كشف الجيش الإسرائيلي، الخميس، تفاصيل تحقيقاته بشأن واقعة قتل قواته ثلاثة رهائن إسرائيليين في غزة يوم 15 ديسمبر، مشيرا إلى أن الجنود ظنوا خطأ أن استغاثتهم حيلة من مقاتلي حركة حماس لاستدراجهم إلى كمين.
وذكر تحقيق نشره الجيش الإسرائيلي، الخميس، تواجد جنود في المبنى نفسه الذي قُتل فيه ثلاثة رهائن برصاص إسرائيلي عن طريق الخطأ في غزة، وسمعوا صرخاتهم طلبا للمساعدة بالعبرية قبل خمسة أيام من الحادثة.
أثناء اقتحام أحد المباني في 10 ديسمبر، سمع الجنود نداءات بالعبرية يقول أصحابها “نحن مخطوفون” و”النجدة”. لكنهم اعتقدوا أنها حيلة من مقاتلي كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، لإيقاعهم بكمين في المبنى بالشجاعية شرق مدينة غزة.
وغادر الجنود المبنى معتقدين أنه ملغوم، وكشف التحقيق أن خمسة من مسلحي حماس الذين كانوا يحرسون الرهائن قتلوا بنيران مروحية إسرائيلية أثناء محاولتهم الهروب من المبنى.
و”رجّح” التحقيق أن الرهائن فروا إثر ذلك من المبنى.
بعد خمسة أيام، أطلق جنود إسرائيليون النار عليهم بعد أن اعتبروهم “تهديدا”. وقتل اثنان منهما على الفور، فيما لاذ الثالث بالفرار، وأعطي أمر للجنود بعدم إطلاق النار عليه، بحسب التحقيق.
وسمع قائد الكتيبة صرخات بالعبرية للرهينة يطلب فيها “النجدة” قائلا “إنهم يطلقون النار عليّ”، فدعاه إلى التقدم نحوهم، وأمر قواته بعدم إطلاق النار.
لكن جنديين “لم يسمعا الأمر بسبب ضجيج دبابة قريبة” فأطلقا النار عليه وأردياه قتيلا.
وكان الرهائن الثلاثة عراة الصدر ويلوحون بعلم أبيض عند إطلاق النار عليهم.
في اليوم السابق للحادثة، أي في 14 ديسمبر، رصدت طائرة مسيّرة تابعة للجيش كتابات على جدران مبنى يقع على بعد 200 متر من المكان الذي قُتل فيه الرهائن الثلاثة. والكتابات هي: “النجدة” و”النجدة، ثلاثة رهائن”.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي في بيان إن “الجيش فشل في مهمته لإنقاذ الرهائن”، مضيفا أنه كان من الممكن تجنب إطلاق النار على الرهائن الثلاثة.
من جانبه، قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إنه يأسف “للمأساة التي لا تحتمل”.
اثنان من الضحايا هم يوتام حاييم وهو عازف درامز يبلغ 28 عاما، وسامر الطلالقة وهو بدوي يبلغ 25 عاما، وكلاهما خطف من كيبوتس “نير عام” خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 /أكتوبر.
أما الرهينة الثالث الذي قُتل فهو ألون لولو شامريز البالغ 26 عاماً، وهو من سكان كيبوتس كفر عزة.
وتم احتجاز حوالى 250 شخصا رهائن خلال الهجوم، لا يزال 129 منهم محتجزين في غزة، وفق السلطات الإسرائيلية.
وخلص الجيش الإسرائيلي إلى أن الجنود تصرفوا بشكل صحيح بحسب أفضل تقدير لهم للأمر.
وفي 15 ديسمبر، أعلن الجيش الإسرائيلي على الفور مسؤوليته عن قتل الرهائن الثلاثة.
وخلص الجيش الإسرائيلي إلى أنه “لم يكن هناك أي قصد خبيث في الحدث، الجنود نفذوا الإجراء الصحيح حسب تقديرهم للحدث في تلك اللحظة”.
وقال البيان إن رئيس أركان الجيش الجنرال، هرتسي هاليفي، “شدد على الأهمية القصوى للالتزام بالإجراءات النموذجية للعمليات”.
وأضاف “في الحالة التي لا يتواجد فيها تهديد مباشر ولا يظهر تحديد الهوية عدوا واضحا، هناك حاجة للحظة من الفحص قبل إطلاق النار، إذا سنحت الفرصة”.
وأحدث مقتل الرهائن الثلاثة عندما اقتربوا من القوات الإسرائيلية في حي الشجاعية بمدينة غزة صدمة بين الإسرائيليين.
وقال الجيش إن اللقطات أظهرت أن الرهائن خلعوا قمصانهم وأن أحدهم كان يلوح بقطعة قماش بيضاء. وتبين أنهم رهائن فقط بعد فحص جثثهم.
ولم تفسر القوات استغاثة الرهائن طلبا للمساعدة بشكل صحيح واعتقدت أنها فخ من المسلحين في محاولة لاستدراجها إلى كمين.
وقال هاليفي: “فشل الجيش الإسرائيلي في مهمته لإنقاذ الرهائن في هذه الواقعة”.
وأضاف أن “السلسلة القيادية بأكملها تشعر بالمسؤولية عن هذا الحدث الصعب، وتأسف لهذه النتيجة، وتشارك عائلات الرهائن الثلاثة حزنها”.
وتتزايد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية للتوسط في اتفاق لإطلاق سراح أكثر من 100 رهينة ما زالوا في غزة بعد إطلاق سراح 110 آخرين خلال هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر .
وخلال الهدنة، أطلقت حماس سراح أكثر من 100 من النساء والأطفال والأجانب الذين كانت تحتجزهم في غزة مقابل إطلاق سراح نساء وأطفال من السجون الإسرائيلية.
وتشن إسرائيل عملية عسكرية واسعة في غزة عقب الهجوم الذي شنته جماس في السابع من أكتوبر والذي أوى بحياة 1200 شخص، في حين تسبب الرد الإسرائيلي على الهجوم بمقتل أكثر من 21 ألف شخص في قطاع غزة.