الاحتلال يصعّد عدوانه على جنين وطولكرم وحماس تدعو لتصعيد المقاومة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، كما اعتقلت العشرات في مختلف محافظات الضفة. في حين دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى تصعيد المقاومة في وجه الاحتلال.

وأفادت مصادر للجزيرة أن قوات الاحتلال فرضت حصارا مشددا على مخيم الفارعة من خلال قطع الطرق المؤدية إليه، ووضعت سواتر ترابية ودمرت أجزاء كبيرة من الطرق عند أطراف بلدة طمون التي اقتحمها جنود الاحتلال واعتقلوا عددا من شبانها كما حولوا منازل فيها إلى ثكنات عسكرية.

وصباح اليوم الاثنين، قال جيش الاحتلال في بيان إنه وسع العملية الأمنية لإحباط ما سماه “الإرهاب شمال الضفة” ولتشمل 5 قرى جديدة.

وأضاف البيان الإسرائيلي أن قوات الكتيبة القتالية التابعة للواء “بيسلاح” بدأت عملياتها في قرية طمون جنوبي طوباس، وأنها عثرت على وسائل قتالية ومخازن ذخيرة.

كما أجبر جيش الاحتلال 12 عائلة فلسطينية على مغادرة منازلها في بلدة طمون، وحولها إلى ثكنات عسكرية.

وبدورها، ذكرت مصادر للجزيرة أن مقاومين فلسطينيين فجروا عبوة ناسفة في قوة لجيش الاحتلال بمخيم الفارعة جنوبي طوباس في الضفة.

ومنذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية بمدينة جنين ومخيمها أدت لاستشهاد 25 فلسطينيا حتى صباح أمس، قبل أن يوسع عدوانه الاثنين الماضي ليشمل مدينة طولكرم (شمال) التي استشهد فيها 3 فلسطينيين.

تفجير المنازل

في مخيم جنين، نسفت قوات الاحتلال الإسرائيلي 4 أحياء سكنية، وفجّرت مباني في حارة الدمج والحواشين ومنطقة شارع مهيوب ومحيط مسجد الأسير.

وقالت مصادر محلية للجزيرة إن قوات الاحتلال أدخلت شحنات كبيرة من المتفجرات إلى المخيم من أجل نسف المنازل، بعدما أجبرت سكانه على النزوح خلال الأيام الماضية.

ويأتي ذلك ضمن العملية العسكرية المستمرة التي تدخل يومها الـ14 على التوالي في جنين، حيث يواصل الاحتلال -إلى جانب عملية النسف- تجريف المنازل وشق طرق جديدة داخل المخيم وتحويل عشرات المنازل لثكنات عسكرية، بالتزامن مع انتشار كبير للجيش الإسرائيلي في جميع مناطق جنين.

وقد تعرّض مستشفى جنين الحكومي لأضرار نتيجة عملية التفجير التي نفذها الاحتلال في مخيم جنين.

ومن جانبها قالت سرايا القدس-كتيبة جنين إن مقاتليها في سرية السيلة الحارثية (غربي جنين) فجروا عبوة ناسفة موجهة في آلية عسكرية إسرائيلية.

ومن جهتها، نعت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الشهيد القسامي نور الدين شاكر السعدي الذي قالت إنه قتل خلال قصف الاحتلال للحي الشرقي في مخيم جنين.

وفي الأثناء، بدأ أهالي مدينة ومخيم جنين شمال الضفة تشيع جثامين 7 شهداء قتلتهم قوات الاحتلال خلال اقتحامها المتواصل للمدينة ومخيمها منذ أسبوعين.

وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال سمحت فقط لعائلات الشهداء بتشييع أبنائهم ليقتصر الموكب الجنائزي على سيارات الإسعاف والأقارب من الدرجة الأولى ليتم دفن الشهداء في مقبرة المخيم.

جرائم في طولكرم

في غضون ذلك، يواصل جيش الاحتلال عمليته العسكرية بمدينة طولكرم ومخيميها لليوم الثامن على التوالي، وسط انتشار واسع لقوات الجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة من مدينة ومخيم طولكرم.

وأظهرت صور خاصة -حصلت عليها الجزيرة- تحركات جيش الاحتلال في شوارع المدينة، واعتداء الآليات العسكرية على عربات بيع الخضار في سوق المدينة.

ووفقا لمصادر محلية للجزيرة، فإن قوات الجيش الإسرائيلي أجبرت المواطنين في المخيم على النزوح وإخلاء منازلهم وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.

وفي مخيم العروب شمال الخليل جنوبي الضفة، استشهد فلسطيني وأصيب 4 آخرون جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص خلال مواجهات في المخيم.

وفي الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال 20 فلسطينيا -بينهم أسرى سابقون- خلال الـ24 ساعة الماضية، حسبما أكد نادي الأسير الفلسطيني.

وأوضح نادي الأسير أن “عمليات الاعتقال تترافق مع تحقيقات ميدانية واعتداءات وتهديدات بحق المواطنين وعائلاتهم، إلى جانب تنفيذ عمليات تنكيل وتدمير للبنية التحتية وتخريب منازل المواطنين”.

وأكدت وسائل إعلام فلسطينية أن الاعتقالات شملت بلدات السيلة الحارثية (غربي جنين) وحي كفر عقب ومخيم شعفاط بالقدس المحتلة، وقرية كفر مالك (شمال شرقي رام الله) وبلدة الفندق (شرقي قلقيلية) ومدينة حلحول وبلدة صوريف (شمالي الخليل) وبلدة اللبن الشرقية (جنوبي نابلس).

تصعيد المقاومة

وفي سياق متصل، قالت حركة حماس إن استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي في جنين ونسف المنازل لن يحطم إرادة الشعب الفلسطيني، بل سيزيد صلابة المقاومين.

وأضافت حماس -في بيان- أن التفجيرات الضخمة في جنين ونسف المنازل دليل على استمرار حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة.

كما قال البيان إن الاحتلال يصر على نهج جرائم الحرب التي ارتكبها بقطاع غزة، في ظل استمرار الصمت الدولي وغياب محاسبة مجرمي الحرب الصهاينة.

وأكدت حماس -في بيانها- أن الجرائم المتصاعدة تستدعي مزيدا من تصعيد المقاومة للتصدي للاحتلال.

ومن جانب آخر، دانت الرئاسة الفلسطينية وحذرت من توسيع الحرب في الضفة الغربية لتهجير المواطنين الفلسطينيين.

وطالبت الرئاسة -في بيان- الإدارة الأميركية بالتدخل لوقف العدوان الإسرائيلي الذي سيؤدي إلى تفجر الأوضاع، مشددة على أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بمخططات التهجير أو الوطن البديل.

بدورها، وصفت فرانشيسكا ألبانيز المقررة الأممية المعنية بفلسطين الممارسات الإسرائيلية في الضفة بـ”الإجرامية” محذرة من أن “نية الإبادة الجماعية واضحة في الطريقة التي تستهدف فيها إسرائيل الفلسطينيين”.

ودعت المسؤولة الأممية أمس -عبر حسابها بمنصة إكس- المجتمع الدولي إلى التدخل ووقف عمليات التدمير التي قالت إنها “توسعت لتشمل جميع الأراضي المحتلة وليس غزة فحسب”.

وبالتزامن مع بدء حرب الإبادة على غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 900 فلسطيني وإصابة نحو 6700 واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *