عمّ إضراب شامل في الضفة الغربية جميع مناحي الحياة التجارية والتعليمية والمواصلات العامة، في ظل تصعيد الاحتلال الإسرائيلي اقتحامه للمدن والقرى والبلدات الفلسطينية في الضفة المحتلة.
وجاء الإضراب استجابة لدعوة القوى الوطنية والإسلامية تنديدا بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والدور الأميركي في هذه الحرب.
وأعلنت نقابات واتحادات وبنوك وفصائل فلسطينية وشركات، الأحد، في بيانات منفصلة عن انضمامها للإضراب العام في الضفة الغربية.
وشلت حركة المواصلات في كل محافظات الضفة الغربية، وأغلقت المؤسسات والبنوك والمدارس والوزارات والمحال التجارية، كما علقت اليوم جلسة التداول في البورصة المحلية.
دعوة عالمية
يأتي ذلك، تلبية لدعوات واسعة النطاق، أطلقها نشطاء من مختلف أنحاء العالم تحت وسم “إضراب من أجل غزة”، للتضامن مع القطاع، والضغط على الحكومات من أجل التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي المستمرة منذ أزيد من شهرين.
ودعت القوى والفصائل الفلسطينية في بيان سابق إلى “الخروج للشوارع وساحات المدن والقرى والمخيمات، للتعبير عن وحدة الدم والمصير وانتصارا للأبرياء العزل، وتوجيه رسالة للعالم أن الشعب الفلسطيني سيقف بقوة ضد محاولات الاقتلاع والتهجير، وأن النضال المشروع سيتواصل حتى تحقيق الحرية والاستقلال”.
وأضافت أن “شعوب الأرض قاطبة ستتوحد في مواجهة الظلم والقتل والعنصرية، التي تمارسها دولة الاحتلال، وستنتصر لدماء الأطفال والنساء والشيوخ ضحايا إرهاب الدولة المنظم وجرائم الحرب الاحتلالية”.
تصعيد إسرائيلي
وفيما يتعلق بالتصعيد الإسرائيلي المتواصل بالضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال فجر اليوم الاثنين اقتحامها لعدة مدن وبلدات في الضفة الغربية، وشنت حملة دهم واعتقالات واسعة النطاق.
واقتحمت قوات الاحتلال عمارة مكونة من 8 طوابق في مدينة دورا جنوب محافظة الخليل، واستغرق الاقتحام أكثر من 3 ساعات احتجز خلالها عدد من سكان المبنى قبل أن يعتقل الاحتلال الأسير المحرر إياد عمرو ويقتاده إلى جهة مجهولة بعد ضربه والاعتداء عليه بحسب ما روت عائلته للجزيرة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة رام الله وحاصرت بناية سكنية في حي الطيرة وصادرت مركبة، قبل أن تنسحب من المكان.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن أكثر من 30 آلية عسكرية دهمت بلدة بيتونيا غربي رام الله، واقتحمت مدرسة في بيتونيا ومنازل عدة واعتقلت 3 فلسطينيين، بينهم أسير محرر وضابط في الاستخبارات العسكرية قبل أن تنسحب من البلدة.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة الشرقية من مدينة نابلس شمالي الضفة ومخيم الدهيشة في مدينة بيت لحم وبلدة ترقوميا غربي الخليل. كما شملت الاقتحامات قرية شقبا غرب رام الله وحي الجنان في البيرة، وبلدة بيرزيت شمال رام الله وبلدة يعبد جنوب غربي جنين، ومدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية.
واندلعت اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال أثناء التصدي لاقتحامها بلدة يعبَد جنوب غربي جنين حيث قامت بتمشيط في البلدة.
ودهمت قوات الاحتلال حي البعاجوة في البلدة وأوقفت عددا من الشبان وفتشت السيارات. كما كثفت وجودها العسكري في محيط البلدة، ونشرت قناصة على أسطح المباني.
واقتحمت قوات الاحتلال حي كفر سابا غربي مدينة طولكرم ونشرت فرق المشاة وقناصة، وتحاصر حاليا عددا من البنايات والمنازل في الحي.
عقوبات على المستوطنين
في الأثناء، هاجم المستوطنون اليوم الاثنين، المزارعين وقاطفي الزيتون في بلدة عقربا جنوب نابلس.
وأفادت مصادر محلية بأن مجموعة من المستوطنين هاجموا قاطفي الزيتون في منطقة شارع يانون القديم، وأطلقوا الأعيرة النارية لترهيب المواطنين وإجبارهم على مغادرة أراضيهم.
وفي السياق، قال مسؤول أوروبي إن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يعتزمون تقييم خيارات فرض عقوبات على المستوطنين المتورطين بأعمال عنف في الضفة الغربية.
وبحسب المسؤول فإن وزراء الخارجية سيجتمعون يومي 11 و12 ديسمبر/كانون الأول الجاري لبحث آخر مستجدات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وسيناقشون سبل إزالة العقبات أمام حل الدولتين.
كما أضاف المسؤول أن العقوبات على حركة حماس ستكون أحد أهم البنود المطروحة على طاولة النقاش خلال اجتماع الوزراء.
المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة الفلسطينية