ولدت بيانكا بالالا (29 عاما) في الفلبين ذكرا، لكنها لم تشعر يوما أن هويتها الجنسية تتوافق مع هذا التحديد الرسمي لجنسها.
ومن أجل تأكيد هويتها الجنسية “الأنثوية”، التي ارتضتها لنفسها، كان يجب عليها أن “تخاطر بكل شيء”.
قصة بالالا التي تتحذر من أسرة فقيرة في الفلبين جاءت ضمن تقرير لشبكة “سي أن أن” سلط الضوء على المخاطر الصحية وقلة الموارد التي يتعرض لها المتحولون من أجل الحصول على حقهم في تأكيد هويتهم الجنسية.
ورغم أنها في الأوراق الرسمية تعتبر “ذكرا”، تتذكر الفلبينية أنها عندما كانت في الخامسة من عمرها تقريبا، لفت منديلا حول رأسها لتعطي انطباعا أن لديها شعرا طويلا، وقالت لجدتها: “هذا شعري. أنا امرأة”.
وعندما كانت مراهقة، بدأت بالمشاركة في مسابقات ملكات جمال العابرين جنسيا المحلية، ودفع احتكاكها بملكات الجمال، اللواتي خضعن لعمليات جراحية، في أن تفكر في إجراء عمليات جراحية لتأكيد جنسها.
وقالت والدتها، جوهانا بالالا، للشبكة إن الأسرة بالكامل دعمتها وساعدتها على قبول هويتها الجنسية.
وتقول بيانكا بالالا: “أردت إجراء الجراحة لأصبح أكثر ثقة في جسدي. لقد كان من الصعب جدا بالنسبة لي أن أقبل بهذا الجزء الذكوري”.
لكن تكلفة عملية منذ هذا النوع كانت أكبر بكثير مما تستطيع تحمله، ومع ذلك وجدت ضالتها في “عيادة براتونام” في بانكوك، عاصمة تايلاند، التي قبلت أن تدفع نصف ما كانت ستدفعه في عيادات الفلبين تقريبا.
ورغم انخفاض التكلفة، فقد كانت مترددة في الذهاب إلى هناك بعد أن سمعت آراء متباينة عن العملية: بعض المريضات كن سعيدات، وأخريات تحدثن عن مضاعفات طبية أو كن غير راضيات عن النتائج من الناحية الجمالية.
وقالت: “كنت متوترة حقا. سمعت الكثير عن سيدات واجهن مشكلات في عملياتهن الجراحية. لقد كنت قلقة وقلت: ماذا لو تعرضت للوفاة؟… لكنني ذهبت رغم ذلك لأنه كان حلمي أن أجري تلك الجراحة. لقد خاطرت بكل شيء للذهاب”.
وبعد أن وفرت المال اللازم لتغطية التكلفة، قامت بالالا أخيرا بما سمته “أطول رحلة في حياتي”.
وبدأت الرحلة، التي استغرقت 12 ساعة، حين استقلت حافلة من مسقط رأسها الريفي، في جنوب الفلبين، إلى مدينة باغاديان، حيث استقلت طائرة متجهة إلى مانيلا، وفي اليوم التالي، استقلت طائرة أخرى متجهة إلى بانكوك.
دخلت بالالا فندقا صغيرا بمجرد وصولها، وبعد أربعة أيام، سارت مسافة قصيرة إلى عيادة براتونام، وهي تشعر بالتوتر ولكنها كانت مصممة على الخضوع للعملية.
وفي غرفة العمليات، تقول بالالا: “كانت نبضات قلبي سريعة للغاية. كنت أفكر فقط في ماذا لو حدثت لي أشياء سيئة؟”.
وأثناء العملية، شعرت أحيانا بالألم وكانت تسمع الممرضات يتحدثن حولها. وكانت سلسلة من الأفكار تدور في ذهنها: “ماذا لو كانت هناك مضاعفات؟ ماذا سيحدث لعائلتي؟ ماذا سيحدث لكلابي؟”.
وبعد حوالي ساعتين ونصف الساعة، تم نقل بالالا إلى غرفة إنعاش ضيقة، ثم إلى سرير غير مريح.
وبعد 24 ساعة، اتصلت بالمنزل وهي تبكي، وأخبرت والدتها أنها غير مرتاحة، وأن الموظفين كانوا يتعاملون بطريقة سيئة معها، وأنها قلقة بشأن التعافي بعد الجراحة.
بعد قضاء ثلاث ليال في العيادة، تم نقل بالالا إلى فندق صغير للتعافي. كان هذا الفندق على بعد خمس دقائق فقط والغرض من ذلك هو أن تتمكن من العودة لإجراء الفحوصات الروتينية والمضادات الحيوية كل صباح لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
كانت عملية التعافي محفوفة بالمخاطر، وانتظرت بفارغ الصبر لتعرف إذا ما كانت عمليتها ناجحة، وما إذا كانت ستشفى دون أي مضاعفات.
وكانت تكرر عبارة قالتها لها إحدى صديقاتها التي خضعت لعملية جراحية في نفس العيادة وهي: “لا تتوقعي الكثير”، كما سمعت قصصا عن عمليات جراحية جرت بشكل خاطئ، وشاهدت بنفسها امرأة كانت ترقد بجانبها في العيادة و”تتبرز من مهبلها”.
وفي الفندق، قالت بالالا إنها قضت الوقت في مشاهدة “نيتفلكس”، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي.
وبعد أسبوع من العملية، شاهدت عضوها الأنثوي لأول مرة في العيادة أثناء الفحص الطبي، واتصلت بوالدتها على الفور و”أخبرتها أنني سعيدة. أنا سعيدة لأنني امرأة بالكامل”.
وبعد قضاء حوالي ثلاثة أسابيع في تايلاند، عادت بالالا إلى الفلبين.
وفي المطار استقبلتها والدتها بباقة زهور كبيرة.
وفي المنزل، حاولت تجنب أي نشاط شاق وفق تعليمات الطبيب، حتى تعافت.
وقالت لشبكة “سي أن أن” إنها متحمسة لأنها باتت قادرة على ارتداء السراويل الضيقة والتنانير القصيرة والبكيني دون تردد.