اللاجئون السودانيون في تشاد.. علل يفاقمها الفقر وشح الإمكانات

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

كسور، وجروح بليغة، وصدمات نفسية، وجرائم اغتصاب، وملاريا، وإسهال، وسوء تغذية، وأمراض قلب؛ ذاك بعض مما قذفت به الحرب في السودان وتداعياتها في هذا الركن القصي من تشاد، ذي التنمية العديمة.

وتكافح الحكومة التشادية وبعض المنظمات الخيرية للاستجابة لتلك العلل.

“لا مال عندي لأخذ والدتي إلى أي مستشفى، وليس عندي حتى ما آخذ به سيارة أجرة لإخراجها من المستشفى”، قالها أبكر إسحاق إسماعيل (69 عاما)، وهو يقلب كفيه خارج مستشفى “أدري”، بعد إخباره بضرورة أخذ والدته للبيت بعد قضائها 15 يوما فيه بدون جدوى.

ويضيف “قالوا إن علاجها غير متأت، وليس عندي ثمن علاجها في مستشفيات أبشة أو نجامينا، وليس عندي حتى ما آخذ به سيارة أجرة لنقلها”.

أما عيشة عبد الله إبراهيم (30 عاما) فترابط هنا هي الأخرى بعدما طلب منها المستشفى نقودا لا تملكها لشراء أدوية توقف عنها آلاما مبرحة لورم في البطن.

أبكر إسحاق إسماعيل: ليس عندي حتى ما آخذ به سيارة أجرة لنقل والدتي (الجزيرة)

وبعزيمة وإصرار، ورغم العرج البيّن، يبحث حمادة محمد هارون (35 عاما) في مخيم أدري عن أي منظمات أو خيّرين لإسعاف حاله، فقد تعرض لطعنة بسكين في ظهره وضربة برصاصة في فخذه في هجوم للدعم السريع قتل فيه 120 شخصا كما قال، وقرر مستشفى أدري بتر رجله ولكنه رفض وما زال يعاني.

أما إبراهيم إسحاق جمعة (65 عاما) فقد لزم عريشه بعد أن يئس من شفاء علله من جروح مركبة، وفورات ضغط دم، ومرض سكري.

ورغم ما تقدمه منظمة أطباء بلا حدود للمرضى هنا، فإنها تقر بصعوبة الموقف إزاء الأعداد اللامتناهية للمرضى والمصابين المتدفقين من السودان، وتطالب بالدعم.

وتقدم فرق المنظمة الرعاية الطبية الحيوية في مخيمات أدري وأورانغ وميتشي في مقاطعة وداي، وفي مخيمات قوز أتشيي وداغيسا وأندريسا الواقعة في المنطقة الحدودية لمقاطعة سيلا.

وتقول سيتارا جبين، مستشار الاتصالات الإستراتيجية بمنظمة أطباء بلا حدود، إن فرق مؤسستها تقوم بتطعيم الأطفال ضد الحصبة، ومعالجة سوء التغذية، وتحيل الأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية صحية متخصصة عاجلة إلى مستشفى أدري، حيث يتم علاجهم من قبل منظمة أطباء بلا حدود وموظفين من وزارة الصحة التشادية.

سيتارا جبين، مستشار الاتصالات الاستراتيجية بمنظمة أطباء بلا حدود
سيتارا جبين: نعطي الأولوية لدعم الصحة العقلية للاجئين المتأثرين بالحرب في السودان (الجزيرة)

وبحسب جبين فإن “الملاريا تظل المرض الرئيس، يليها الإسهال”، وتشير إلى أن عيادتين تابعتين لمنظمتها تقدم أكثر من 3 آلاف استشارة في الأسبوع، وتقول إن نحو 30% من نتائج اختبار الملاريا إيجابية.

كما ينتشر البرد والسعال على نطاق واسع مع بدء فصل الشتاء ولا يملك معظم الناس المواد اللازمة للتدفئة.

وتعطي فرق أطباء بلا حدود -وفق جبين- الأولوية لدعم الصحة العقلية للاجئين المتأثرين بالحرب في السودان، وتمتد الرعاية الطبية “لتشمل النساء اللاتي تعرضن للاعتداءات الجنسية والعنف المروع أثناء فرارهن إلى تشاد.. وفي عيادتنا، طلبت 139 امرأة دعما في مجال الصحة العقلية للتعامل مع صدمات الاعتداءات الجنسية”.

وتضرب جبين مثالا لخطورة الموقف هنا، بتدفق 900 جريح في 3 أيام فقط في يونيو/حزيران الأخير على مستشفى أطباء بلا حدود في أدري.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *