إثر عملية استمرت 15 ساعة.. الاحتلال ينسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

أفاد مراسل الجزيرة بانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت من بلدة دير الغصون بطولكرم شمالي الضفة الغربية إثر عملية عسكرية استمرت 15 ساعة، قتلت خلالها عددا من المقاومين الفلسطينيين بعد اشتباكات عنيفة.

وقال المراسل إن قوات الاحتلال انتشلت جثة من تحت أنقاض منزل هدمته بعد أن تحصن به المقاومون في دير الغصون واحتجزتها، وأشار إلى انتشال جثمان آخر مقطوع الرأس، في حين أكدت وكالة الأنباء الفلسطينية أن قوات الاحتلال انتشلت جثتي شهيدين.

ولاحقا، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه تم انتشال جثث 3 شهداء من بين ركام المنزل الذي هدمته الجرافات الإسرائيلية. وكان الجيش الإسرائيلي قال إن بعض المحاصرين قتلوا، في حين تمكن البعض الآخر من الفرار.

وبحلول منتصف الليلة الماضية، حاصرت قوات إسرائيلية خاصة -بينها وحدة “يمام” المتخصصة في الاغتيال ووحدة قوات خاصة (كوماندوز) تابعة لجهاز الأمن العام (الشاباك)- منزلا تحصن فيه مقاومون من كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لتندلع بعد ذلك اشتباكات استمرت نحو 10 ساعات.

وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المنزل المحاصر بعشرات القذائف، وبالتوازي كانت الجرافات تهدم أجزاء منه حتى دمرته بشكل كامل قبل منتصف نهار اليوم السبت.

وأضاف المراسل أن نيرانا أُطلقت قبيل منتصف نهار اليوم من بين أنقاض المنزل المدمر باتجاه القوات التي تحاصره، مما يشير إلى أن بعض المقاومين المحاصرين ما زالوا على الأرجح أحياء في تلك اللحظة.

وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية إلى مقطع مصور تداوله ناشطون على مواقع التواصل يظهر إطلاق نار على شخصين أثناء خروجهما من بين الركام.

عملية معقدة

وأشار مراسل الجزيرة إلى أن عملية دير الغصون -التي بدأت منتصف الليلة الماضية- تعد من أكثر العمليات تعقيدا في الضفة الغربية منذ إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث واجه جيش الاحتلال مقاومة شرسة لساعات طويلة.

وقال مدير دائرة الإسعاف في الهلال الأحمر الفلسطيني بالضفة الغربية أحمد جبريل للجزيرة إنه تم إبلاغهم بوجود شهيد على الأرض في موقع العملية، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال تمنع فرق الهلال الأحمر من الوصول إلى المكان المستهدف.

وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية أن جرافة عسكرية إسرائيلية انتشلت جثمان شهيد من المنزل المدمر وألقته على الأرض، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال منعت فرق الإسعاف من الوصول إليه.

من جانبها، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن الجيش أطلق صواريخ على المنزل المحاصر، وقضى على عدد من المتحصنين داخله.

وكان مصدر من كتائب القسام في طولكرم قال للجزيرة إن المقاومين الذين يخوضون الاشتباكات مع جنود الاحتلال في المنزل المحاصر بدير الغصون هم عناصر من القسام.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن المستهدفين نفذوا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عملية بمفترق بيت ليد قرب مدينة طولكرم أدت إلى مقتل مستوطن مجند في قوات الاحتياط الإسرائيلية.

وكانت كتائب القسام قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، كما نشرت بعدها بأيام مشاهد تظهر لحظة استهداف سيارة المستوطن بوابل من الرصاص، مما أدى إلى مقتله وانقلاب السيارة.

حصار واشتباكات

وفي وقت سابق اليوم السبت، قال مراسل الجزيرة ليث جعار إن الجيش الإسرائيلي نشر العديد من القناصين في المنطقة، مشيرا إلى أنهم يستهدفون أي شخص يقترب من موقع العملية، وأن القوات الخاصة اقتحمت عشرات المنازل في دير الغصون وفتشتها.

كما قال مراسل الجزيرة محمد خيري إن القوات المتوغلة في دير الغصون تمنع سكان الأحياء التي تقع ضمن نطاق العملية من الخروج من منازلهم.

وكانت قوات الاحتلال دفعت فجر اليوم السبت بتعزيزات عسكرية إلى البلدة من محاور عدة باتجاه المنزل المحاصر واستهدفته بعدد من الصواريخ المحمولة، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيّرة.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو متداولة تسمع فيها أصوات إطلاق نار كثيف، كما تظهر في أحد مقاطع الفيديو جرافة عسكرية تقتحم البلدة، وفي فيديو آخر سيارات إسعاف فلسطينية تدخلها.

من جهتها، أشارت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية إلى دفع الاحتلال بتعزيزات إضافية من حاجز عناب العسكري شرقي محافظة طولكرم نحو بلدات عنبتا وبلعا ودير الغصون.

وبموازاة حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، صعّد الجيش الإسرائيلي ومستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية -بما فيها القدس- مخلفا إضافة إلى الاعتقالات 491 شهيدا ونحو 4950 جريحا، حسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية حتى ظهر أمس الجمعة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *