أفادت مصادر في المعارضة السورية بأنه بدءا من غد الثلاثاء سيتم بدء العمل على تشكيل هيئة سياسية مدنية في السويداء (جنوبي سوريا)، حيث تواصلت الاحتجاجات في المحافظة للأسبوع الثاني على التوالي مطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت المصادر إن الهيئة السياسية ستنبثق عن مؤتمر سياسي سيعقد في السويداء خلال الأيام القادمة، وستقدم الهيئة إلى المجتمع الدولي رؤيتها السياسية حول مستقبل سوريا ومشاركتها في العمل السياسي من أجل إعادة بناء الدولة.
وأضافت أنه سيكون من مبادئ الهيئة تأكيد وحدة الأراضي السورية ورفض أي مشروع انفصالي، وتعزيز مفهوم الإدارة اللامركزية، وطرح مفهوم الإدارة الذاتية ضمن إطار الخدمات وتأمين احتياجات المجتمع، ومواجهة ظاهرة المخدرات التي انتشرت بشكل كبير نتيجة دعم الأجهزة الأمنية السورية لها، حسب المصادر ذاتها.
في غضون ذلك، تواصلت الاحتجاجات في المحافظة لليوم 16 على التوالي، ورفع المحتجون شعارات تطالب بضرورة تطبيق القرار الدولي 2254 القاضي بتحقيق انتقال سياسي في البلاد.
واندلعت مظاهرات السويداء في أغسطس/آب الماضي بسبب رفع النظام الدعم عن الوقود؛ وانعكس ذلك على ارتفاع الأسعار، وزيادة الأعباء الاقتصادية والمعيشية على السوريين الذين يعانون من تردي أحوالهم منذ سنوات.
وظلت السويداء -التي تضم معظم الطائفة الدرزية في سوريا- تحت سيطرة الحكومة طوال فترة الحرب، وأفلتت إلى حد كبير من العنف الذي عمّ أماكن أخرى، إلا أنها شهدت في أوقات متفرقة مظاهرات ضد ممارسات نظام الأسد، وطالبت برحيله في بعضها.
ومع تصاعد الاحتجاجات في السويداء، وإعلان المتظاهرين الأسبوع الماضي إغلاق مقرات حزب البعث الحاكم وعدد من المؤسسات التابعة للحكومة، أخلت قوات الأسد ثكنات وحواجز عسكرية شرقي وجنوبي المحافظة.
ويعيش أغلب السوريين تحت خط الفقر، كما يعاني أكثر من 12 مليونا من انعدام الأمن الغذائي، وفق الأمم المتحدة.
وتمر سوريا بأزمة اقتصادية خانقة أدت إلى انخفاض قيمة عملتها إلى رقم قياسي بلغ 15 ألفا و500 ليرة للدولار في السوق السوداء، في انهيار متسارع. وكانت العملة المحلية تُتداول بسعر 47 ليرة للدولار حتى بداية الثورة السورية قبل 12 عاما.