يدلي، الثلاثاء، رؤساء جامعات هارفارد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة بنسلفانيا بشهاداتهم أمام الكونغرس في جلسة استماع بعنوان “محاسبة قادة الحرم الجامعي ومواجهة معاداة السامية”.
وجلسة الاستماع، التي ستعقدها لجنة التعليم والقوى العاملة بمجلس النواب، ستبحث في الأسباب وراء السماح بتنظيم وخروج المظاهرات المعادية للسامية في حرم الجامعات.
ووجهت مجموعات من الطلاب اليهود والإسرائيليين في العديد من الجامعات الأميركية ومنها جامعة هارفارد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة بنسلفانيا، والمنظمات اليهودية والإسرائيلية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، انتقادات للجلسة.
وذكر بيان وقعه 42 مجموعة ومنظمة يهودية في الجامعات الأميركية، أنه “في الشهرين الماضيين، كانت هناك حالات خطيرة ومروعة من معاداة السامية في جامعاتنا، لكن عندما تستخدم الجامعات والممثلون السياسيون بشكل خاطئ تهمة معاداة السامية الخطيرة كأداة لإسكات أي انتقادات للحكومة الإسرائيلية والدعوات لتحرير الفلسطينيين، فإنهم يخلطون الأمور وكذلك يزيدون من خطورة تلك الحوادث المروعة المتعلقة بمعادة السامية”.
وأوضح البيان أنه “بينما يستعد رؤساء جامعات هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة بنسلفانيا للإدلاء بشهادتهم أمام الكونغرس حول معاداة السامية في الحرم الجامعي، نطلب منهم أن يأخذوا في الاعتبار وجهات نظرنا التي يزعمون أنها تمثل طلابهم اليهود وتحميهم”.
كما دعا الطلاب اليهود “رؤساء جامعاتهم إلى وقف جهود الكونغرس لإدانة الانتقادات الموجهة لإسرائيل باعتبارها معادية للسامية، وإعادة تأكيد التزامهم بحرية التعبير، وخاصة في ما يتعلق بفلسطين”.
وناشد الطلاب قادة الجامعات والحكومات”الاستماع إلى الطلاب الذين سيرثون هذا العالم، والانضمام إلينا على الطريق المؤدي إلى السلام والتحرر لجميع الناس”.
وفي حديث مع موقع “الحرة”، قالت كليلة ليفيت، وهي طالبة يهودية في السنة الثالثة في تخصص دراسات العدالة بجامعة كامبريدج، وعضوة في إحدى المجموعات الموقعة على البيان، إن “ما يفعله الكونغرس والساسة في الولايات المتحدة بمنح الدعم المطلق لإسرائيل ليس صائبا، وبالنظر جيدا إلى تاريخ اليهود، نجد أن ما يحدث حاليا في غزة لا يتماشى مع القيم اليهودية”.
وأضافت ليفيت، البالغة من العمر 21 عاما أنها انضمت إلى مجموعة “يهود من أجل العدالة لفلسطين” داخل الجامعة عندما كانت طالبة في الصف الأول، وكانت حريصة على توسيع نظرتها للعالم بعد ما تصفه بـ”النشأة المنغلقة أو المحمية في ضواحي إلينوي بشيكاغو”.
وفي الأسابيع الأخيرة، قالت ليفيت إنها “شاهدت الناس في جميع أنحاء البلاد يقوضون أي أصوات معارضة لإسرائيل وينتقدون أي محاولات أو مبادرات طلابية تدين رد الفعل الإسرائيل على غزة، وتصويرها على الفور باعتبارها معاداة للسامية وداعمة للإرهاب”.
وجاء في البيان أنه “باعتبارنا طلابا يهودا ملتزمين بالسلام والأمان في جامعاتنا وفي جميع أنحاء العالم، فإننا نقف متضامنين تمامًا مع مجموعات المناصرة الفلسطينية في جامعاتنا، بما في ذلك لجنة التضامن مع فلسطين لطلاب جامعة هارفارد، وتحالف معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ضد الفصل العنصري، ومنظمة بنسلفانيا ضد الاحتلال”.
وقال الطلاب في بيانهم “لقد شهدنا شخصيا ارتفاع معاداة السامية منذ السابع من أكتوبر، وبينما ندعو إلى وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء احتلال فلسطين، فقد تعرضت هوياتنا اليهودية للتشكيك والسخرية والرفض”.
وأضافوا: “نحن يهود ودفاعنا عن فلسطين متأصل في قيمنا اليهودية”.
وأوضحت ليفيت أن “جماعتها شاركت في البيان بسبب رفضهم لرد الفعل العنيف على أي تحركات تنتقد إسرائيل والتي ظهرت في حملات القمع داخل الجامعات للعديد من المنظمات والحركات المناصرة لفلسطين”.
وأشارت إلى أن “حملات القمع في جامعات مختلفة منها فلوريدا ترقى إلى مستوى الانتهاكات غير الدستورية”، موضحة أن “الأمر وصل للمساس بشكل مباشر بحرية التعبير وعمل منظمات الحريات المدنية”.
وأضافت أن “حملات القمع على هذه المجموعات الطلابية تم تبريره بارتباطهم وتشجيعهم لحركة حماس والإرهاب، وهذا غير صحيح، خاصة أننا في منظمتنا على سبيل المثال ليست لنا أي علاقة بالحركات الفلسطينية”.
