أكثر من 200 ألف زائر في أيام إثراء الثقافية عن اليابان خلال 10 أيام

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

سجّلت أيام إثراء الثقافية (اليابان) منذ انطلاقها بتاريخ 23 يناير حتى الأول من فبراير في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)؛ حضوراً لافتاً طيلة فترة تفعيلها التي تمتد إلى 8 فبراير.

وبلغ عدد الزوّار أكثر من 200 ألف زائر، واستطاع عديدٌ من الفئات العمرية المشاركة في كافة الفعاليات المقامة، متابعة ورش عمل وتجارب تفاعلية، ومشاهدة عروض أدائية تقام لأول مرة، فيما حرص عديدٌ من المدارس والجامعات خلال أيام الأسبوع على وجودها للوقوف على الثقافة اليابانية ومشاهدتها عن قرب، في الوقت الذي لاقت الحِرف اليابانية تفاعلًا من الزوّار وسط حماس لكافة ما يُقام في مرافق إثراء.

حرفة يابانية بـ 3 دقائق

وفي تجربة الميتافيرس التي تقام وسط البلازا في إثراء، استطاع عديد من المتابعين قطع كيلو مترات لمشاهدة أسواق اليابان وكيفية احتفالهم في المناسبات الخاصة بهم، فيما يروي الحرفي الياباني “ميزوكي تاكاهيرو”؛ تاريخ الحرفة التي يمارسها حيث يقف أمامه مئات المشاهدين، قائلًا: “ما أصنعه من حرفة يدوية يابانية تعتمد على الحلوى بتشكيلها على صورة أعواد بهيئة حيوانات وذلك خلال مدة 3 دقائق، وهذه حرفة يمتهنها كبار السن في اليابان ومضى عليها آلاف السنين”.

“تاكاهيرو”، الذي يزور الظهران لأول مرة يسرد أوجه التشابه بين الثقافتيْن اليابانية والسعودية، موضحاً: “أجد الاحترام وحُسن المعاملة بين الناس وهذا محل تقدير، باعتبار أن التبادل الثقافي والحوار بين الشعوب يتطلب ذلك، فأنا فخورٌ بما نقدّمه من ثراء معرفي وكذلك الأمر استقينا العديد من العادات السعودية واستطعنا معرفتها جيداً أفضل من السابق”.

الأدب الياباني والأنمي

وفي الجلسات الحوارية التي تُقام في مكتبة إثراء، قدّم المشاركون تاريخ الأنمي، وكان أبرزها فيلم “قلعة هاول المتحركة” للمخرج العالمي “ميازاكي”، الذي تمكّن من صناعة فكر جمع بين الخيال العلمي والفانتازيا، إذ نوّه “حسين بن سهلان”؛ رئيس أكبر شبكة متخصصة في الأنمي والمانجا والثقافة اليابانية بالمنطقة العربية، إلى أن متابع الأفلام اليابانية يستكشف وجود فكرة وقدرة على التأويلات، ففي فيلم “قلعة هاول المتحركة” هناك جوانب متعلقة ببناء القلعة وتفككها، ومن هنا يمكن القول إن الأنمي يغرق بالرموز ذات الشغف وانتظار المعرفة وهذه ضمن الأسباب التي أدخلته دائرة الترشح للأوسكار، في حين أبدى المستشار الثقافي في إثراء “طارق الخواجي”؛ أهمية الأنمي وتأثيره وقدرة المخرج “ميازاكي” على بناء سياق للخروج بحكاية كبرى، موضحاً “الأفلام اليابانية لها مفاهيم خاصة ولها رغبة عميقة في فهم الأشياء، وفي فيلم قلعة “هاول المتحركة” وهو جزءٌ من سلسلة روايات، نسترجع عراقة الأفلام اليابانية القديمة التي تمتاز بدقتها”.

وفي جلسة أخرى بعنوان “رحلة في الأدب الياباني”؛ توصل المشاركون إلى ما يميز الرواية اليابانية وخصوصيتها التي تتسم بتأثرها بالرسم التشكيلي وفقاً للمنظور الياباني، كما استعرض المتحدثون أطروحات أدبية يابانية وعلاقتها بجائزة نوبل وتجارب الترجمة لعديد من الكتاب اليابانيين، منهم: “هاروكي موراكامي” وبدايات الرواية اليابانية وطبيعتها كرواية تأملية وما يميزها عن الروايات الغربية.

الموسيقى اليابانية

وفي حدائق إثراء، يستمع محبو الموسيقى إلى أنواع الألحان اليابانية بما يتناسب مع ذائقتهم، فيما يجوب عديدٌ من الفرق القادمة من اليابان داخل مرافق إثراء بتقديم عروضٍ شيقة حيث يسرد العديد تجاربهم مع العرض العالمي الشهير “درم تاو”، الذي قدّم صورة استثنائية دمجت بين الفن المسرحي والموسيقي، مستنداً إلى إيقاع الطبول المتعارف عليه في اليابان. فيما اختار آخرون موسيقى الناي التي تمّ تقديمها بطريقة فريدة، بحسب وصف المستمعين لها، ويقول أحدهم: “موسيقى الناي المصنوع من البامبو كانت مثيرة للدهشة، وما كان أكثر تميزاً تجارب الطعام التي استمتعت بدقتها في المعايير”.

أما عن ورشة عمل الـ “كينتسوجي”، فيرى المشاركون أنها الأكثر دهشة بعد أن لاقت استحسانهم حيث أجمعوا على أنها “عملٌ لا يمكن وصف روعته، حيث تمكنوا من إعادة الأطباق المكسورة بتحويلها إلى تحفٍ فنية وإلصاقها بماء الذهب وإعادة ترميمها وتزيينها من جديد”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *