شهد اليوم الـ215 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة استمرار القصف على رفح جنوبي القطاع، في حين تدور اشتباكات ضارية بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال.
في الأثناء تتواصل مفاوضات القاهرة بشأن اتفاق محتمل لإنهاء العدوان الإسرائيلي، فيما تحدثت مصادر مقربة من المفاوضات عن وجود فجوات كبيرة في وجهات النظر.
وفي الضفة الغربية، واصل جيش الاحتلال اقتحاماته عددا من البلدات الفلسطينية، كما واصل المستوطنون اليهود اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وعلى جبهة لبنان استمر تبادل القصف بين حزب الله وجيش الاحتلال، بينما تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي عن صيف ساخن على هذه الجبهة.
عملية رفح
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصف مناطق في رفح جنوبي غزة، في حين ارتفعت حصيلة الشهداء في القطاع لتناهز 35 ألفا.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن الاحتلال ارتكب 7 مجازر ضد العائلات في كامل القطاع، وصل منها للمستشفيات 55 شهيدا و200 جريح.
وبذلك ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع إلى 34 ألفا و844 شهيدا و78 ألفا و404 مصابين.
وأضافت أن إغلاق الاحتلال معبر رفح البري مستمر لليوم الثاني، مما حرم آلاف الجرحى والمرضى من حقهم في السفر والعلاج خارج قطاع غزة، وطالبت الدول التي تعهدت وطلبت قوائم المرضى والجرحى بالعمل العاجل لسفرهم.
وقال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت بالمدفعية الطوابق العلوية للمباني السكنية المرتفعة وسط مدينة رفح.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة شرق مدينة رفح.
مفاوضات الهدنة
بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ويليام بيرنز إمكانية وقف تل أبيب عملياتها في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بغزة، في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات للتوصل إلى اتفاق بشأن الحرب الإسرائيلية على القطاع.
ونقلت صحيفة هآرتس عن مسؤول إسرائيلي بارز، لم تسمه، قوله إن الطرفين ناقشا إمكانية قيام إسرائيل بوقف عملياتها في رفح، مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.
وفي السياق، قال البيت الأبيض إن المحادثات بشأن اتفاق محتمل في غزة مستمرة، وإن الفجوة بين الجانبين يمكن جسرها، كما نقل موقع “والا” الإخباري عن مسؤول إسرائيلي آخر، لم يسمه، قوله إنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في المفاوضات بشأن صفقة الأسرى في غزة، لكنه أشار إلى أن الوفد الإسرائيلي سيبقى في القاهرة لمحاولة سد هذه الفجوات، وسيبذل جهدا كبيرا للتوصل إلى اتفاق.
الوضع الإنساني
قالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال منعت لليوم الثاني إدخال شاحنات الأدوية والمستلزمات الطبية والإغاثية للقطاع، وسط تحذيرات من “موجة تجويع” في رفح، ومن أن كمية الوقود في مستشفياتها تكفي 3 أيام فقط.
وأوضحت الوزارة أن مستشفيات تابعة لها في رفح خرجت عن الخدمة، بسبب التهديد الإسرائيلي لها بالإخلاء والقصف العنيف، وأنه لا يوجد مكان لعلاج المرضى والجرحى، خاصة الحالات الحرجة.
وقال مدير المكتب الإعلامي إسماعيل الثوابتة إن “إسرائيل تمنع دخول المساعدات بسبب إغلاقها معبر كرم أبو سالم، وسيطرتها على معبر رفح، الذي يربط بين قطاع غزة ومصر”.
من جانبه، قال مدير شؤون وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة سكوت أندرسون، اليوم الأربعاء، إن الوكالة لم تتلقَّ أي مساعدات أو وقود عبر معبر رفح جنوبي القطاع.
كما حذر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن كمية الوقود في المستشفيات بجنوب قطاع غزة تكفي لـ3 أيام فقط.
أحداث الجامعات
بدأت سلطات العاصمة الأميركية في فك مخيمات المحتجين المؤيدين لفلسطين، في حرم جامعة جورج واشنطن، واعتقلت العشرات منهم.
وفي بريطانيا، يواصل طلاب جامعة كامبريدج لليوم الثالث اعتصامهم المفتوح دعما لفلسطين، كما اتسع نطاق الاعتصام الذي ينظمه طلاب جامعة أوكسفورد تضامنا مع سكان قطاع غزة.
وفي فرنسا، نظم طلاب جامعة السوربون مظاهرة أمام مقرّ بلديّة باريس تطالب بإطلاق سراح 88 طالبا اعتقلتهم الشرطة مساء أمس، كما شهدت جامعة كوبنهاغن في الدانمارك احتجاجات رافضة للحرب على غزة.
كما انتظمت احتجاجات مماثلة في عدد من جامعات كل من النرويج وإسبانيا والبرازيل، ودعا الطلاب الجامعات الأخرى للمشاركة في الحراك، وتفعيل العمل الطلابي الداعم للقضية الفلسطينية.
الأونروا
استنكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) احتجاجات نظمها اليمين الإسرائيلي المتطرف أمام مقر الوكالة بالقدس الشرقية، واصفة إياها بأنها “ترهيب وتخريب”.
وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، في تغريدة على منصة إكس، إن “هذا الاحتجاج الذي دعا إليه عضو منتخب في بلدية القدس ليس أقل من مضايقة وترهيب وتخريب وإتلاف لممتلكات الأمم المتحدة”.
وقالت الوكالة إن مبانيها في قطاع غزة تعرضت إلى 368 هجوما منذ بدء الحرب، وأضافت أن 429 نازحا استشهدوا، بينما كانوا يبحثون عن مأوى في مباني الوكالة منذ بدء الحرب على غزة.
وقد دان الأردن بـ”أشد العبارات” اعتداء متطرفين إسرائيليين على مقر الأونروا في القدس، معتبرا ذلك “تحديا للقانون الدولي، الذي ينص على حماية منشآت الأمم المتحدة”.
قضية الأسلحة
أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن واشنطن علقت بالفعل إرسال شحنة قنابل لإسرائيل، في ضوء معارضتها لعملية عسكرية كبيرة في رفح جنوب قطاع غزة، وتحدث في الوقت ذاته عن الأهداف الحالية لأميركا في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد أوستن، خلال جلسة بمجلس الشيوخ، حيث أدلى وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان بشهادتيهما بشأن طلب ميزانية العام المقبل، أن واشنطن كانت واضحة في أن على إسرائيل وضع المدنيين برفح في الحسبان عند التفكير بشن عملية عسكرية.
وفي تصريح لصحيفة معاريف العبرية، قال مسؤول كبير في صناعة الأسلحة الأميركية “لا يوجد حظر على الأسلحة. وفي اليوم الذي أعلنوا فيه وقف توريد الأسلحة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، تم شحن شحنات الأسلحة من طائرات سلاح الجو الأميركي”، وتم تفريغها في قاعدة النبطيم.
الضفة الغربية
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل أحد جنوده متأثرا بجراحه، التي أصيب بها في عملية طولكرم شمال غرب الضفة الغربية قبل أيام، في الأثناء هدمت قوات الاحتلال منزلين قرب بيت لحم، واقتحمت منزل أسير في الخليل تمهيدا لهدمه.
وواصل جيش الاحتلال خلال الليلة الماضية اقتحاماته لمناطق عدة في الضفة الغربية، واعتقل 30 فلسطينيا، وفق ما أعلنه نادي الأسير الفلسطيني.
وشملت الاقتحامات قرية سنجل شمال رام الله، والمنطقة الغربية من نابلس، وقرية عصيرة، ومخيم نور شمس في طولكرم، ومخيم شعفاط شمالي القدس، إلى جانب بيت لحم وبلدة تقوع القريبة منها، وبلدة سعير في محافظة الخليل.
يأتي ذلك، في حين تستمر اعتداءات المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين في قرية قصرة جنوب مدينة نابلس، حيث خربوا وجرفوا أراضي زراعية شرق القرية.
جبهة لبنان
كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على جنوب لبنان، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى، فيما أعلن حزب الله مهاجمة المواقع والقواعد العسكرية الإسرائيلية بالصواريخ والمسيرات، مؤكدا تحقيق إصابات مباشرة، وقال مصدر طبي لبناني، لمراسلة الجزيرة، إن 3 أشخاص قتلوا في غارة إسرائيلية على بلدة الخيام جنوبي لبنان.
وقد شنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات على محيط بلدات بليدا والعديسة وعيتا الشعب وراميا ويارون وكفركلا ومنطقتي جبل بلاط وجبل الريحان، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط بلدات حدودية عدة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن “المهمة في جبهة الشمال لم تكتمل، وأمامنا صيف قد يكون ساخنا”، وأضاف أن مهمة الجيش هي إرجاع المستوطنين إلى الشمال.