أثار قرار الجيش الإسرائيلي الانسحاب من جنوبي قطاع غزة تساؤلات بشأن خططه المستقبلية المتعلقة بالحرب الدائرة منذ ستة أشهر، وفي ظل تأكيدات إسرائيل عزمها تنفيذ عملية برية في رفح.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن قوات الجيش الإسرائيلي غادرت جنوب قطاع غزة، للإعداد لعمليات في المستقبل، منها عملية في رفح.
وأضاف غالانت في تقييم للأوضاع في قيادة المنطقة الجنوبية أن “القوات تخرج وتستعد لمهام المتابعة الخاصة بها، وقد رأينا أمثلة على هذه المهام في مجمع الشفاء، وكذلك في مهمة المتابعة في منطقة رفح”.
وأشار تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إلى أنه لا يتضح ما علاقة خفض عدد القوات في القطاع بالعملية العسكرية التي تعتزم إسرائيل تنفيذها في رفح، رغم الضغوط الدولية المتصاعدة ضدها في ظل وجود أكثر من مليون نازح في المدينة الحدودية مع مصر.
من جانبه، أعرب مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، الأحد، عن اعتقاده أن إعلان الجيش الإسرائيلي الانسحاب من جنوب قطاع غزة هو “استراحة” على الأرجح لقواته.
وقال كيربي لقناة “إيه بي سي” ردا على سؤال عن مغزى هذا الانسحاب: “من الصعب معرفة ما يعنيه الآن، وبحسب ما فهمنا، واستنادا إلى ما أعلنوه، إنها في الواقع فترة استراحة واستعادة لياقة لقواته (الجيش الإسرائيلي) الموجودة على الأرض منذ أربعة أشهر”.
نصف عام من الحرب.. أرقام الدمار في غزة
أدى القصف الإسرائيلي لغزة على مدى الأشهر الستة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، إلى تسوية أغلب مباني القطاع بالأرض، وإتلاف مساعات زراعية شاسعة، وتدمير البنية التحتية الحيوية “بينما قد تستغرق إعادة بناء اقتصادها عقودًا” وفقًا لتقرير للأمم المتحدة.
وقال أسامة عصفور (41 عاما) وهو من سكان خان يونس ويقيم داخل خيمة حاليا في رفح، لنيويورك تايمز، إن إعلان الجيش الانسحاب لا يجعله يفكر في العودة في أي وقت قريب.
وأوضح الرجل الذي كان يعمل بمستشفى ناصر في خان يونس: “ربما يقول الجيش إنه غادر اليوم، لكن بإمكانه العودة غدا. لن أغامر بحياتي”.
رغم ذلك، قال المسؤول المحلي في رفح، أحمد الصوفي، للصحيفة إنه لاحظ عودة بعض النازحين إلى خان يونس.
وأشارت وكالة فرانس برس إلى عودة بعض النازحين بالفعل إلى مدينة خان يونس، الأحد، بعد إعلان الانسحاب الإسرائيلي.
أما محمد راضي (36 عاما)، صاحب مطعم نزح إلى رفح، فكشف للصحيفة أنه سئم من الأخبار التي لا تتوقف عن مقتل الفلسطينيين ويريد أن تنتهي الحرب.
وقال للصحيفة الأميركية: “أشعر بالإحباط والدمار العقلي. نحن مرهقون بعد ستة أشهر من الحياة في الخيام”.
لماذا انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب غزة؟.. وزير الدفاع يجيب
قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن قوات الجيش الإسرائيلي غادرت جنوب قطاع غزة، للإعداد لعمليات في المستقبل، منها عملية في رفح
وطالما حذرت الإدارة الأميركية إسرائيل من عملية برية في رفح، وضغطت على رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، من أجل البحث عن بدائل أخرى، لكن الأخير أكد أن إسرائيل “مصممة على القضاء على حماس بشكل كامل في قطاع غزة، ومن بينها رفح”.
وتضاربت الأنباء عن نتائج محادثات، الأحد، في العاصمة المصرية القاهرة، والرامية إلى الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير المختطفين.
وكانت قناة “القاهرة الإخبارية” المصرية، قد نقلت عن مصدر رفيع المستوى، في وقت مبكر الاثنين، إن هناك “تقدما” في المحادثات، مشيرا إلى أن هناك “اتفاقا على النقاط الأساسية بين جميع الأطراف المعنية”.
وبعد تلك التصريحات، خرج مسؤول بحركة حماس بتصريحات مغايرة، قائلا لوكالة رويترز، الاثنين، إنه “لم يتم إحراز تقدم” في جولة المحادثات، التي شاركت فيها وفود من قطر والولايات المتحدة وإسرائيل، بجانب مصر المضيفة.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل مما أدى إلى مقتل 1170 شخصا، غالبيتهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا ما زال 129 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.
وردت إسرائيل بشن حملة قصف مكثف وهجوم بري واسع النطاق بقطاع غزة، تسبب بمقتل أكثر من 33 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع، وخلف دمارا هائلا وكارثة إنسانية خطيرة.