تداول روَّاد منصات التواصل الاجتماعي مقطعًا مرئيًّا مؤثرًا لأب يستغيث من شدة البرد؛ وذلك بعد أن قضى نجله الرضيع نحبه متجمدًا من شدة وطأة البرد القارس الذي يضرب غزة، وسط شح الإمدادات الشتوية ومواد التدفئة اللازمة.
وفي المقطع القصير الذي نشره الصحفي الفلسطيني حسن إصليح لم يتمالك الأب المكلوم دموعه وهو يحمل رضيعه الذي فارق الحياة، ويستغيث من شدة البرد الذي أدى إلى وفاة فلذة كبده بين يديه، وذلك بعد وفاة أقاربه وإخوته في القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع.
توفي طفله من شدة البرد في غزة… كلمات والد الطفل جمعة البطران الذي ارتقى عدد من أقاربه باستهدافات الاحتلال بحرب الإبادة وتوفي طفله الرضيع بسبب البرد. pic.twitter.com/F15yCFRzIt
— حسن اصليح | Hassan (@hassaneslayeh) December 29, 2024
وأظهر الرجل الفلسطيني قوة تحمُّل وصبرًا على الشدائد، وهو يتمتم بعبارات “الحمد لله -عز وجل-“، لافتًا إلى أنه وبقية أسرته يلتحفون العراء في ظل نقص مواد التدفئة والبطاطين مع انخفاض كبير في درجات الحرارة.
ويعيش سكان غزة تحت وطأة أزمة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر من عام 2023. وما زاد وطأة المعاناة الحالة الجوية غير المستقرة التي تضرب القطاع.
ويعاني النازحون داخل الخيام المصنوعة من مواد بلاستيكية خفيفة البرد القارس، كما يعانون شُح المواد الغذائية والأدوية، فضلاً عن نقص الإمدادات الشتوية، ومواد التدفئة اللازمة لمواجهة فصل الشتاء.
وحذَّر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، من تداعيات الكارثة الإنسانية التي يعيشها أطفال القطاع في ظل نقص المأوى والإمدادات الشتوية والضرورية التي تعين على تخطي الحالة الجوية الشتوية الصعبة، مجددًا الدعوة إلى وقف إطلاق النار؛ لتسهيل عملية نفاذ المساعدات.
وقال “لازاريني” في منشور له على منصة “إكس”: “إن أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب الطقس البارد، ونقص المأوى”. مضيفًا: “البطانيات والفُرش وغيرها من الإمدادات الشتوية ظلت عالقة في المنطقة منذ أشهُر في انتظار الموافقة على دخولها إلى غزة، ونحتاج لوقف لإطلاق النار، وتدفق فوري للإمدادات الضرورية، بما فيها إمدادات الشتاء”.