إبراهيم العرجاني.. من هو رجل الأعمال المصري الذي ذاع صيته وسط حرب غزة؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

منذ بداية الحرب في غزة يظهر اسم رجل الأعمال المصري “إبراهيم العرجاني” وشركة “هلا” إلى العلن، خاصة عند الحديث عن تنقل الفلسطينيين من غزة إلى خارج القطاع.

صحيفة نيويورك تايمز تصف العرجاني وهو رئيس مجلس إدارة مجموعة العرجاني، بـ”تايكون” (أي قطب أو إمبراطور) إذ أن مجموعته تمتلك شبكة “واسعة من الشركات العاملة في مجال البناء والعقارات والأمن”.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين لم تكشف أسماءهم أن العرجاني له “علاقات وثيقة مع كبار المسؤولين المصريين”.

شركة “هلا” المملوكة لمجموعة العرجاني أصبحت بعد الحرب تمثل “شريان حياة للفلسطينيين الذين يحاولون الهرب من غزة”، فيما تتهم بأنها تفرض “رسوما باهظة” مقابل إخراج فلسطينيين من القطاع.

لم يرد المسؤولون من شركة هلا على استفسارات الصحيفة، لكن العرجاني قال “إن دوره في الشركة كان محدودا، وهو أحد العديد من المساهمين”.

ويدخل فلسطينيون إلى مصر عبر عمليات إجلاء منظَّمة لأسباب طبية أو عبر قوائم رسمية، وهناك من يلجأ إلى شركة “هلا” التي تقوم بهذا الدور مقابل آلاف الدولارات، بحسب تحقيق نشره موقع “الحرة”، وتقارير نشرتها وكالة فرانس برس.

الشابة الفلسطينية رغد شبير (22 عاما) أكدت لوكالة فرانس برس مطلع يونيو، خروج عدد من أفراد عائلتها عبر هذه الشركة، مضيفة “خرجت مع 13 من أقاربي، وبلغ إجمالي ما دفعناه 75 ألف دولار”.

وفي تحقيق نشره موقع “الحرة” أكد عدة أشخاص أنهم اضطروا لدفع عشرات الآلاف من الدولارات لشركة هلا ليخرجوا من غزة خلال الأشهر الماضية.

شركة هلا ومجموعة العرجاني

معبر رفح من الجانب الفلسطيني يخضع لسيطرة إسرائيلية

شركة هلا كانت مدرجة ضمن القوائم التابعة لمجموعة العرجاني، ولكن تمت إزالتها مؤخرا، ولم تجب المجموعة عن أسباب إزالتها في طلب الصحيفة التعليق.

وتمتلك المجموعة ثماني شركات على الأقل، فيما يترأس مجلس الإدارة، إبراهيم العرجاني، وابنه عصام الدين العرجاني، في منصب الرئيس التنفيذي.

ويؤكد العرجاني الأب، أن شركة هلا هي “شركة سياحية” مثل أي “شركة متواجدة في المطار”، إذ تم تأسيسها في 2017، لتوفير خدمات سفر مميزة للفلسطينيين الذي يرغبون بالسفر عبر معبر رفح.

ويؤكد أشخاص دفعوا مقابل خدمات شركة هلا منذ بداية الحرب دفعهم مبالغ تتراوح بين 2500 دولار لمن هم دون 16 عاما، و5000 دولار لمن تزيد أعمارهم عن ذلك، للشركة من أجل ترتيب سفرهم عبر المعبر، مؤكدين أن “الخدمات المميزة” معدومة، فيما يؤكد العرجاني أن الرسوم عن كل شخص تبلغ 2500 دولار للبالغين ولا رسوم تدفع عن الأطفال.

الدولار يفتح معبر رفح.. تحقيق يكشف خيوطا تتقاطع عند “هلا” المصرية

بينما تمكن الشاب حسين المقيم في ألمانيا من إخراج زوجته من قطاع غزة عبر معبر رفح مقابل ثمانية آلاف دولار، لاتزال الشابة الفلسطينية عائشة المقيمة في مدينة إسطنبول تنتظر إدراج اسم أبيها ضمن كشوفات شركة “هلا للاستشارات والخدمات السياحية”، بعد دفعها 5 آلاف دولار.  

