يلعب الغذاء دورا في محاربة مرض السرطان، لكن إلى أي مدى يشكل هذا الدور أهمية في حماية الإنسان من الإصابة بالمرض الخبيث، وعلاجه؟.
وللإجابة على هذا السؤال، قال أخصائية التغذية العلاجية، زينة سويدان، في مقابلة مع “الحرة”، إن “الغذاء أساسي في محاربة السرطان”.
وأضافت: “الكثير من المواد الغذائية غنية بمكونات مفيدة، تساعد على محاربة عدة أمراض، وتقضي على المواد الضارة في الجسم”.
ومع ذلك، فإن “الغذاء وحده لا يكفي”، وفقا لسويدان، التي قالت إن ذلك يجب أن يكون مصحوبا بـ”أسلوب حياة سليم، بما في ذلك ممارسة الرياضة والحفاظ على وزن معتدل، وأخذ قسط كاف من النوم يوميا”.
واستعرض برنامج “اليوم” عبر قناة “الحرة” في حلقة، الأربعاء، قصة شاب أردني عمل على مشروع لزراعة فطر “الأجاريكس”، بعد أن أدرك حجم الفوائد فيه.
وقال عمران فواز، خلال حديثه في تقرير لمراسل “الحرة”، إنه استلهم مشروعه بزراعة هذا النوع من الفطر، بعد معرفته بأن “الأجاريكس” فعال في محاربة السرطان، في مراحل انتشار المرض الأولى.
“عصفوران بحجر”.. أطعمة مفيدة للأمعاء وتحميك من أمراض مزمنة
تؤكد الدراسات الصحية أن حالة “ميكروبيوم الأمعا”ء الذي يساعد في هضم الأطعمة التي يتناولها الناس لتوفير الطاقة للجسم وامتصاص العناصر الغذائية مرتبطة بتطور الأمراض المزمنة والخطيرة، وبالتالي فمن الضروري الحصول على غذاء صحي ومتوازن، بحسب تقرير لموقع “هيلث سنترال” الطبي.
وأضاف أن الدراسات العلمية أثبتت أن فطر “الأجاريكس”، “قادر على مقاومة وقمع الخلايا السرطانية، علاوة على فوائد صحية أخرى”.
وفي دراسة نشرت مايو الماضي، بمجلة “إم دي بي آي” العلمية، ثبت أن الفطر الصالح للأكل، له تأثيرات مضادة للسرطان في المختبر وفي الجسم، على عدة أنواع من الأورام، بما في ذلك سرطان الثدي لدى النساء.
ووجدت تلك الدراسة أن الجمع بين الطب التقليدي والتكميلي، بما في ذلك استخدام مجموعة واسعة من المنتجات، مثل الأعشاب والفيتامينات والمغذيات، يؤدي إلى نتائج واعدة.
وفي هذا السياق، ظهر الفطر الصالح للأكل ليس فقط كمصدر للمغذيات المهمة، ولكن أيضا كطب تكميلي وبديل محتمل، وحقق نتائج مثيرة للاهتمام كمساعد للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي التقليدي، مما يعزز فعاليته، أو يقلل من آثاره الجانبية.
وأبدى الشاب الأردني، فواز، استعداده لمساعدة الآخرين الذين يرغبون في زراعة فطر “الأجاريكس”، وهو مشروع يقول إنه “يحقق دخلا ماديا لصاحبه، ويوفر فرص عمل للآخرين”.
وفي هذا الإطار، قال أخصائي أمراض الدم والأورام، عبد الرحمن اللبان، لـ”الحرة”، إن “الفطريات استخدمت لأغراض علاجية منذ مئات السنين”، مردفا أنه “تمت إعادة النظر باستخدام الفطريات في علاج السرطان بسبب التطور الطبي خلال العشرين سنة الماضية”.
وقال اللبان إن “الغذاء له أدوار في رحلة مريض السرطان منذ اكتشاف المرض”، لكنه يبقى “عاملا مساعدا وليس رئيسيا”.
وأضاف: “الغذاء مهم لتجنب الأعراض الجانبية، بما في ذلك الحد من الإصابة بالتهابات معينة جراء نقص المناعة”، الناجم عن العلاج الكيماوي أو الإشعاعي.
كذلك، أشار اللبان إلى أن هناك دراسات حديثة أثبتت فعالية بعض المركبات الكيميائية بالفطريات، في زيادة فعالية العلاجات المتوفرة لمرضى السرطان، بنسبة “تتراوح بين 10 إلى 20 بالمئة”.