أكد الرحالة أحمد القاسمي أن رحلاته الطويلة على ظهور الجِمال تُمثل تجربة فريدة في الحفاظ على التراث العربي الأصيل، مشيرًا إلى أن اختياره الجمل وسيلةَ تنقُّل لم يكن مجرد قرار تقليدي، بل كان نابعًا من إيمان عميق بأن الجمل يشكل رمزًا حيًّا للصبر والوحدة والثقافة الشعبية في المجتمعات العربية.
وقال “القاسمي”: “أنا أحمد عبد القاسمي، رحالة يمني، بدأت رحلاتي عام 1993، ومنذ ذلك الحين وأنا أجوب القارات على ظهور الجمال، وقد قطعت حتى الآن ما يزيد على 43 ألف كيلومتر في 33 عامًا، عبر 6 رحلات كبرى، زرت خلالها أكثر من 48 دولة في آسيا وإفريقيا، والوطن العربي”.
وأوضح أن هذه الرحلات لم تكن مغامرة فقط، بل مشروعًا ثقافيًّا وسياحيًّا طويل الأمد، هدفه تعزيز قيم التعايش بين الشعوب، وتوثيق الإرث الثقافي العربي من خلال تجربة ميدانية حية.. وقال: “الجمل ليس وسيلة نقل فحسب، بل هو شاهد على التاريخ، ورمز من رموز الذاكرة الجماعية العربية، وهو أيضًا أداة للتواصل الثقافي، تربط الشعوب بماضيها، وتدفعها لفهم حاضرها بعمق أكبر”.
وأضاف “القاسمي” بأنه إلى جانب رحلاته ألّف ستة كتب في أدب الرحلات، ووثق من خلالها تجاربه المختلفة والمواقف الفريدة التي عاشها، كما كتب سلسلة في أدب الطفل، تهدف إلى غرس حب الترحال والمعرفة في نفوس الأجيال الجديدة، وأصدر أيضًا دليلاً سياحيًّا خاصًّا بالرحالة، يضم خرائط ونصائح ومعلومات عملية للمغامرين.
واختتم تصريحه بالقول إن رحلاته لا تزال متواصلة، مؤكدًا عزمه على مواصلة الترحال ما دام في العمر بقية، ومشددًا على أن “الرحلة ليست مجرد انتقال من مكان إلى آخر، بل هي حياة متكاملة، وحوار مفتوح مع العالم، ومصدر إلهام لكل مَن يحمل حُلمًا يريد أن يحققه بخطوات ثابتة، وصبر لا يلين”.