والخميس كشفت شركة “بوينغ” عن أن وارسو تسعى لحيازة المقاتلة العسكرية التي تلقب بـ”النسر الأميركي”، لتعزيز أمنها القومي وأمن حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إذ توفر هذه الطائرة قدرة لا مثيل لها خصوصا في العمليات المشتركة مع الدول الحليفة لبولندا.
ووفق بيان للشركة على موقعها الإلكتروني، تم عرض المقاتلة في بولندا مؤخرا خلال معرض “MSPO” الدولي السنوي للصناعات الدفاعية.
وقال المدير الأول لتطوير الأعمال العالمية في “بوينغ” لشؤون أوروبا والأميركتين تيم فلود، إن “اهتمام بولندا بالطائرة يؤكد مساعيها لتجهيز قواتها العسكرية. توفر (إف 15 إي إكس) إمكانية فائقة للتشغيل البيني والقدرة على الدعم وتحمل التكاليف، إلى جانب خطة صناعية قوية من شأنها أن تدعم هدف بولندا المتمثل في تطوير قدرات دفاعية مستقلة”.
والثلاثاء أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا أن بلاده ستخصص العام المقبل أكثر من 4 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع.
وعلى خلفية الحرب في أوكرانيا المجاورة، تبذل بولندا جهودا ضخمة لإعادة التسلح، إذ تشتري طائرات مقاتلة ودبابات ثقيلة ومروحيات قتالية.
ما هي مقاتلة “إف 15 إي إكس”؟
صممت لتكون أول طائرة مقاتلة أميركية قادرة على حمل أسلحة فوق صوتية، وهي فئة جديدة من الأسلحة فائقة السرعة للهجمات الموجهة وردع التهديدات.
وبحسب بيان “بوينغ” وتقارير عسكرية، فإن من مميزات هذه المقاتلة:
- نظام حرب إلكتروني جديد.
- قمرة قيادة رقمية زجاجية بالكامل.
- أحدث أنظمة المهام وقدرات البرمجيات.
- القدرة على حمل أسلحة متقدمة تفوق سرعتها سرعة الصوت.
- الطول 19.43 مترا، وطول الجناح 13.05 مترا، والارتفاع 18.54 مترا، ومساحة الجناح 56.5 متر مربع.
- المحرك “إف 110 جي إي 129″، وأقصي ارتفاع تصل له 60 ألف قدم.
- الوزن الإجمالي 37 طنا، وأقصى سرعة 2.5 ماخ 2660 كم/ساعة، مما يجعلها أسرع مقاتلة.
وصفقة مقاتلات “إف 15 إي إكس” تأتي في أعقاب شراء بولندا مئات الصواريخ البحرية القاتلة “إن إس إم” النرويجية المضادة للسفن بقيمة ملياري دولار، وفقا لوكالة شراء الأسلحة في البلاد.
وحسب بيان بولندي، الثلاثاء، فمن المقرر أن يتم تسليم تلك الصواريخ في الفترة من 2026 إلى 2032، وبموجب العقد ستشارك شركات الدفاع البولندية في توريد الأسلحة بالتعاون مع الشركات النرويجية.
قلق من الحرب
ويقول المحلل العسكري الأميركي سيباستيان روبلين لموقع ” سكاي نيوز عربية”، إن البولنديون “قلقون للغاية أكثر من أي دولة أخرى في أوروبا بشأن احتمال نشوب حرب أوسع مع روسيا”، مضيفا أن” إنفاقهم الدفاعي الهائل يعكس ذلك”.
ويضيف روبلين:
- مقاتلات “إف 15 إي إكس” تستطيع إطلاق وتوجيه ذخائر بعيدة المدى وبأوزان أثقل بكثير.
- لديها إمكانية لتقديم الكثير في المعركة الجوية ضد الطائرة الروسية “سو 35″، مقارنة بـ ” إف 16″، بفضل الحمولة القتالية الكبيرة والرادار بعيد المدى.
- سيكون أمام بولندا تحديات مثل مصاريف التشغيل والواقعية القتالية، إذ إنها طائرة من الجيل الرابع المعزز وليست مصممة لاختراق شبكات الدفاع الجوي، مما سيفرض حتمية الاعتماد على طائرات “إف 35” الأميركية في تمهيد الطريق أمامها.
- في المعركة البعيدة ستكون “إف 15 إي إكس” بمثابة المكمل المثالي لكلا من المقاتلات “إف 16″ و”إف 35” رغم أن هذا مكلف جدا، لكن سلاح الجو البولندي يظهر نية كبيرة لإنفاق الكثير من النقود حاليا.
أما المحلل والخبير العسكري جوزيف تريزيفيك، فيقول لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “إف 15 إي إكس” ذات قدرات استثنائية، فبواسطة عدد قليل منها تستطيع أن تكون داعما كبيرا لأسراب “إف 16″ و”إف 35” المستقبلية الشبحية، خصوصا في الحالات التي تتطلب معركة تلاحمية مع العدو في مهمة حماية المجال الجوي.
ويضيف تريزيفيك:
- النسخة الجديدة لها قدرة كبيرة على شن ضربات مواجهة ضد الأهداف الأرضية.
- هي جزء من المعادلة البولندية في أعقاب انضمام البلاد إلى اتفاق “مشاركة الأسلحة النووية لحلف الناتو”.
- “إف 15 أي إكس” إحدى الطائرات القلائل للناتو التي تدمج إمكانية إطلاق القنابل النووية بنمط التوجيه بجانب “إف 35، “مقارنة بمقاتلات “إف 16” التي لا تتمتع بتلك الميزات.