ السعودية، وتأكيد أن المستقبل الذي تتطلع إليه رؤية السعودية 2030 يرتكز على إرث قوي ومتجذر في الهوية السعودية.
وتُعد هذه التسمية جزءًا من جهود السعودية في إحياء الذاكرة الوطنية في الفضاءات العامة؛ ما يعزز الانتماء الوطني، ويجعل من العاصمة الرياض شاهدًا حيًّا على مسيرة البلاد؛ إذ يسير المواطن والمقيم في شوارع تحمل أسماء قادة أسسوا هذا الوطن.
ويعكس قرار القيادة الرشيدة بتسمية الميادين بأسماء الأئمة والملوك توجهًا استراتيجيًّا للحفاظ على الهوية الوطنية، وتعزيز الوعي المجتمعي بالإرث السعودي العريق؛ إذ لا يقتصر القرار على الاحتفاء بالماضي، بل يمثل امتدادًا لمستقبل يرتكز على تاريخ مشرف، وانطلاقة نحو نهضة حديثة، تواكب تطلعات السعودية في المجالات كافة.