وخرج آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة، بموجب إجراءات معقدة تطلبت موافقة إسرائيل ومصر وشروطا معينة أخرى، عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، والذي كان بوابة أساسية لنقل أيضا عددا كبيرا من الجرحى إلى الخارج ودخول المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.

ومن بين 100 ألف فلسطيني عبروا إلى مصر، وصل 44065 جريحا من بينهم 10730 طفلا، في الفترة الممتدة بين نوفمبر وحتى فبراير، بحسب بيانات الحكومة المصرية، وفقا لتقرير نشرته وكالة فرانس برس. 

من هو إبراهيم العرجاني؟

إبراهيم العرجاني يتحدث عن علاقته بشركة هلا. أرشيفية - الصورة من الموقع الإلكتروني لمجوعة العرجاني

إبراهيم العرجاني يتحدث عن علاقته بشركة هلا. أرشيفية – الصورة من الموقع الإلكتروني لمجوعة العرجاني

إبراهيم العرجاني (50 عاما) ولد في مدينة الشيخ زويد الحدودية المصرية في شمال سيناء والقريبة من غزة.

ويؤكد العرجاني أنه “مجرد مساهم أو شريك في شركات لها أعمال تتعلق بغزة”، ويقول لصحيفة نيويورك تايمز إن شركاته “لعبت دورا رئيسيا في إعادة إعمار غزة، بما في ذلك إزالة الأنقاض بعد الحرب بين إسرائيل وحماس في 2021”.

ويعرض حساب العرجاني على إنستغرام معدات بناء تزيل مباني مدمرة في مدينة غزة في 2021، وأرفقت بنص أن هذه الجهود تم تنفيذها بناء على “تعليمات من الرئيس عبدالفتاح السيسي”.

وتقوم شركات العرجاني بتأجير الشاحنات التي تنقل المساعدات، وتقوم بشراء وتوريد بعض الإمدادات بشكل مباشر.

ويكشف العرجاني أنه يجري محادثات حول إمكانية المشاركة في إعادة إعمار غزة بعد الحرب.

وبعد السابع من أكتوبر ظهر العرجاني على الحدود المصرية وتعهد بدعم الفلسطينيين في غزة، وقال في تصريحات حينها: “لن نتردد.. إنهم إخواننا”.

ويؤكد دبلوماسيان مطلعان للصحيفة أن العرجاني “يحافظ على علاقات وثقة مع أعضاء الحكومة المصرية، مستخدما نفوذه لتعزيز مصالحه التجارية”.

وقال العرجاني إنه كان قد قاد “اتحاد قبائل سيناء” والتي تدعمها السلطات المصرية في قتال المسلحين في سيناء، خاصة الجماعات التي أعلنت انتماءهما لتنظيم داعش.

وتعد مصر أول دولة عربية أبرمت معاهدة سلام مع إسرائيل في عام 1979. وهي تلعب دور الوسيط اليوم، إلى جانب الولايات المتحدة وقطر، من أجل التوصل لاتفاق هدنة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس.

ومعبر رفح مغلق منذ السابع من مايو، وهو تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من المعبر.

ويحاول عشرات الآلاف من الفلسطينيين التأقلم في مصر مع تداعيات صدمة الحرب ومغادرة الوطن، فضلا عن التحديات التي تواجههم سواء في إقاماتهم ببلد جديد أو طلب المساعدة. 

وأسفر هجوم حماس الذي كان وراء اندلاع الحرب عن مقتل 1194 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أعدته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف في الهجوم 251 شخصا ما زال 116 منهم محتجزين في غزة، ويقول الجيش إن 41 منهم لقوا حتفهم.

ردا على الهجوم، شن الجيش الإسرائيلي حملة قصف وغارات مدمرة وهجمات برية خلفت حتى الآن 37396 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في حكومة حماس.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *