جال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأربعاء، في معبر كرم أبو سالم الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة لتفقد عبور شاحنات المساعدات، وفق مراسل وكالة فرانس برس، بعد أن دعا إسرائيل إلى بذل المزيد لمساعدة القطاع.
ووصل بلينكن إلى كرم أبو سالم، وهو أحد معبرين إسرائيليين مع غزة ويقع على بعد كيلومترات من مدينة رفح بجنوب القطاع التي تؤوي مئات الآلاف من النازحين، حيث شاهد عشرات الشاحنات تنتظر العبور إضافة إلى دبابات إسرائيلية متمركزة في مكان قريب.
ورافق بلينكن في الجولة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت.
ولم يتحدث وزير الخارجية الأميركي للصحفيين خلال الجولة. وقال مساعدون إنه أثار خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مخاوف بشأن وتيرة المساعدات.
وبعد الزيارة، قال غالانت في بيان إن بلينكن ونتانياهو “ناقشا مسألة كيفية توسيع إيصال المساعدات الإنسانية لغزة، الأمر الذي سيسمح أيضا بتوسيع الجهود العملاتية”، في إشارة إلى العمليات القتالية الإسرائيلية.
وسار كبير الدبلوماسيين الأميركيين بالقرب من نحو 10 شاحنات كانت متوقفة قرب الأسلاك الشائكة الفاصلة بين إسرائيل وقطاع غزة بينما كان أشخاص من الجانب الإسرائيلي يقومون بتفتيشها قبل السماح لها بالعبور.
وكان بلينكن قد أشار إلى وجود “تقدم حقيقي ومهم، لكن لا يزال يتعين القيام بالمزيد” من الجهود لدخول المساعدات.
ودعا بلينكن إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهود لضمان المرور السريع للمعونة الإنسانية إلى القطاع حيث حذرت الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة تطال مئات الآلاف من السكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
وقال بلينكن في وقت سابق إن الإجراءات التي يمكن لإسرائيل اتخاذها، بما في ذلك وضع قائمة البضائع التي لن تخضع للرفض التعسفي والسماح لمزيد من السائقين بدخول قطاع غزة.
مساعدة أردنية
وسعى المسؤولون الإسرائيليون إلى إظهار التقدم لبلينكن.
وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) شمعون فريدمان إن 98.5 في المئة من الشحنات تمر دون اعتراضات إسرائيلية، وأن الهدف هو السماح بدخول 500 شاحنة يوميًا.
وقبل زيارته المعبر الحدودي، تفقد بلينكن كيبوتس نير عوز الذي طاله هجوم حماس. وفي التجمع السكاني شاهد بلينكن منزل عائلة كيديم سيمان توف التي فقدت خمسة من أفرادها وهم مواطنون أميركيون قتلوا إبان الهجوم.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق في إسرائيل أسفر عن مقتل 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسميّة.
وخطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفي 34 منهم وفق مسؤولين إسرائيليين.
ردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل القضاء على حماس وهي تنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 34568 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق حصيلة وزارة الصحة التابعة لحماس الأربعاء.
وأعادت إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم في ديسمبر بعد ضغط أميركي، بعدما رفضت لمدة طويلة السماح بدخول شاحنات المساعدات عبره، واكتفت بالسماح بذلك عبر معبر رفح الحدودي مع مصر في جنوب القطاع.
ووافقت إسرائيل في أبريل المنصرم على السماح بدخول المساعدات المخصصة لغزة عبر ميناء مدينة أسدود في جنوب الدولة العبرية، والذي زاره بلينكن الأربعاء. كما باتت تتيح دخول المساعدات عبر معبر إيرز شمالا (بيت حانون من الجانب الفلسطيني).
وبالقرب من عمان، شهد بلينكن الثلاثاء انطلاق أول قافلة شاحنات محملة بالمساعدات من الأردن مخصصة لدخول قطاع غزة عبر معبر إيرز.
وجاءت التحركات الإسرائيلية بعد أن حذر بايدن من أن دعمه لإسرائيل على المحك بعد أن أدت غارة إسرائيلية إلى مقتل سبعة عمال الإغاثة من منظمة “وورلد سنترال كيتشن” (“المطبخ المركزي العالمي”) الخيرية ومقرها الولايات المتحدة.
وحملت الحكومة الإسرائيلية منظمات الإغاثة والأمم المتحدة مسؤولية عدم توزيع المساعدات بسرعة أكبر، لكن المنظمة الأممية اتهمت إسرائيل بعرقلة تسليم المساعدات بسبب القيود وعمليات التفتيش المرهقة.