أقر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، بالمسؤولية عن فشل الجيش في الدفاع عن المواطنين الإسرائيليين في السابع من أكتوبر.
وفي حفل بمناسبة يوم الذكرى، الذي تحتفل به إسرائيل حاليا، قال هليفي: “بصفتي قائدا لقوات الدفاع الإسرائيلية أثناء الحرب، أتحمل مسؤولية أن جيش الدفاع الإسرائيلي فشل في مهمته المتمثلة في حماية مواطني دولة إسرائيل في 7 أكتوبر. أشعر بثقله على كتفي كل يوم، وفي قلبي، أفهم معناه تماما”.
وأضاف رئيس الأركان في تصريحاته التي نقلتها تايمز أوف إسرائيل: “أنا القائد الذي أرسل أبناءك وبناتك إلى المعركة التي لم يعودوا منها، وإلى المواقع التي اختطفوا منها.. أحمل معي كل يوم ذكرى الشهداء، وأنا مسؤول عن الإجابة على الأسئلة الصعبة التي تبقيك مستيقظا”.
وتعهد رئيس اركان لجيش الإسرائيلي بعدم التخلي عن المختطفين، و”إعادتهم إلى ديارهم قريبا”.
وقُتل 1504 جنديا ومدنيا في القتال أو بسبب الأعمال العدائية منذ يوم الذكرى الأخير في إسرائيل، وفقا للأرقام التي نشرتها السلطات الخميس الماضي، وهو العام الأكثر دموية بالنسبة لقوات الأمن والمدنيين في البلاد منذ خمسة عقود، وفق تايمز أوف إسرائيل.
وبحسب وزارة الدفاع، قُتل 760 جنديا أثناء خدمتهم في الجيش، خلال العام الماضي. وقالت الوزارة إن 61 من قدامى المحاربين المعاقين توفوا بسبب مضاعفات إصابات أصيبوا بها أثناء خدمتهم في السنوات السابقة.
وبذلك يصل العدد الإجمالي للأشخاص الذين لقوا حتفهم أثناء الخدمة في البلاد منذ عام 1860، وهو العام الذي بدأت فيه إسرائيل، وقبلها الجالية اليهودية في المنطقة، إحصاء عدد جنودها القتلى، إلى 25034، وفق الصحيفة.
ووسط الحرب المستمرة التي بدأت في 7 أكتوبر مع هجوم حركة حماس في جنوب إسرائيل، قُتل 711 جنديا وفردا من قوات الأمن. ومن بينهم 598 جنديا في الجيش الإسرائيلي، و39 ضابط أمن محلي، و68 من أفراد الشرطة، وستة من أعضاء الشاباك.
والغالبية العظمى من القتلى جاءت وسط الهجوم وأثناء العملية البرية الإسرائيلية المستمرة ضد حماس في قطاع غزة.
في سياق متصل، أوردت “تايمز أوف إسرائيل” نقلا عن القناة الـ13 أن رئيس الأركان انتقد رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، خلال المشاورات الأمنية في نهاية الأسبوع “لفشله” في تطوير وإعلان ما يسمى باستراتيجية “اليوم التالي” بشأن من سيحكم غزة بعد الحرب.
ونقلت القناة عن هليفي قوله: “نحن نعمل الآن مرة أخرى في جباليا. طالما لا توجد عملية دبلوماسية لتطوير هيئة حكم في القطاع غير حماس، سيتعين علينا تنفيذ حملات (عسكرية) مرارا في أماكن أخرى لتفكيك البنية التحتية لحماس”.
ويعمل الجيش الإسرائيلي حاليا مرة أخرى في مدينة جباليا، شمالي قطاع غزة، بعد أن استولى عليها بالفعل خلال الأشهر الأولى من الهجوم البري الإسرائيلي على المنطقة في أعقاب هجوم حماس.
وتم إطلاق الحملة العسكرية الجديدة بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد محاولات لحماس لإعادة تنظيم صفوفها في المدينة.
وبشكل منفصل، أفادت القناة 12 أن نتانياهو دخل مؤخرا في صدام مع رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، بشأن مسألة التخطيط الاستراتيجي، بعد أن أبلغ الأخير رئيس الوزراء أنه التقى مؤخرا بوزير الدفاع، يوآف غالانت، لإجراء محادثات “أخذت في الحسبان جميع الجبهات والاعتبارات”.
وقاطع نتانياهو بار قائلا، بحسب التقرير: “ماذا؟! أنت تقوم بإجراء مداولات استراتيجية مع وزير الدفاع؟”
وبحسب ما ورد، أجابه بار: “أي سؤال (هذا)؟ بالطبع”.
وقال التقرير إن نتانياهو أشار بعد ذلك إلى أن الشاباك والموساد يخضعان له، وليس لغالانت، الذي رد بدوره على رئيس الورزاء.
وقال غالانت، بحسب التقرير: “أنت تمنع وزير الدفاع من إجراء مداولات استراتيجية؟ من سيجريها إن لم نكن نحن”؟
ووفقا للتقرير، قال نتانياهو إن المداولات الاستراتيجية “تعقد هنا فقط”، مما أثار ردا ساخنا آخر من غالانت: “في كل مرة تدعو فيها إلى مداولات استراتيجية، نأتي مستعدين. من واجبي أن أعقد اجتماعات لكي أكون مستعدا. المشكلة هي أنك لا تجري هذه المداولات”.