قصفت قوات الاحتلال مدارس وأحياء سكنية في محيط مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، بعدما اقتحمت المجمع صباح اليوم الاثنين، في حين قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها تخوض اشتباكات ضارية مع القوات المتوغلة قرب المجمع.
في تلك الأثناء، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن الاتصالات انقطعت تماما مع مجمع الشفاء بعدما اقتحمته قوات الاحتلال.
وأضاف الهلال الأحمر أن الاحتلال يتجاهل كل النداءات الدولية بضرورة حماية المؤسسات الصحية والطواقم الطبية، مشيرا إلى أن استهداف المجمع يأتي بعد أن استعاد خدماته جزئيا خلال الفترة الماضية.
في الوقت نفسه، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في منشور على منصة إكس “نشعر بقلق بالغ حيال الوضع في مستشفى الشفاء”.
وحذر غيبريسوس من أن “أي أعمال عدائية أو عسكرة للمنشأة تعرّض للخطر الخدمات الصحية ووصول سيارات الإسعاف وإيصال الإمدادات المنقذة للحياة”.
شهداء وجرحى ونازحون
وأعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد وجرح عدد من الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي لمجمع الشفاء.
كما أفاد مراسل الجزيرة بسقوط عدد من الشهداء والجرحى جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة أبو عويلة في شارع اللبابيدي بمحيط مجمع الشفاء.
وقصفت قوات الاحتلال أيضا منازل في شارع الجلاء بغزة. وتزامن القصف مع العملية العسكرية التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي في مجمع الشفاء.
وأفاد مراسل الجزيرة أنس الشريف بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الرجال والشباب من النازحين بعد اقتحام عدد من المدارس في محيط مجمع الشفاء، وطلبت من النساء التوجه إلى دير البلح عبر شارع الرشيد، كما تحاصر قوات الاحتلال مدرستين أخريين في محيط المجمع.
وأظهرت مشاهد حصلت عليها الجزيرة وجود الآليات والجرافات الإسرائيلية داخل مجمع الشفاء الطبي، وتبين المشاهد إغلاق آلية إسرائيلية لبوابة المجمع بالتزامن مع عمليات تجريف داخل الساحة.
وأفادت وكالة الأناضول للأنباء باستشهاد وجرح عدد من الفلسطينيين جراء قصف طائرات الاحتلال مسجد الصابرين ومنزل عائلة بكر قرب مجمع الشفاء.
ونقلت الوكالة عن شهود قولهم إن الشهداء والجرحى ما زالوا في الشوارع بسبب عدم قدرة الفرق الطبية على نقلهم إلى المستشفيات في ظل استهداف قوات الاحتلال لأي شخص يتحرك في المنطقة.
وأضاف الشهود أن مسيّرات الاحتلال من نواع “كواد كابتر” تحلق فوق المناطق المحيطة بمجمع الشفاء وتطلق النار تجاه كل جسم متحرك.
اشتباكات ضارية
من جانبها، أعلنت كتائب القسام أنها تخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة قرب مجمع الشفاء، وقالت إنها استهدفت عددا من الآليات الإسرائيلية وأوقعت قتلى وجرحى.
واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل رقيب في صفوفه خلال العملية العسكرية بمنطقة مجمع الشفاء، كما أعلن إصابة 3 عسكريين آخرين خلال المعارك بقطاع غزة في الساعات الـ24 الماضية.
من ناحية أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل الضابط الفلسطيني فائق المبحوح خلال عملية مجمع الشفاء، ووصفه بأنه “رئيس العمليات بالأمن الداخلي لحماس”.
وقالت مصادر للجزيرة إن العميد المبحوح هو مسؤول عمليات الشرطة في القطاع، وكان مشرفا على إدخال المساعدات إلى شمال القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي مساء اليوم إنه قتل 20 ممن وصفهم بالمخربين في اشتباكات بمجمع الشفاء، وإنه يواصل عمليته في المجمع.
وأضاف أنه يقوم حاليا باستجواب عشرات من المعتقلين المشتبه بهم.
وفي وقت سابق، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش نفذ عملية “مخططا لها منذ أيام” في مجمع الشفاء، وتمكن من السيطرة على المجمع، واعتقل 80 شخصا.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن “مسؤولين كبارا في حماس” يعملون من داخل المجمع لمهاجمة إسرائيل، وفق تعبيره.
وكان جيش الاحتلال قد نفذ هجوما واسعا على مجمع الشفاء في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعدما أطلق ادعاءات بوجود مركز قيادة لحماس تحت المجمع، وتبين أنها غير صحيحة.
وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 5 أشهر خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، أغلبهم أطفال ونساء، وسط تحذيرات منظمات دولية من المجاعة -ولا سيما في شمال القطاع- جراء تقييد الاحتلال دخول المساعدات.
خسائر للاحتلال
من ناحية أخرى، أصدر الجيش الإسرائيلي اليوم تحديثا لعدد جرحاه من الجنود والضباط منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث أعلن إصابة 3082 عسكريا، منهم 1482 منذ بدء الهجوم البري الإسرائيلي على غزة.
وفي الوقت الراهن، ما زال 296 عسكريا إسرائيليا يعالجون من إصاباتهم في معارك غزة، 26 منهم جروحهم خطيرة، و204 جروحهم متوسطة.
وفي المجمل، أصيب 485 عسكريا بجروح خطيرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفقا لما أعلنه الجيش الإسرائيلي.
وقتل 39 عسكريا إسرائيليا في “حوادث عملياتية”، 20 منهم بنيران صديقة.