وتطرقت ليفيت إلى الاتهامات الموجهة إلي العديد من المجموعات الطلابية اليهودية التي تنتقد إسرائيل، قائلة إنه حتى “معظم المجموعات اليهودية الموقعة على البيان ليست على تواصل أو تنسيق دائم مع بعضهم البعض، بمعنى أنهم لا يتآمرون على إسرائيل”، مشيرة إلى أن “العديد من هذه المجموعات تأسست في أوائل التسعينيات، ومنذ ذلك الحين انتشرت مجموعات أخرى في الجامعات في جميع أنحاء البلاد”.
وأضافت أن “المجموعات الطلابية اليهودية ليست موحدة في تكتيكاتها، وبعضها أكثر تصادمية من غيرها، لكن بعد حرب غزة السابع من أكتوبر، وجدت أغلب هذ الجامعات أن الطريق السلمي الواضح هو تنظيم احتجاجات ومسيرات وفعاليات أخرى في الحرم الجامعي تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول محنة الشعب الفلسطيني”.
وأوضح الطلاب في بيانهم أن “خطر معاداة السامية بالفعل أصبح في تصاعد، حيث نراه ونختبره في جامعاتنا وفي مجتمعاتنا. لقد أرعبتنا مسيرة النازيين الجدد الشهر الماضي في ولاية ويسكونسن والتهديدات المعادية للسامية في حرم جامعة كورنيل. لكن في الوقت نفسه، لا يمكن لأي نقاش حول معاداة السامية وكيفية استئصالها من مؤسساتنا أن يكون صادقًا أو فعالاً عندما يتم خلط كل الانتقادات الموجهة للدولة الإسرائيلية مع معاداة السامية”.
وألقت الحرب على غزة بظلالها على المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة، بعد شكاوى عديدة بشأن انتهاكات وتمييز بين الشباب سواء في ما يتعلق بمعاداة السامية أو الإسلاموفوبيا والعنف في الحرم الجامعي.
وأدرجت جامعة هارفارد، الثلاثاء الماضي، في قائمة المدارس الجامعات الأميركية التي يحقق فيها مكتب الحقوق المدنية التابع لوزارة التعليم الأميركية كجزء من حملة اتحادية بشأن مزاعم معاداة السامية والإسلاموفوبيا، منذ بدء الصراع في غزة، أكتوبر الماضي.
وهارفارد هي المدرسة الخامسة عشرة والكلية أو الجامعة الثامنة التي تضاف إلى القائمة منذ بدء حرب غزة، في 7 أكتوبر، وفقا لموقع مكتب الحقوق المدنية التابع لوزارة التعليم الأميركية، على الإنترنت. وتشمل الكليات الأخرى جامعة بنسلفانيا وكلية ويليسلي وجامعة كولومبيا. وقد تضاعف عدد المدارس قيد التحقيق، العام الجاري، منذ بدء النزاع، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وذكرت الصحيفة أنه في اليوم التالي لهجوم حركة حماس على إسرائيل، في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص، وقعت لجنة “التضامن مع فلسطين” بجامعة هارفارد وأكثر من 30 مجموعة طلابية أخرى بيانا جاء فيه أن “نظام الفصل العنصري الإسرائيلي هو المسؤول الوحيد” عن أعمال العنف.
وقال وزير التعليم الأميركي، ميغيل كاردونا، في وقت سابق من نوفمبر الجاري، إن “الكراهية ليس لها مكان في مدارسنا. عندما يتم استهداف الطلاب لأنهم يهود، أو مسلمون، أو عرب، أو سيخ، أو أي عرق ودين آخر، يجب على المدارس العمل لضمان بيئات تعليمية آمنة وشاملة حيث يتمتع الجميع بحرية التعلم”.
وأضاف أن “هذه التحقيقات تؤكد مدى جدية إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونائبته كاميلا هاريس، وكذلك وزارة التعليم الأميركية، في تحمل المسؤولية لحماية الطلاب من الكراهية والتمييز”.
وتحدثت ليفيت لموقع “الحرة” عما شاهدته بنفسها من حوادث التمييز، وقالت إن “الحرم الجامعي تحول إلى ساحة للحرب الباردة والاستفزاز بدلا من التسامح والمشاركة”، موضحة أنه “تحدث مشادة أو أكثر يوميا بين مؤيدي ومعارضي إسرائيل”.
وأضافت أنه “في بداية الحرب على غزة، كان أغلب الطلاب يشعرون مساواة، حيث تم السماح بالمظاهرات الداعمة للطرفين، لكن في الفترة الأخيرة، تم منع أي مظاهر دعم لفلسطين”.
وترى ليفيت أن “المزيد من الضغط والتقييد الحكومي لطرف واحد سيفاقم من حدة الأوضاع بين الطلاب”.
وأكد البيان “إدانة أعمال العنف التي ترتكب ضد الفلسطينيين باسم الحماية اليهودية”، قائلين إن “هؤلاء الطلاب هم أقراننا وزملاء الدراسة والأصدقاء. ونحن نرفض فكرة أن سلامة الطلاب اليهود تتطلب القضاء على التنظيم الفلسطيني”.