خبراء يوضحون لـ “اليوم” دور الذكاء الاصطناعي في تمكين وانتشار اللغة العربية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة
أكد مختصون بأن اللغة العربية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية والحضارية للعالم العربي والإسلامي، والاحتفاء بها فرصة للتأكيد على مكانة اللغة العربية كلغة حية، قادرة على التفاعل مع التحديات والمتغيرات الحديثة.
وأوضحوا في حديثهم لـ “اليوم” بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، بأنها جسر يربط بين الماضي العريق والمستقبل الواعد، وأثبتت على مر العصور قدرتها على التأقلم والتطور لمواكبة مستجدات العصر، خاصة في ظل الثورة التكنولوجية وتطور الذكاء الاصطناعي.

اللغة العربية والذكاء الاصطناعي

وقال المدير التنفيذي لوقف لغة القرآن الكريم ومدير مركز التميز البحثي في اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز، أ. د. عبدالرحمن رجالله السلمي: “يأتي الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية لهذا العام 2024، تحت شعار: ‘اللغة العربية والذكاء الاصطناعي: تعزيز الابتكار مع الحفاظ على التراث الثقافي'”.

د. عبدالرحمن رجالله السلمي

وتابع: “ويسعى هذا الشعار إلى استثمار التقنية وتطويعها لخدمة اللغة العربية، مع التأكيد على قدرتها على التكيف مع متغيرات العصر الرقمي، والاستجابة لمجالات عدة تشمل البحث العلمي، المناهج التعليمية، وتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها”.
وأكمل: “إن لغتنا العربية تتميز بمرونتها وثرائها اللغوي، ما يجعلها قادرة على التفاعل مع التطورات الرقمية المتسارعة في شتى المجالات”.

التجديد مع حفظ الهوية

وأضاف السلمي أن شعار هذا العام يُبرز أهمية التحديث والتجديد مع الحفاظ على الإرث الثقافي والتاريخي للغة العربية، باعتبارها واحدة من أعرق اللغات وأكثرها تأثيراً، حيث تُمثل رمزًا للهوية الثقافية والحضارية للأمة العربية والإسلامية.
وأوضح أن اتساع نطاق استخدام اللغة العربية، سواءً في أوساط العرب أو المسلمين الذين تعلموها من أجل العبادة وقراءة القرآن، قد ساهم في تعزيز مكانتها كلغة غنية بالتعبيرات والتراكيب التي تتيح لها مواجهة التحديات التكنولوجية الحديثة.

مواكبة اللغة العربية للتطور

من جهتها، قالت الأكاديمية أ. د. مليحة محمد القحطاني: “إن اللغة العربية، بمكانتها التاريخية وأهميتها الثقافية، ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي مرآة لحضارة عريقة تمتد لقرون طويلة”.
وأضافت: “مع التطور المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي، يبرز دور جديد للغة العربية يتمثل في المزاوجة بين أصالتها وقدرتها على مواكبة التطور التكنولوجي، حيث تتيح هذه التقنيات فرصًا عظيمة لخدمة اللغة العربية ونشرها عالميًا”.

175

د. مليحة القحطاني

وتابعت: “وتشمل هذه الفرص تطوير أدوات تقنية مثل الترجمة الآلية، تطبيقات التعرف على الأصوات، وأنظمة تحليل النصوص. إلا أن هذه التقنيات تواجه تحديات تتعلق بخصائص اللغة، مثل الإعراب وغناها بالمفردات وتعدد معانيها ودلالاتها، مما دفع المطورين إلى إنشاء خوارزميات أكثر تعقيدًا لاستيعاب عمق اللغة ودقتها”.
وأشارت القحطاني إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر دوره على تعزيز انتشار اللغة العربية، بل يسهم أيضًا في الحفاظ على التراث الثقافي العربي من خلال رقمنة المخطوطات القديمة وتحليل النصوص الأدبية التراثية.
وأكدت أن هذا التكامل بين التكنولوجيا واللغة يضمن استمرار التراث العربي نابضًا بالحياة ومتجددًا للأجيال القادمة.

اللغة العربية والتكيف مع المتغيرات

من جهتها، قالت د. البندري سعيد الغامدي، عضو هيئة التدريس في تخصص اللغويات والنحو والصرف بجامعة الباحة: “تُعد اللغة العربية من أقدم وأغنى اللغات الإنسانية في التعبير والبيان، حيث تجمع بعبقرية بين موردين ثريين: تراث حضاري عريق وتطور معرفي متسارع”.
وأكملت: “اليوم العالمي للغة العربية يمثل فرصة ذهبية لإبراز دورها في الحفاظ على الهوية الثقافية للأمة، مع التركيز على التحديات التي تواجهها في ظل التحولات التكنولوجية المعاصرة”.

175

د. البندري الغامدي

وأوضحت الغامدي أن ارتباط اللغة العربية بموروثها الثقافي والديني جعلها قادرة على الصمود والتكيف مع التغيرات، حيث أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي اليوم تُوظف بفعالية في مجالات مثل معالجة اللغة الطبيعية، التعليم الإلكتروني، وتطوير المحتوى الرقمي العربي.
كما دعت إلى دعم الأبحاث اللغوية التي تسهم في تطوير أدوات ذكاء اصطناعي تدعم اللغة العربية، وتعزز استخدامها بين الأجيال الجديدة وفي مختلف المجالات.

رؤية المملكة في تعزيز مكانة اللغة

وأكدت أن جامعة الباحة تعمل جاهدة لتحقيق رؤية المملكة في تمكين اللغة العربية وتعزيز مكانتها عالميًا، عبر دعم المبادرات البحثية التي تجمع بين التراث والحداثة، تحت قيادة حكيمة تولي أهمية بالغة لهذه اللغة باعتبارها جسرًا يربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية يعكس مكانة هذه اللغة كرمز للهوية والأصالة، ويؤكد على أهمية تضافر الجهود بين المؤسسات التعليمية والثقافية والتكنولوجية لضمان حضورها القوي في عصر الذكاء الاصطناعي.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *