في اليوم الـ117 للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، دعت حركة حماس المؤسسات الحقوقية إلى توثيق جريمة إعدام إسرائيل لـ30 فلسطينيا مكبلي الأيدي شمال قطاع غزة، بينما تواصلت الاقتحامات الإسرائيلية لمناطق بالضفة الغربية.
قطاع غزة
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية قصف المناطق السكنية وتجمعات النازحين، بينما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن الاحتلال ارتكب 16مجزرة في القطاع، راح ضحيتها 150 شهيدا، و313 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع عدد ضحايا العدوان إلى 26 ألفا و900 شهيد، و65 ألفا و949 مصابا، وذلك منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال مراسل الجزيرة إن الاحتلال نسف مربعا سكنيا وسط محافظة خان يونس صباح الأربعاء، وقصف بالمدفعية وسط وغربي المحافظة، بينما قالت جميعة الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت ساحة مستشفى الأمل غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.
ونشرت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مقطع فيديو يظهر اشتباك مقاتليها مع قوات الاحتلال في حي تل الهوى غربي مدينة غزة.
من جهة أخرى، دعت حماس، المؤسسات الحقوقية إلى توثيق جريمة إعدام إسرائيل لـ30 فلسطينيا مكبلي الأيدي في مدرسة كان الاحتلال يحاصرها في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بينما قال نادي الأسير الفلسطيني إن العثور على جثامين 30 شهيدا -مكبلين- دليل واضح على “جريمة إعدام صهيونية” بحقهم، وإن هناك معطيات متزايدة تفيد بتعرض معتقلين من غزة لعمليات إعدام مع استمرار الإبادة الجماعية بالقطاع.
وكالة الأونروا
وشهد الأربعاء تواصل الحملة الإسرائيلية على وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، حيث ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنها مخترقة من قبل حركة حماس، مضيفا أنه يجب إنهاء مهمتها فورا.
بدوره، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه يتفق مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أن ما يحدث في غزة هو “جرح لضميرنا المشترك”، مضيفا أن عمل وكالة الأونروا المنقذ للحياة هو العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في غزة، وداعيا لمعالجة سريعة لمشكلة تورط بعض موظفيها في هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ومنذ 26 يناير/كانون الثاني الجاري، قررت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تعليق تمويلها لـ”الأونروا”، بناء على مزاعم إسرائيل بمشاركة 12 من موظفي الوكالة في عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بغلاف غزة.
الضفة الغربية
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني -الأربعاء- إن قوات الاحتلال الإسرائيلي شنت حملة اعتقالات جديدة في الضفة الغربية طالت نحو 28 فلسطينيا، بينهم سيدتان، مما رفع حصيلة المعتقلين في الضفة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 6240 فلسطينيا.
وأوضحت الهيئة والنادي أن حملة الاعتقالات تركزت في محافظات، نابلس ورام الله وقلقيلية، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات بيت لحم وجنين والقدس.
وفي مساء الأربعاء قال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت بلدة قبلان جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية، وشنت حملات دهم واعتقال في صفوف المواطنين.
لبنان
قالت وسائل إعلام إسرائيلية بينها صحيفة يديعوت أحرونوت وموقع واينت، إن الجيش الإسرائيلي قرر -الأربعاء- تقليص عدد الجنود المتمركزين في المناطق الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية وخفض عدد القوات العسكرية المنتشرة في المنطقة.
ميدانيا، قال حزب الله اللبناني إنه استهدف بالصواريخ تجمعا لجنود الاحتلال الإسرائيلي في تلة الطيحات جنوبي لبنان، وحقق إصابة مباشرة، كما أن مقاتليه استهدفوا مستعمرة المنارة الإسرائيلية بالأسلحة المناسبة، مما أدى إلى إصابة أحد المباني بشكل مباشر.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه جرى تفعيل صفارات الإنذار في شلومي بالجليل الأعلى بعد رصد سقوط قذيفتين أطلقتا من جنوب لبنان. من جانب آخر، بينما تحدثت الأنباء عن 3 غارات إسرائيلية استهدفت مناطق بين بلدتي حانين والطيري جنوبي لبنان.
البحر الأحمر
أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله (الحوثيين) يحيى سريع أن الجماعة أطلقت صواريخ على المدمرة الأميركية “يو إس إس غريفلي” في البحر الأحمر، بعد ساعات من إعلان الجيش الأميركي إسقاط صاروخ حوثي في المنطقة.
وقال المتحدث -في بيان بثته قناة المسيرة التابعة للحوثيين- إن الجماعة تخطط لمواصلة استهداف السفن الحربية الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر دفاعا عن النفس.
في المقابل، قالت القوات الأميركية إنها دمّرت صاروخا تابعا للحوثيين كان يمثّل “تهديدا وشيكا” لطائرات أميركية، كما تحدث الحوثيون في المساء عن قيام القوات الأميركية والبريطانية بشن عدد من الغارات الجوية على محافظة صعدة، شمال غرب البلاد.
تطورات سياسية
نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن تضغط لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لفترة كافية توقف الزخم العسكري لإسرائيل. وأضافت الصحيفة أن المفاوضين الأميركيين يرون أن من الصعب على إسرائيل استئناف الحرب بقوتها الحالية بعد وقف طويل.
في الأثناء، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، بأنه سيقر صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس لا تضر بأمن إسرائيل، وإن أدت لانهيار حكومته.
ونقلت القناة نفسها عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، قوله إن وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لمدة شهر من أجل صفقة التبادل، قد يعرض الحرب برمتها للخطر ويترتب عليها أثمان باهظة للغاية في قطاع غزة وعلى جبهات أخرى. وأضاف الوزير المتطرف: “مستعدون لتحمل أثمان باهظة من أجل صفقة الرهائن، لكن لماذا لا يدفعها قائد حماس في غزة يحيى السنوار لا نحن”.
بدوره، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن هدف بلاده إنهاء المحادثات وجهود الوساطة بين حماس وإسرائيل بأقرب وقت ووضع حد للحرب على غزة وإعادة المحتجزين.
وفي تصريح للإذاعة الوطنية الأميركية “إن بي آر” (NPR) قال رئيس الوزراء القطري إنه يأمل “ألا يحدث أي أمر يؤدي إلى تقويض جهودنا، أو يعرض العملية للخطر”، مضيفا أن الوساطة القطرية حققت نتائج لم يحققها القتال، بما في ذلك إطلاق سراح أكثر من 100 محتجز، موضحا أن “العملية أثبتت نجاحها. العملية العسكرية لم تفعل ذلك، كان العكس. في الواقع قتل بعضهم”.
بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، لشبكة “بي بي إس” (PBS) الأميركية اليوم، إن المفاوضات بين حماس وإسرائيل “في لحظة جيدة الآن”، وقد توصلت الأطراف لأمور كثيرة استعصت على الوسطاء لمدة شهرين.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية القطرية أن حماس أعلنت تلقيها مسودة، وأنها تناقشها، مشيرا إلى أن هذا الأمر كان بعيدا قبل أسبوعين.