بعد حروب الأرض، قد تكون الحرب القادمة بين القوى الكبرى على الفضاء، بعدما اشتد التنافس لتطوير قدرات جديدة وبدأت بعض الدول ببناء قوات وأسلحة للقتال خارج الغلاف الجوي، وفق تقرير من مجلة “ذي إيكونوميست”.
وفي 28 يناير، قالت إيران إنها أطلقت ثلاثة أقمار صناعية. وتخشى الدول الغربية من إمكانية استخدامها في برنامجها للصواريخ الباليستية.
وفتح غزو روسيا لأوكرانيا فصلا جديدا في حرب الفضاء. ولكن الصين هي القوة التي تقلق أميركا بالفعل، حيث تسعى إلى مضاهاة إن لم يكن تجاوز تفوق أميركا في السماء، وفق التقرير.
ويشرح الأدميرال، كريستوفر جرادي، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، ذلك بالقول: “لقد برز الفضاء باعتباره مجال القتال الأكثر أهمية لدينا”.
يقوم الجنرالات الأميركيون بفحص الكون من مقر قيادة الفضاء في كولورادو سبرينغز. ويطلق على أعضائها “الحراس”، ويراقبون أي إطلاق نحو الفضاء بحثا عن خطر محتمل.
وتطلق أميركا وروسيا والصين أقمارا اصطناعية بمهمات متعددة وترسل طائرات فضائية من حين لآخر.
وقدرة الطائرات الفضائية الآن على القيام بمهام طويلة، وإيصال الحمولات ونقلها وتغيير المدار والعودة إلى الأرض للتزود بالوقود تجعلها أسلحة مهمة محتملة مستقبلا، وفق التقرير.
وكمثال على تزايد حرب الفضاء، انتشرت البرامج الضارة الروسية عبر جزء من شبكة أقمار اصطناعية قبل وقت قصير من هجوم دباباتها على أوكرانيا في 24 فبراير 2022، وعطلت أجهزة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية لحوالي 50 ألف مستخدم أوروبي، من بينهم العديد من الوحدات العسكرية الأوكرانية.
لكن في غضون أسابيع، عادت القوات الأوكرانية إلى الإنترنت بفضل الكوكبة الواسعة من أقمار ستارلينك الصناعية التي أطلقتها سبيس إكس.
كل هذا يدل على أن الفضاء ليس مجرد مكان للاستكشاف السلمي، ولكنه ساحة للقتال في المستقبل. وأصبحت السيطرة على الفضاء بنفس أهمية الهيمنة على الأرض والبحر والجو.
وتكنولوجيا الفضاء تجعل القوات العسكرية في جميع المجالات الأخرى أكثر قوة، إذ أن فقدان الأولوية في الفضاء يجعل أي بلد يخاطر بخسارة الحروب على الأرض.
وفي أي صراع مستقبلي بين أميركا والصين، على سبيل المثال، ستكون الأقمار الصناعية ضرورية للعثور على الأهداف وتدميرها عبر المسافات الشاسعة للمحيط الهادئ، وفق التقرير.
يجادل الجنرال جون شو، نائب رئيس قيادة الفضاء السابق، بأن العالم قد دخل “عصر الفضاء الثالث”. ويشير إلى أن العصر الأول كان في الحرب الباردة، وهيمنت عليه القوى العظمى التي تمتلك أقمارا صناعية كبيرة مخصصة للأمن القومي. والمركبات الفضائية لجمع المعلومات الاستخباراتية والإنذار المبكر والاتصالات المرتبطة بالردع النووي.
وفي العصر الثاني، أصبحت الشركات الخاصة أكثر بروزا لأنها تقدم خدمات الاتصالات وغيرها من الخدمات من الفضاء. وأحدثت الأقمار الصناعية مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ثورة في الحرب التقليدية.
أما العصر الثالث، فيتم دمج كل خدمات الفضاء هذه أكثر من أي وقت مضى في الحياة المدنية، في وقت تمكنت الشركات التجارية مثل SpaceX من تخفيض تكلفة إطلاق الأقمار الصناعية.
وتضع قوات الفضاء الأميركية وحدات متخصصة داخل القيادات القتالية الأميركية، وتشرف على المجال “الفلكي” من 100 كيلومتر فوق مستوى سطح البحر.
وتخلص المجلة إلى أن معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 تحظر المطالبات الإقليمية بالأجرام السماوية ووضع الأسلحة النووية في الفضاء، لكنها صامتة بشأن نشر الأسلحة التقليدية في الفضاء وهو ما يسمح بتزايد التنافس على الفضاء.