أعلنت السلطات الليبية، الأربعاء، إطلاق خدمة الإسعاف الطائر بالعاصمة طرابلس، في خطوة تباينت بشأنها آراء الليبيين.
وتهدف هذه الخطوة إلى تسهيل نقل المصابين في الحوادث المرورية إلى المستشفيات لعلاجها وإسعافها “في أسرع وقت”، وفق بيان لمديرية أمن العاصمة طرابلس.
ونشرت المديرية مقطع فيديو يظهر محاكاة لنقل مصاب في حادث مروري بالطريق الدائري بالعاصمة عبر مروحية طبية إلى المستشفى.
وتأتي الخدمة الجديدة في سياق تعاون بين المديرية وجهازي الإسعاف الطائر وجهاز الطب والطوارئ لتسهيل علاج وإسعاف المواطنين “عند حدوث أي طارئ مثل حوادث المرور المميتة والقاتلة التي تنتج عنها إصابات بشرية تستلزم إسعافها في أسرع وقت والتي تشكل الازدحامات والاختناقات المرورية حاجزاً قوياً أمام اسعافهم في الوقت المناسب”.
ويعود تاريخ تأسيس جهاز الإسعاف الطائر الليبي إلى عام 1979، ويتولى منذ ذلك التاريخ مهمة نقل المرضى داخل ليبيا وخارجها بـ”أسعار منافسة وبأقصى مستويات الأمان”، بحسب موقع الجهاز.
وتشير بيانات الجهاز في شهر أكتوبر نجاح مروحياته في نقل 60 حالة حرجة إلى مستشفيات البلاد، بالإضافة إلى رحلات علاج خارجية همت تونس ومصر والأردن وتركيا وألمانيا.
افتراضيا، تباينت آراء المدونين الليبيين بشأن الخدمة الجديدة، فبينما رحب بها البعض بها، سخر منها البعض الآخر لافتين إلى أن مستشفيات البلاد تعاني نقصا في الأطباء وفي الأدوية.
وتفاعلا مع الخطوة، دعا المدون تهاني مبارك أبناء بلده إلى استقبال الخطوة بـ”إيجابية” وإلى دعم بلادهم والقطع مع الإحباط.
ووصف مدونون آخرون الخطوة بـ”الإنجاز التاريخي” ورأوا فيها مؤشرا “في الاتجاه الصحيح” لتطوير خدمات التدخل الطبي في البلاد.
في هذا السياق، قال أحمد الشيباني إن بلاده باتت “أحسن من دبي” بعد تفعيل خدمة الإسعاف الطائر بطرابلس.
في المقابل، سخر مدونون من الخطوة، وأشار بعضهم إلى أن إطلاقها لا يتناسب مع افتقار مستشفيات البلاد للكوادر الطبيبة وللأدوية.
ووصف أبو الفخر الخطوة بـ”الممتازة” قبل أن يستدرك أن المريض قد ينقل إلى المستشفى بسرعة ثم يبدأ في البحث عن طبيب ليعالجه.
وتوقع بشير أن تواجه الخدمة تحديات على اعتبار أن شوارع طرابلس مزدحمة وغير مجهزة بمهبط خاص بالطائرات العمودية، ما يجعل الخدمة، وفقه، “مجرد أكذوبة”.
ويعاني القطاع الصحي الليبي في السنوات الأخيرة من ضعف كبير في الكوادر الطبية ونقص في المعدات والأدوية، بالإضافة إلى التهالك الكبير الذي تعاني منه المنشآت الصحية بشكل عام.
وأظهر تقييم سابق لمنظمة الصحة العالمية أن 63% من المستشفيات و52% من مرافق الرعاية الصحية الأولية كانت معطلة جزئيا أو كليا بعد إعصار دانيال، الذي ضرب ليبيا في سبتمبر العام الماضي وأودى بحياة 4333 شخصا وفقدان أثر أكثر من 8500، بحسب المنظمة.