بلينكن يبحث مع السيسي ومحمد بن سلمان هدنة غزة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

أثار قرض فرنسي للمغرب لتمويل إصلاح التعليم انتقادات لتركيزه على التدريس باللغة الفرنسية في وقت ترتفع المطالب للحكومة المغربية بالوفاء بالتزامها بتعميم تدريس اللغة الإنكليزية.

والاثنين، وقعت الحكومة المغربية اتفاقا يتم بموجبه منح فرنسا للمغرب قرضا بمبلغ 145 مليون دولار، وذلك من أجل تمويل إصلاح التعليم مع التركيز  بالخصوص على تدريس الفرنسية والتدريس بالفرنسية والحد من التسرب المدرسي في الصف الإعدادي.

وتزامن الاتفاق مع اليوم العالمي للغة الفرنسية في وقت تكافح فرنسا لوقف تراجع انتشار لغتها في مستعمراتها السابقة، والفرنسية هي اللغة الأجنبية الأكثر استعمالا في المغرب حاليا.

ورقة سياسية مع فرنسا

والعام الماضي، أعلن المغرب تعميم تدريس اللغة الإنكليزية تدريجيا اعتبارا من السنة الأولى للتعليم الإعدادي، في إجراء يهدف إلى “إرساء تعددية لغوية” وضمان “تكافؤ الفرص” بين القطاعين العام والخاص.

لكن الاتفاق بين الحكومة المغربية ووكالة التنمية الفرنسية يرى فيه منتقدون تراجعا عن تعميم اللغة الإنكليزية لصالح الفرنسية.

يقول خالد الصمدي، خبير أكاديمي وكاتب الدولة في التعليم العالي سابقا، إن مبلغ القرض سيخصص لدعم تعليم اللغة الفرنسية، باعتبارها لغة مدرسة ولغة تدريس، وهذا الهدف يقتضي أن يكون المبلغ تمويلا غير مسترجع وليس قرضا، لأن نفعه لفرنسا، فكيف نقترض من فرنسا لتمويل تدريس لغتها  والتدريس بها في المدارس العمومية المغربية؟

ويشير الصمدي في حديث لموقع الحرة إلى أنه “مهما كان القرض أو المنحة فإن خيارات البلد في تعزيز لغاته الرسمية عن طريق تعزيز تدريسها والتدريس بها والانفتاح الموزون على اللغات الأكثر تداولا في العالم كما نص على ذلك الدستور  والقانون قرار لا يمكن رهنه لأجنبي بحال”.

ويتابع الخبير “أن التجربة في السنوات الأخيرة أظهرت أن كل حديث عن تدريس اللغة الإنكليزية والسعي إلى تعميمها ليس إلا ورقة ضغط تستعمل في تدبير علاقات المد والجزر مع فرنسا، وأن الإنكليزية ليست خيارا استراتيجيا  عند المشرفين على الشأن التربوي ببلادنا.”

والاتفاق الموقع بين الوكالة الفرنسية والحكومة المغربية يؤكد أن “الدعم التقني الممول من الوكالة الفرنسية للتنمية بتمويل ميزانية السياسة العامة الفرنسية (قرض). ويهدف إلى تعزيز جودة التعلم من خلال تحسين تدريس اللغة الفرنسية والتدريس بها في المدارس الثانوية الإعدادية”.

وسبق أن تبنت المملكة في العام 2019 تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية بدل العربية ابتداء من المستوى الإعدادي، وهو إجراء لقي حينها معارضة خاصة من الإسلاميين.

وتدرس اللغة الإنكليزية حاليا بدءا من السنة الثالثة للمستوى الإعدادي في المدارس العامة، لكن وزارة التربية الوطنية المغربية تعتزم تعميمها تدريجيا.

يرى علال بلعربي، العضو السابق بالمجلس الأعلى للتعليم،  أن ما يحتاجه التعليم بالمغرب هو إصلاح هيكلي و”حتى الآن ما يتم القيام به هو ترقيعات”.

ويشير بلعربي في حديث لموقع “الحرة” إلى أن وزير التعليم شكيب بنموسى، سبق أن أكد على ضرورة إيلاء الأهمية للغة الإنكليزية وبالتالي هذا ما يجب القيام به أي إيلاء الأولوية للغة الإنكليزية.

ويرجع بلعربي، الذي أصدر كتابا مؤخرا حول التعليم بالمغرب، أهمية اللغة الإنكليزية إلى  انتشارها الواسع في العالم وهيمنتها على الإنترنت.

وهاجم نشطاء ومغردون مغاربة الاتفاق واعتبره بعضهم “سياسة خبيثة” لدعم الفرنسية في وجه العربية التي يجب أن تكون لغة التعليم بالبلاد.

وتشكل العربية والأمازيغية لغتي البلاد الرسميتين إلا أن الفرنسية مستخدمة بشكل واسع في أوساط العمل. وتفيد المنظمة العالمية للفرنكوفونية أن المغرب كان يضم في العام 2018 أكثر من 12,7 مليون ناطق بالفرنسية من أصل 35 مليون نسمة عدد سكانه الإجمالي.

واعتمدت سياسة تعريب التعليم في المغرب في مطلع الثمانينات لتعزيز دور المحافظين والإسلاميين خصوصا أمام اليسار المعارض، إلا أنه غالبا ما يتم انتقاد جودة التعليم العمومي في المغرب، الذي يعاني من صفوف مكتظة وإغلاق أعداد كبيرة من المدارس والتسرب المدرسي وغيرها.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *