مع سقوط القنابل على قطاع غزة، الاثنين، قال فلسطينيون أميركيون يزورون غزة أو يعيشون فيها إنهم يحاولون إيجاد طرق للخروج من تحت القصف، لكنهم لم يتلقوا سوى القليل من الدعم أو لا يتلقون أي دعم من مسؤولي السفارة الأميركية في القدس.
وتحدث بعضهم لشبكة “سي أن أن” قائلين إن السفارة أبلغتهم أنه تم تضييق طرق الخروج من قطاع غزة إلى طريق واحد، وهو معبر رفح عبر شبه جزيرة سيناء المصرية، والذي ورد أنه تم إغلاقه لفترة من الوقت، الاثنين، بسبب القصف.
وعرض مذيع “سي أن أن”، جيك تابر، قصة سيدة فلسطينية أميركية محاصرة في غزة مع أطفالها الثلاثة الصغار، وحاول مساعدتها من خلال التأكد من حصول البيت الأبيض على معلومات الاتصال الخاصة بها.
وأجرى مذيع الشبكة مقابلة مع، حنين عوكل، من مقاطعة يونيون بولاية نيوجيرسي، التي أصبحت عالقة في غزة بعد أن بدأت إسرائيل حصارا على القطاع ردا على العملية الهجومية التي نفذتها حركة حماس وأسفرت عن مقتل أكثر من 1000 إسرائيلي خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وخلال المقابلة، كان من الممكن سماع أصوات القنابل الإسرائيلية والقصف الجوي في الخلفية أثناء حديثهما.
وقال تابر لحنين: “يجب أن تكون هناك طريقة للخروج، خاصة أنك ليست لك علاقة بحماس، وأنت شخص بريء ولديك ثلاثة أطفال”.
وأضاف المذيع: “لقد سمعتي في وقت سابق اقتراحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الذي تحدثت معه، مساء السبت، عندما سألته أين من المفترض أن يذهب الفلسطينيون الأبرياء؟ وقال يمكنهم الذهاب إلى الجنوب أو إلى الشاطئ. هل هذا أمر واقعي؟”.
وردت حنين قائلة: “لا، لقد حاولنا في كل مكان”. “يقولون اذهبوا إلى الشاطئ، ثم يقصفون الشاطئ في اليوم التالي. ويقولون اذهبوا إلى الشمال، ثم يقصفون المناطق الشمالية في اليوم التالي. مثلما يحدث في كل مكان.. إنهم يقصفون كل مكان. لذلك، لا يوجد مكان آمن هنا في قطاع غزة”.
وأضافت أنها حاولت الاتصال بالسفارة الأميركية لكنها لم تتمكن من الحصول على أي إجابات.
وتابعت: “نحن جميعًا هنا نشعر بأننا مهجورون ونشعر أننا تُركنا وحدنا.. ولذلك ننتظر حقًا السفارة الأميركية لمساعدة المواطنين الأميركيين الذين يعيشون في غزة”.
وأكدت عوكل أن أطفالها، الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية أعوام وسنتين وشهرين، كانوا مرعوبين من القصف المستمر.
واختتم المذيع المقابلة، قائلا: “حنين عوكل، لدينا رقمك. أعلم أن البيت الأبيض يشاهد هذا البرنامج. يمكن للبيت الأبيض أن يتصل بي وسنتواصل معك. أنت وأطفالك بحاجة إلى الخروج بأمان، ويجب أن تخرجي بأمان وبإنسانية في أقرب وقت ممكن. أرجوك حاولي البقاء آمنة وعلى اتصال معنا”.
وأضاف تابر: “سنبذل كل ما في وسعنا لمساعدتك. وسنتأكد من حصول البيت الأبيض على تلك المعلومات سواء كانوا يشاهدوننا أم لا”.
وتحدثت “سي أن أن” مع زوج حنين، عبد الله عوكل، 34 عاماً، الذي يتابع الأحداث الدامية من منزل عائلته في نيوجيرسي. وقال للشبكة إن زوجته حنين وأطفالهما الثلاثة الصغار جميعهم مواطنون أميركيون، عالقون حاليًا في غزة.
وأضاف الزوج أن “هذه هي المرة الأولى التي تبتعد فيها زوجتي وأطفالي عني، إنها حرب، إنها حرب حقيقية.”
