بالأدوية وبغيرها.. لماذا يفقد البعض الكثير من الوزن وآخرون القليل؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

لبوة تهاجم سيدة وتكاد تفتك بها تحت أنظار الحضور، رجال ونساء يسقطون من ارتفاعات عالية ويتعرضون لإصابات وكدمات وكسور، تنمر على “شكل الجسم” وسخرية من “الملابس”، وفضح “أسرار الحياة الخاصة” للمشاركين، هكذا تجاوزت برامج “المقالب” كافة الخطوط الحمراء، وأصبحت لا تهدد سلامة الضيوف فقط لكنها تمس “سلامة المجتمع”، حسبما يوضح خبراء لموقع “الحرة”.

مهانة وسادية من أجل “الربح”

والأحد، أشار الناقد الرياضي المصري، عبد الناصر زيدان، إلى إصابته بـ”كسر في الكتف” أثناء تصويره حلقة ببرنامج “رامز جاب من الآخر”، وتعرضه لـ”التجريح والتطاول”، وعزمه رفع دعوى قضائية بشأن ذلك.

وبالتزامن مع عرض الحلقة،كتب زيدان على حسابه بموقع “فيس بوك”، أنه أصيب خلال الحلقة بكسر مضاعف في الكتف، واضطر لاستكمال الحلقة رغم الإصابة، واستنكر ما ورده بمقدمة برنامج رامز جلال، ووصفها بـ” غير المحترمة ولا تليق .. وفيها تجريح وتطاول”.

ويوضح استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز، أن تلك البرامج “ليست كوميدية” لكنها “مواقف تهدف لاستثارة الإنسان وإخراج أسوأ ما فيه”.

وتعريض الإنسان للخطر وترهيبه وإثارة الرعب لديه “ليس أمرا مضحكا”، وما يظهر في هذه البرامج هو “احتقارا مهانة وسادية وإهانة للناس وإذلالهم”، وفق حديث فرويز لموقع “الحرة”.

ومن جانبه، يشير أستاذ علم الاجتماع السياسي، سعيد صادق، إلى أن القنوات والمحطات التلفزيونية التي تعرض “برامج مقالب المشاهير”، هي محطات تجارية إعلانية يهمها جذب الإعلانات.

ويوضح أستاذ علم الاجتماع لموقع “الحرة”، أن تلك “البرامج الضاحكة”، تستقبل مشاهير يتفقون مقدما مع القائمين على العمل ويتلقون عائدا ماديا كبيرا ويوقعون موافقة كتابية مسبقة على العرض.

وتلك البرامج تهدف لـ” تسلية واضحاك الجمهور علي المشاهير”، ولذلك فإن الإصابات وردود أفعال المشاركين “تعطي مصداقية” للقائمين على العمل، وتجذب جمهور يرغب في التسلي ومشاهدة المشاهير في “أوضاع محرجة حتي ولو كانت مفتعلة”، وفق صادق.

إيذاء جسدي ونفسي وترهيب

وفي لقاء تليفزيوني، شنت الفنانة المصرية، سمية الخشاب، هجوما على الفنان رامز جلال، بسبب المشكلات الصحية التي تعرضت لها جراء مشاركتها ببرنامج المقالب “رامز جاب من الآخر”.

وكشفت الفنانة المصرية أنها قامت برفع دعاوى قضائية بسبب ما تعرضها لإصابات بالغة خلال تصوير البرنامج.

وأكدت الخشاب أنها “اضطرت لدخول المستشفى في اليوم التالي من تصوير الحلقة، من أجل الاطمئنان على سلامتها الجسدية”، مضيفة أنها “فوجئت بدخول عدد من المشاركين إلى المستشفى كذلك”.

وعند ذهابها للمستشفى أخبروها بأنها “ليست الحالة الأولى”، التي جاءت للعلاج بسبب البرنامج، وأن هناك ثلاث حالات بإصابات قد تم استقبالها خلال اليوم السابق، وكانت أقل إصابة هي “كدمات بالجسم”.

وتعليقا على ذلك، توضح المحامية، دانا حمدان، أن التعرض للكسور أو الجروح والكدمات يعد “جريمة إيذاء”، ويمكن رفع دعوى قضائية جزائية.

ومدة التعطل عن العمل أو العلاج من الإصابة تحدد ما إذا كانت الدعوى “جناية أو جنحة”، وبالتالي يتم تحديد “العقوبة”، وفق حديثها لموقع “الحرة”.

والسبت، نشرت الفنانة اللبنانية، دومينيك حوراني، السبت، مقطع فيديو لظهورها منذ سنوات، ببرنامج المقالب الذي اوقف عن النشر مع محمد الصيرفي، حيث هاجمتها ” لبوة”.

لحظة هجوم الاسد على دومينيك حوراني في برنامج المقالب الذي اوقف عن النشر مع #محمد الصيرفي . الاسد استشري وخرج عن السيطرة بسبب صريخ دومينيك بعد ان رمي مدرب الأسود عقرب كبير على شعرها . مقلب حقيقي لم يكن تركيب . والضيوف رفعوا قضايا على المذيع ا

Posted by Dominique Hourani on Friday, March 29, 2024

ورمي مدرب الأسود عقرب كبير على شعر الفنانة اللبنانية، ما دفعها للصراخ بصوت عالي، وهو ما تسبب في خروج “اللبوة” عن السيطرة ومهاجمة دومينيك.

وتشير حمدان إلى أن الترهيب، يدخل ضمن “الأضرار المعنوية”، ويمكن التعويض عنها ماليا عبر القضاء المدني وليس الجزائي.

في وجود عقد.. هل للضحية “حقوق قانونية”؟

أشارت سمية الخشاب وكذلك عبدالناصر زيدان، إلى كونهما سيتخذان الإجراءات القانونية تجاه برانامج رامز جلال، بينما يوجد “عقد” بين الجانبين، فماذا يقول القانون؟

وفي حال وجود عقد بين إدارة البرنامج والضيف الذي وقع ضحية المقلب، توضح حمدان أن “في مثل هذا النوع من العقود يكون هناك بنود تعفي من المسؤولية لكن الفقه والاجتهاد حدد هذا النوع من الإعفاء ولم يجعله شاملا”.

وتضيف:” ما من أحد يستطيع أن يبرئ نفسه إبراء كليا أو جزئيا من نتائج أعماله المخالفة للقوانين أو أخطائه الفادحة بوضع بندا ينفي عنه المسؤولية أو يخفف من وطأتها، وكل بند يدرج لهذا الغرض هو باطل أصلا لأن ليس للإنسان أن ينفي عنه تبعة أعماله غير المباحة التي يأتيها قصدا”.

أما إذا حصل الضرر عن “فعل غير قصدي” ناتج عن اهمال أو قلة احتراز أو عن خطأ غير قصدي، فوقتها بإمكان محدث الضرر أن يضع “بندا نافيا” لتبعته يعفيه من المسؤولية، وفق المحامية.

ويكون هذا البند مشروعا، لكن هذا الابراء ينحصر في الأضرار المادية لا في الأضرار التي تصيب حياة الانسان وسلامته الشخصية، بحسب حمدان.

كوارث نفسية ومجتمعية؟

يحذر الدكتور فرويز من أن المراهقين يقلدون تلك المقالب وخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي و”تيك توك”، وهو ما قد يتسبب في وقوع “كوارث”.

وقد يقدم مراهق على إسقاط أحد الأشخاص في “حفرة أو مياه”، ثم يقوم بالتهكم عليه وتصويره، لحد المشاهدات، وسيكون مبررة وقتها “شاهدت ذلك في برنامج مقالب”، وفق استشاري الطب النفسي.

وقد يكون بعض الأشخاص الذين يتعرضون للمقالب “مصابون بأمراض مزمنة مثل الضغط أو السكري”، ووقتها قد يكون أحدهم عرضه للوفاة، حسبما يضيف فرويز.

ويوجه رسالة للقائمين على برامج “المقالب”، قائلا:” من سيقوم بتقليدك لن يختار الضيف أو يتفق معه مسبقا، وسيفعل ذلك بشخص عادي لا ذنب له سوى أنه ضحية لشخص أخر يهوى مشاهدة برامجك”.

وفي سياق متصل، يشير صادق إلى أن برامج المقالب تشهد أحيانا ” تجاوزات تحرج المشاركين وتثير انتقاد الجمهور”.

ومن الممكن كذلك أن يقوم بعض الأشخاص بتقليد هذه المقالب ما قد يقود لمشاكل كبيرة، وفق أستاذ علم الاجتماع.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *