قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إنها دعت الأطراف المتقاتلة في شمال شرقي سوريا إلى التوقف عن القتال والتركيز على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك خلال لقاء لمسؤولين أميركيين كبار مع قادة من ما يعرف بـ”قوات سوريا الديمقراطية” وزعماء القبائل في دير الزور.
في الأثناء، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأييده موقف العشائر العربية في اشتباكها مع “قوات سوريا الديمقراطية” -التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية- مع دخول الاشتباكات بين الجانبين يومها العاشر.
وأكد فيدانت باتل نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن مسؤولين أميركيين كبارا -على رأسهم نائب مساعد وزير الخارجية غولدريتش والجنرال فويل- التقوا في شمالي سوريا قادة من “قوات سوريا الديمقراطية” ومجلس سوريا الديمقراطي وزعماء القبائل في دير الزور.
وأضاف أنهم اتفقوا على أهمية معالجة مظالم سكان مدينة دير الزور، ومخاطر التدخل الخارجي في المدينة، وتجنب سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وضرورة وقف التصعيد والعنف في أسرع وقت ممكن.
كما أكد نائب مساعد وزير الخارجية والجنرال فويل على أهمية الشراكة الأميركية القوية مع “قوات سوريا الديمقراطية” في جهود دحر مقاتلي تنظيم الدولة.
أردوغان يعلن تأييده العشائر العربية
في إطار آخر، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأييده للعشائر العربية، وقال -في تصريحات له- إن موقف العشائر العربية في هذا المجال وطني بوصفها صاحبة تلك المناطق الأصلية وليس حزب العمال الكردستاني، أو ما يعرف بوحدات حماية الشعب الكردية التي وصفها بأنها إرهابية.
ولفت أردوغان إلى أن هذين الطرفين ارتكبا المجازر بهدف السيطرة على حقول النفط في دير الزور، وأن تركيا وجهت التحذيرات اللازمة للدول المجاورة بهذا الشأن.
وفي ما يخص التوترات في كركوك (شمالي العراق)، قال أردوغان إن موطن التركمان هو في هذه المنطقة التي تعيش فيها ثقافات مختلفة، وتركيا لن تسمح بزعزعة السلام هناك.
وعن تطبيع العلاقات مع سوريا، قال أردوغان إن تطبيع العلاقات ممكن إذا تحقق تقدم في مجال مكافحة الإرهاب، وبشأن العودة الآمنة والطوعية للاجئين وعلى المسار السياسي.
وأدلى أردوغان بتصريحاته للصحفيين على متن الطائرة أثناء عودته من زيارة إلى مدينة سوتشي الروسية الاثنين التقى خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
احتدام القتال
وعلى الصعيد الميداني، أفادت مصادر للجزيرة بأن مقاتلي عشائر في شرقي الفرات أفشلوا محاولة ما تعرف بـ”قوات سوريا الديمقراطية” لاقتحام بلدة ذيبان بريف دير الزور، واستهدفوا مواقع لها في مدينة عين عيسى والطريق الدولي “إم فور” شمال مدينة الرقة، وذلك مع دخول الاشتباكات بين الجانبين يومها العاشر.
وبث مقاتلو العشائر صورا قالوا إنها لسيطرتهم على قريتي الطركي وتل الطويل بريف الحسكة، إضافة إلى قرية صكيرة في ريف الرقة، كما هاجموا نقطة في بلدة محيميدة بريف دير الزور الغربي، وبثوا كذلك صورا قالوا إنها لهجوم قرب بلدة سلوك في ريف الرقة الشمالي.
وذكرت مصادر محلية أن مقاتلي العشائر سيطروا على حاجز لقوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية في ريف تل تمر (شمال الحسكة)، في حين أفادوا بمقتل مدنيين وجرح آخرين إثر قصف شنته قوات سوريا الديمقراطية قرب مدينة البصيرة بريف دير الزور.
وبدأت الاشتباكات بين الطرفين في 27 أغسطس/آب الماضي وامتدت لتشمل مناطق في محافظات الحسكة (شمال شرق) ودير الزور والرقة (شمال) ومدينة منبج التابعة لحلب.
وكانت ما تعرف بـ”قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة دعت المدنيين إلى مغادرة بلدة ذبيان سعيا لما سمته “الحسم وإنهاء التوتر”.
وفي سياق متصل، نقلت وكالات أنباء قريبة مما يعرف بـ”قوات سوريا الديمقراطية” أن مقاتليها بسطوا سيطرتهم على بلدتي الشحيل والبصيرة بعد إخراج مقاتلي عشائر عربية منهما.
وأفاد الدفاع المدني في شمال غربي سوريا بأن شخصين أصيبا بجروح -بينهم طفل- جراء قصف مصدره مناطق تسيطر عليها قوات النظام والقوات الكردية شمال مدينة حلب استهدف بلدة قباسين بريف المدينة.
وأوضح الدفاع المدني أن بلدة الغندورة وأطراف قرى برشايا والعجمي وحزوان بريف حلب الشرقي تعرضت لقصف مماثل، مما أدى إلى نزوح عدد من العائلات عن تلك المناطق.
لا هدنة
وتأتي هذه المستجدات بعد أن نفى شيخ العكيدات (إحدى العشائر العربية الكبرى في سوريا) إبراهيم الهفل وجود هدنة بين العشائر وما يعرف بـ”قوات سوريا الديمقراطية” بعد أسبوع من القتال بين الطرفين خلّف قتلى وجرحى وامتد إلى مناطق جديدة خلال اليومين الماضيين.
وقال شيخ قبيلة العكيدات في سوريا إنه لا توجد هدنة بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية، وذلك رغم محاولة واشنطن التوسط بين الطرفين لإخماد الاشتباكات في المنطقة الغنية بالنفط والغاز والتي توجد فيها قواعد أميركية.