بعد تجربة الفئران السبعة.. دراسة أمريكية: الحبوب المنومة تمنع الدماغ من التخلص من النفايات والسموم

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

قد تساعد الحبوب المنومة على النوم، لكن النوم الذي تحصل عليه قد لا يكون مفيدًا؛ حيث كشفت دراسة أمريكية أن الحبوب المنومة تمنع الدماغ من التخلص من الفضلات والنفايات والسموم بفعالية أثناء النوم.

ويقول تقرير على موقع “نيو ساينتيست” العلمي: النوم أمر بالغ الأهمية لإزالة النفايات من الدماغ، في الليل، يتحرك سائل صافٍ يسمى السائل النخاعي حول أنسجة الدماغ، ويطرد السموم والنفايات من خلال سلسلة من الأنابيب الرفيعة المعروفة باسم الجهاز اللمفاوي.

وحول هذا الموضوع تقول الباحثة “مايكين نيدرجارد” من المركز الطبي لجامعة روتشستر في نيويورك: ما يحدث في غسل الدماغ أثناء النوم ليلًا، يشبه عمل “غسالة الاطباق”، ولكن طريقة تحرك السائل واندفاعه عبر هذه الشبكة في الدماغ لم تكن مفهومة جيدًا، حتى تمت هذه الدراسة.

ما هي الفضلات والنفايات التي يتخلص منها الدماغ؟

والمقصود بـ”فضلات الدماغ” هو عناصر عدة لا حاجة إليها مثل بعض البروتينات السامة التي تشكل حاجزًا يعرقل تدفق المعلومات بين الخلايا العصبية، ويسبب تراكمها أمراضًا مثل الخرف وألزهايمر.

وأثناء عملية إزالة الفضلات النفايات، يقوم السائل النخاعي بنقل سائل الدماغ القديم والقذر “المليء بالسموم والأيضات والبروتينات” إلى خارج الدماغ، ويعود بالسائل الجديد.

وتنتهي هذه النفايات التي تمت إزالتها في الجهاز الليمفاوي “وهو جزء من جهاز المناعة”، والذي يقوم بتخليص الجسم من النفايات نهائيًّا؛ حسب دراسة نشرت على موقع “the conversation”.

تجربة الفئران السبعة

وفي التجربة التي تمت بالمركز الطبي لجامعة روتشستر في نيويورك، زرعت الباحثة “نيدرجارد” وزملاؤها أليافًا بصرية في أدمغة سبعة فئران، ومن خلال تسليط الضوء على المركبات الكيميائية في الدماغ، سمحت الألياف للباحثين بتتبع تدفق الدم والسائل النخاعي أثناء النوم.

كيف يتحرك السائل أثناء النوم؟

وجد الباحثون أنه مع ارتفاع مستويات جزيء يسمى النورإبينفرين “يسمى أيضًا النورأدرينالين”، تتقلص الأوعية الدموية في الدماغ؛ مما يقلل من حجم الدم ويسمح للسائل النخاعي بالاندفاع إلى الدماغ. وعندما تنخفض مستويات النورإبينفرين، تتوسّع الأوعية الدموية؛ مما يدفع السائل النخاعي للخارج مرة أخرى.

وتقول “نيدرجارد”: بهذه الطريقة تعمل التقلبات في حجم واندفاع “النورإبينفرين” أثناء النوم على تحفيز الأوعية الدموية للعمل كمضخة للجهاز اللمفاوي.

ويؤكد هذا الاكتشاف أن النورإبينفرين يلعب دورًا حاسمًا في تنظيف الفضلات من الدماغ، وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن أدمغتنا تفرز النورإبينفرين في نمط بطيء ومتذبذب أثناء النوم. وتحدث موجات النورإبينفرين هذه أثناء حركة العين غير السريعة، وهي مرحلة نوم حاسمة للذاكرة والتعلم والوظائف الإدراكية الأخرى.

دواء منوم للفئران.. ماذا حدث؟

بعد ذلك عالج الباحثون ستةَ فئران بدواء “زولبيديم”، المنوم، وبينما نامت الفئران بشكل أسرع من تلك التي عولجت بدواء وهمي، انخفض تدفق السائل النخاعي في أدمغتها بنحو 30 في المئة في المتوسط. بعبارة أخرى: “لن يتم تنظيف أدمغتهم بشكل جيد”؛ كما تقول “نيدرجارد”.

وعلى الرغم من أن التجربة اختبرت دواء “الزولبيديم”، فإن جميع حبوب المنومة تقريبًا تمنع إنتاج النورإبينفرين، وهذا يشير إلى أنها قد تتداخل مع قدرة الدماغ على طرد السموم.

تطبيق النتائج على البشر

ومن السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت هذه النتائج ستترجم إلى البشر؛ حيث إن بنية النوم لدى البشر لا تزال مختلفة إلى حدّ كبير عن الفئران، ولكن لدينا نفس الدائرة الدماغية التي تمت دراستها هنا”؛ كما تقول “لورا لويس” من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “ومن المرجح أن تنطبق بعض هذه الآليات الأساسية علينا أيضًا”.

وتقول “نيدرجارد”: “إذا كانت الحبوب المنومة تتداخل مع قدرة الدماغ على إزالة السموم أثناء النوم، فهذا يعني أنه يتعين علينا تطوير أدوية منومة جديدة، كما تقول: وإلا فإننا نخاطر بتفاقم مشاكل النوم؛ مما قد يؤدي إلى تدهور صحة الدماغ في هذه العملية”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *