في اليوم الـ175 للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة واليوم الـ19 من رمضان، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر في مناطق متفرقة بالقطاع، كما أقر بسقوط ضحايا في صفوفه بمعارك جنوبا.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن نحو 40 شهيدا وعشرات الجرحى بينهم أطفال سقطوا في غارات إسرائيلية على مدينة غزة ونادي الشجاعية الذي يؤوي نازحين، ومنطقة معبر كارني، ومحيط مستشفى الشفاء، وأضاف أن جثامين الشهداء دُفنت في مقبرة جماعية داخل مستشفى المعمداني في مدينة غزة.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال مقتل ضابط وإصابة 16 من الضباط والجنود في اشتباكات جنوبي قطاع غزة، لترتفع حصيلة القتلى المعلنة رسميا منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 598 ضابطا وجنديا، بينهم 254 سقطوا منذ بداية الهجوم البري على القطاع في الـ27 من الشهر نفسه.
لمزيد من التفاصيل..
ومع تصاعد العدوان وحملة التجويع، قدر كبار علماء الأوبئة في تقرير لصحيفة “هآرتس” أنه إذا استمرت الأزمة الإنسانية في غزة فإن عدد القتلى جراء الأوبئة والمجاعة سيبلغ 100 ألف فلسطيني خلال أشهر الصيف، وإذا ما تفاقمت الأزمة فمن المتوقع أن يكون هناك أكثر من 120 ألف ضحية.
ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، دخلت خلال شهر يناير/كانون الثاني نحو 100 شاحنة مساعدات إلى جنوب قطاع غزة يوميا، بيدَ أن التعامل مع أزمة الجوع يتطلب نحو 500 شاحنة غذاء يوميا. ومع نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، انخفض عدد الشاحنات إلى 66 يوميا.
صورتان مصممتان
وفي السياق، نشرت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صورتين مصممتين تظهران معاناة الأسرى الإسرائيليين بسبب سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورفضه إبرام صفقة تبادل أسرى.
وأظهرت الصورة الأولى أسيرا إسرائيليا حيا قابعا في سجنه بغزة، وهو في قمة يأسه وحزنه بينما يسقط صاروخ ضخم عليه، في حين تضمنت الصورة الثانية، أسيرا قد تعرض بالفعل لقصف من مقاتلات الاحتلال، وهو يقول إنه كان يشاهد المظاهرات التي تطالب بالإفراج عنه وكان لديه أمل بذلك، قبل أن يُقتل.
صفقة التبادل
في غضون ذلك، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن نتنياهو وافق اليوم الجمعة على عودة فريق التفاوض إلى الدوحة لمواصلة المباحثات غير المباشرة مع حركة حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى. ويضم الوفد الإسرائيلي رئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس جهاز الأمن الداخلي (شاباك) رونين بار.
وقالت القناة الـ12 إن نتنياهو لم يوسع التفويض الممنوح للفريق الإسرائيلي المفاوض. ويأتي هذا عقب إلغاء اجتماع -كان مقررا ليلة أمس الخميس- لمجلس الحرب الإسرائيلي إثر خلافات بشأن صلاحيات الفريق المفاوض بشأن صفقة التبادل.
وبالتوازي مع هذا التطور، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن دولا عربية مستعدة للاعتراف الكامل بإسرائيل في اتفاق مستقبلي. ونقل موقع وكالة بلومبيرغ الإخبارية الأميركية، عن بايدن قوله إنه عمل مع قادة هذه الدول من أجل هذه الغاية.
وأشار الموقع إلى أن كلام بايدن جاء ردا على مقاطعات بعض الحضور وانتقاداتهم لسياسته في الشرق الأوسط المتعلقة بدعم الحرب الإسرائيلية على غزة. وصاح أحدهم “عار عليك يا جو بايدن”.
وعلى الجبهة الشمالية، قال جيش الاحتلال إنه قتل في غارة جوية على منطقة البازورية جنوب لبنان علي عبد الحسن نعيم نائب قائد وحدة الصواريخ والقذائف في حزب الله اللبناني، فيما واصل الحزب قصف المستوطنات والمواقع العسكرية في الجليل الأعلى.
وفي المقابل، أعلن حزب الله أنه استهدف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت الإسرائيلية بصواريخ بركان، مؤكدا تحقيق إصابة مباشرة. وأضاف أنه قصف بالمدفعية تجمعا لجنود إسرائيليين في قلعة هونين في الجليل الأعلى.
لمزيد من التفاصيل..
مظاهرات حاشدة
وككل جمعة، خرجت اليوم مظاهرات في العراق والأردن واليمن لنصرة فلسطين وقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان أدى حتى الحين لسقوط نحو 33 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال.
وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء أكبر المظاهرات، ردد خلالها المشاركون شعارات تطالب بوقف إطلاق النار والسماح بدخول الإمدادات الغذائية والمساعدات الإنسانية لسكان القطاع. كما عبروا عن تأييدهم المطلق لفصائل المقاومة الفلسطينية.
مشاهد أولية من الخروج المليوني في #ميدان_السبعين بالعاصمة صنعاء في مسيرة:
(قادمون في العام العاشر 🇾🇪 وفلسطين قضيتنا الأولى 🇵🇸)#طوفان_الأقصی#سيد_القول_والفعل#لستم_وحدكم#معركة_الفتح_الموعود_والجهاد_المقدس#فلسطين_قضيتنا_الأولى pic.twitter.com/qsjU1aAjX9— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) March 29, 2024
صلاة الجمعة بالأقصى
وفي القدس المحتلة، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن 125 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى المبارك، رغم القيود والمضايقات الإسرائيلية. وأدان الشيخ يوسف أبو سنينة، خطيب المسجد الأقصى، في خطبة الجمعة الصمت الدولي إزاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو 6 أشهر.
ومع انتهاء صلاة الجمعة، انتشر المصلون في باحات ومصليات المسجد لقراءة القرآن والمشاركة في حلقات العلم. وعادة ما يبقى آلاف المصلين في المسجد لتناول طعام الإفطار وأداء صلاة التراويح.