وقال عوكل إن “زوجته اتصلت بالسفارة الأميركية، السبت، وأعطوها رابطًا لملء استمارة طلب وطلبوا منها انتظار معاودة الاتصال، ثم اتصلت حنين مرة أخرى بالسفارة، الاثنين، بعد عدم تلقي أي رد، وقيل لها إنهم لن يتمكنوا من مساعدتها قريبًا، لكنهم سيبقونها على اطلاع بالمستجدات”.
وقال زوجها إنها لم تسمع أي شيء آخر حتى اليوم.
ووفقا للشبكة، يشعر عوكل باليأس، ويقول إن فكرة سفر عائلته إلى معبر رفح أمر مخيف: “الأمر خطير حقا، أنت متجه من الشمال إلى الجنوب… الطرق قصفت، وهناك فجوات ضخمة، وحتى السيارات لا تستطيع السير بها”.
وقالت السفارة الأميركية في القدس في تنبيه أمني، الاثنين: “ننصح المواطنين الأميركيين في غزة الذين يرغبون في المغادرة ويمكنهم القيام بذلك بأمان بالتحقق من وضع معبر رفح إلى مصر”.
وقال سعيد شعث، 64 عاما، من فريسنو بولاية كاليفورنيا، والذي يعمل حاليا في القطاع الإنساني في غزة، إن مسؤولي السفارة طلبوا من أحد أبناء عمومته أن يتجه إلى المعبر الحدودي مع مصر إذا تمكن من القيام بذلك بأمان.
وأضاف لـ”سي أن أن” “لا أعرف ماذا تعني كلمة بأمان؟ نحن نعيش في رمال، ومن الخطر للغاية القيادة على طول الطريق إلى محطة جنوب رفح”.
وتابع أن “هذا ليس آمنًا لأنه على طول الطريق هناك احتمال أن يتم استهدافك، نظرًا للوابل المستمر من الغارات الجوية الإسرائيلية. في الظروف العادية، يمكن أن تستغرق الرحلة من رمال إلى معبر رفح ما يصل إلى ساعة”.
وتمكن مذيع “سي إن إن”، الذي كان يتحدث عبر الهاتف مع شعث، من سماع أصوات انفجارات مدوية نتيجة القصف طوال المكالمة.
وقال شعث: “بيتي يهتز.. أقسم بالله أن أعمدة منزلي تتصدع”.
ووصفت الأميركية الفلسطينية، لينا بسيسو، 57 عامًا، من ولاية يوتا الأميركية، شعورها بالإحباط بسبب قلة الخيارات التي قدمتها حكومة الولايات المتحدة بعد الاتصال المتكرر بخطوط الطوارئ بالسفارة الأميركية لطلب المساعدة في الإخلاء، وفقا لـ”سي أن أن”.
وسافرت بسيسو، التي لم تزر غزة منذ 12 عاما، إلى هناك في أواخر مارس لزيارة وقضاء بعض الوقت مع زوجها وبناتها وابنة أختها وحفيدها.
وقالت للشبكة: “عندما توصلنا أخيرا إلى شخص ما عبر الهاتف في السفارة، كنا نتوسل إليه”. وأضافت: “بناتي كانوا يبكون قائلين إنهم بحاجة إلى المساعدة”.
وتابعت بسيسو أن امرأة على الهاتف قالت إنها لا تستطيع مساعدتهن. وظلت تقول إنها آسفة، لم يتم إخطارنا لمساعدتكن، ولم يتم إعطاؤنا أي معلومات لمساعدتكن”.
وأوضحت بسيسيو أن” الموظفة استمرت في إخبار الفتيات بأن خط الطوارئ هذا مخصص لإسرائيل”.
وذكرت “سي أن أن” أنها حاولت التواصل مع السفارة الأميركية في القدس، مساء الاثنين، لكن كان يتم تحويل المكالمات إلى المكتب الفرعي في تل أبيب. وقال أحد الأشخاص الذين أجابوا هناك للشبكة إنهم نُصحوا بعدم التعليق بما يتجاوز ما تم نشره على موقع السفارة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية لـ”سي أن أن”: “نحن نواصل مراقبة الوضع الأمني الديناميكي عن كثب”. وأحال المواطنين الأميركيين إلى موقع الوزارة على الإنترنت، travel.state.gov، للحصول على المساعدة.