طالبت قبيلة العكيدات إحدى أكبر العشائر العربية في سوريا، بضمانات أميركية للتهدئة مع ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حيث يخوض الطرفان قتالا عنيفا منذ أيام في شرق البلاد وتوسع ليشمل مناطق جديدة شمالا.
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن بيان صادر اليوم الأربعاء عن شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل، أن العشائر تطالب بضمانات أميركية للتهدئة مع قسد، (التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري)، وكذلك إعادة هيكلة مجلسها العسكري بحيث يقوده ضباط من أبناء المنطقة التي يقطنها العرب.
وفوّض الهفل -وفقا للبيان- منظمة “مواطنون من أجل أميركا آمنة” لنقل مطالب عشائر دير الزور (شرق سوريا) للإدارة الأميركية والكونغرس.
وتضمنت المطالب، وفق المصدر ذاته، وقف إطلاق النار بشكل فوري، وإجلاء جثث قتلى الاشتباكات الأخيرة وإدخال المساعدات، وفرض وجود الضامن الأميركي على الأرض لمنع عمليات خرق الهدنة المفترضة. كما تضمنت التفاوض مع الجانب الأميركي بشكل مباشر، وضمان الولايات المتحدة حماية الهفل ومن معه من القادة.
وكانت قسد أعلنت إبراهيم الهفل مطلوبا لها بعد توسع الاشتباكات مع العشائر واعتبرته سببا “للفتنة” في المنطقة.
وأوفدت واشنطن مسؤولَين رفيعين اجتمعا الأحد الماضي مع قيادات من الطرفين المتحاربين، واتفقوا على “نظر المظالم المحلية” و”وقف تصعيد العنف بأسرع ما يمكن”، إلا أنه لم يُعلن وقتها عن أي اتفاق.
واندلعت الأسبوع الماضي اشتباكات بالريف الشرقي لمحافظة دير الزور (شرقي البلاد) بعد اعتقال قسد، المدعومة أميركيا، قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها أحمد الخبيل، مما دفع مقاتلين محليين موالين له إلى شن هجمات عليها سرعان ما تطورت إلى اشتباكات انضمت إليها العشائر العربية، التي ينتمي إليها سكان المنطقة الممتدة حتى الحدود مع العراق شرقا، وأسفرت عن سيطرة العشائر على معاقل كبيرة لـ”قسد”.
وامتد القتال لاحقا إلى ريفي محافظتي الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) المجاورتين لمحافظة دير الزور، وسيطرت العشائر على عدد من المواقع التابعة لـ”قسد” فيهما.
توسع رقعة الاشتباكات
على صعيد الاشتباكات، أعلن مقاتلو عشائر عربية اليوم الأربعاء سيطرتهم على قرية “زنقل” بمحيط منبج بريف حلب الشرقي (شمال غرب سوريا)؛ وذلك بعد مواجهات مع قسد في توسع جديد لرقعة القتال بين الطرفين.
وقالت مصادر محلية للجزيرة إن مقاتلين من عشائر عربية دفعوا بتعزيزات عسكرية إلى خطوط المواجهات مع قوات سوريا الديمقراطية في ريف منبج.
ويسيطر مجلس منبج العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة على مدينة منبج ومحيطها، كما توجد في المنطقة نقاط لقوات النظام بموجب اتفاق أُبرم منذ 4 سنوات مع المقاتلين الأكراد.
وفي سياق متصل، قالت مصادر للجزيرة في المعارضة المسلحة، إن مدفعية المعارضة استهدفت مواقع عسكرية لما تعرف بوحدات حماية الشعب الكردية التي تمثل العمود الفقري لقوات قسد في تل رفعت شمال حلب، وأخرى في محيط عين عيسى بريف الرقة.
انتهاء الاشتباكات بذيبان
في سياق متصل، أفاد مراسل الجزيرة أن “قوات سوريا الديمقراطية” تقدمت في بلدة ذيبان بريف دير الزور التي شهدت قتالا بين الطرفين الأسبوع الماضي وتعد معقلا رئيسيا لقبيلة العكيدات.
من جهتها، أعلنت اليوم الأربعاء “قوات سوريا الديمقراطية” انتهاء العمليات العسكرية في ذيبان، والبدء بتفتيش المنازل والأحياء بحثا عمن وصفتهم بالمسلحين المختبئين، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي قوله إنهم يبحثون عن “مجموعات مسلحة” قادمة من الضفة الغربية لنهر الفرات التي يسيطر عليها النظام السوري.
وأضافت الوكالة أن “قوات سوريا الديمقراطية” تؤكد عدم وجود خلافات مع العشائر العربية، متهمةً من وصفتهم بالمسلحين بمحاولة خلق فتنة.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة لم تدخل كطرف في القتال إلى جانب حليفتها قوات سوريا الديمقراطية كونها تخشى من زعزعة الاستقرار في المنطقة وأن تتحول حقول النفط والغاز التي تسيطر عليها ويوجد فيها جنود أميركيون إلى جزر واقعة في محيط معادٍ لها كونها تقع في منطقة العشائر العربية.
وتتقاسم السيطرة على محافظة دير الزور الغنية بالنفط والغاز ويقسمها نهر الفرات، قوات تابعة للنظام السوري مدعومة من روسيا ومليشيات إيرانية من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة من جهة أخرى.