الحكومة الإسرائيلية توافق على قرار معارضة “الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية”

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

خرج آلاف المناهضين للحكومة الإسرائيلية، السبت، للاحتجاج وسط تل أبيب، في مظاهرات هي الأكبر من نوعها  ضد رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، منذ أشهر، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.

وبعد أن توقفت مع اندلاع الحرب ضد حماس، عادت الاحتجاجات المناهضة للحكومة لتشتد بمدن إسرائيلية، حيث رفع المتظاهرون، شعارات تدعو لرحيل الحكومة الحالية وإجراء انتخابات مبكرة.

ويقول يوفال ليرنر، 57 عاما: “الشعب بحاجة لينتفض وعلى الحكومة أن ترحل”، مضيفا أنه إنه حتى قبل الحرب، كان “فقد الثقة في أن الحكومة تضع مصلحة البلاد كأولوية”.

وكان مشروع الإصلاح القضائي الذي أعلنت عنه الحكومة، مطلع العام الماضي، قبل أن تسحبه في ديسمبر، في قلب أشهُر من الاحتجاجات، حيث خرج ضده عشرات الآلاف في مظاهرات واسعة، انطفأت جذوتها، بعد هجوم السابع من أكتوبر، ودخول القوات الإسرائيلية في حرب ضد حركة حماس.

تقول كارين سار (50 عاما)، التي شاركت في مظاهرة بشارع كابلان الذي شهد احتجاجات واسعة ضد الإصلاحات القضائية، إن العودة إلى الشارع “رمزية”، مضيفة: “لقد أعدنا الحركة الاحتجاجية إلى ما كانت عليه قبل المأساة والحرب”.

وصرح أحد المتظاهرين المناهضين للحكومة، السبت، إنه شعر أن الوقت مناسب للعودة إلى الشوارع. 

وكشف شاهار دانزيجر (45 عاما)، الذي حمل راية منظمة “إخوان السلاح”، وهي منظمة شعبية مكونة من قدامى المحاربين العسكريين الإسرائيليين وجنود الاحتياط، إنه حتى وقت قريب، كان من الصعب العودة إلى الاحتجاج، عندما وكان بعض زملائه يعملون كجنود احتياطيين، غير أنه الآن بعد المساعدة في الحرب “حان الوقت للتظاهر”.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، أن الاحتجاجات ضد نتانياهو وائتلافه الحكومي منفصلة عن النقاش العام الذي يثير أيضا انقساما متزايدا بين الإسرائيلييين، والمتعلق بإدارة ملف الرهائن المختطفين في قطاع غزة.

ومنذ الأيام الأولى للحرب، خرجت بانتظام مظاهرات تطالب الحكومة بإعطاء الأولوية لإطلاق سراح أكثر من 130 رهينة لا تزال مختطفة في القطاع، على حساب هدف “القضاء على حماس” الذي يرفعه المسؤولون الإسرائيلييون.

وفيما تظهر استطلاعات الرأي تراجع شعبية نتانياهو منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر، والذي أشعل فتيل حرب مدمرة في غزة، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، السبت، فكرة إجراء انتخابات مبكرة.

وعند سُؤاله خلال مؤتمر صحفي عن الدعوات داخل حزب “ليكود” الحاكم لإجراء انتخابات مبكرة فور انتهاء الحرب في غزة، قال نتانياهو: “آخر ما نحتاجه الآن هو الانتخابات والتعامل مع الانتخابات، لأنها ستقسّمنا على الفور… نحن بحاجة إلى الوحدة الآن”.

وبالموازاة مع المظاهرات المناهضة للحكومة، نظم أقارب الرهائن الإسرائيليين ومتعاطفين معهم، وقفات احتجاجية للدعوة إلى التفاوض مع حماس من أجل تحرير المختطفين.

وفي المسيرة الأسبوعية الـ19 من نوعها التي تنظم في ما يسمى بـ”ساحة الرهائن” بتل أبيب، خرج آلاف الأشخاص من أجل مطالبة الحكومة بالتسريع في إبرام اتفاق يعيد الرهائن المختطفين منذ السابع من أكتوبر، وهتفوا “الآن! الآن! الآن!”، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”.

وخلال المسيرة، تحدث نحو 40 شخص من أقارب المختطفين عبر مكبرات الصوت، عن آلام الفقد وإحباطهم من الحكومة التي حثوها على التفاوض مع حماس بشأن صفقة لتحرير الرهائن.

وكان من بين المتظاهرين مايكل ليفي، الذي اُختطف شقيقه (أور) من حفل موسيقي بمنطقة مفتوحة قرب حدود غزة يوم هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وقال ليفي وهو ينظر إلى قميصه الذي يحمل صورة أخيه “لم يعد لدينا وقت. فقد أخي زوجته التي قُتلت في هذا الهجوم المروع يوم السابع من أكتوبر. لديه ابن يبلغ من العمر عامين وينتظره في المنزل”.

وصرح نتانياهو، السبت إن بلاده أرسلت مفاوضين إلى محادثات الهدنة في القاهرة بناء على طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلا أنهم لم يعودوا لاستكمال محادثات أخرى لأن طلبات حماس “خيالية”.

وأضاف، أن إسرائيل لن تستسلم لما أسماه “الإملاءات الدولية” فيما يتعلق باتفاق مع الفلسطينيين لإقامة دولة فلسطينية، مشيرا إلى أن الاتفاق لن يتحقق إلا من خلال مفاوضات مباشرة دون وضع شروط مسبقة.

ولم تسفر محادثات تتوسط فيها مصر وقطر، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين يزيد عددهم على المئة، عن نتائج. وانتهت جولة محادثات في القاهرة، الثلاثاء، دون نتائج حاسمة.

وعند سؤاله خلال المؤتمر الصحفي عن سبب عدم عودة المفاوضين الإسرائيليين لإجراء مزيد من المحادثات، قال نتانياهو “لم نحصل على شيء سوى المطالب الخيالية من حماس”.

وأضاف، أن المطالب تشمل إنهاء الحرب وعدم المساس بوضع حماس، وإطلاق سراح “آلاف القتلة” من السجون الإسرائيلية، فضلا عن المطالب المتعلقة بالمسجد الأقصى في القدس.

وذكر، أن المفاوضين الإسرائيليين في القاهرة “جلسوا واستمعوا ولم يحدث أي تغيير. أردت أن أقول لم يحدث مليمتر واحد ولا حتى نانومتر واحد من التغيير”.

وقال إنه لا يوجد سبب يدعوهم للعودة “حتى نرى تغييرا”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *