بالبحث والابتكار.. المملكة تعزز نجاحها في تحديات الأمن المائي

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

تخطو منظومة البحث والابتكار في المملكة بتسارع لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات الكبرى في المجالات الحيوية، وفي مقدمتها تحديات الأمن المائي، التي تُعد أولوية دولية، جعلتها هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار محورًا رئيسًا ضمن أسبوع الابتكار في الاستدامة، الذي تنظمه بالتزامن مع استضافة المملكة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بمدينة الرياض، من 2 حتى 13 ديسمبر الحالي.
وفي جناحها المخصص لتتبع رحلة الابتكارات الرائدة في المجالات البيئية، تعرض الهيئة مشاريع نوعية استفادت من البنية التحتية البحثية بالمملكة، لتشكيل آفاق جديدة تنسجم مع مستهدفات الاستدامة البيئية، وتعالج أبرز القضايا المرتبطة بالمياه.
يأتي ذلك وفق رؤية تهدف إلى تعزيز ريادة المملكة عالميا في البحث والتطوير والابتكار، ورؤية لمدن ذكية تتصدى لمخاطر السيول والفيضانات، تُمثل الأمطار الغزيرة والفيضانات تحديات رئيسية للمدن في العالم.

خط الدفاع الأول

استعرضت الهيئة تقنيات مبتكرة لتحويل المدن إلى مدن ذكية قادرة على التعامل مع السيول والفيضانات، بما يضمن سلامة الأرواح والممتلكات.
وتشمل هذه التقنيات أنظمة تراقب شبكات تصريف مياه الأمطار والسيول بشكل آلي، لتكون خط الدفاع الأول ضد التسربات التي قد تُلحق الضرر بالأودية والموارد البيئية، بالإضافة إلى تكاملها مع أنظمة الحركة المرورية لتحقيق الانسيابية والأمان.

واستخدامًا لمكونات محلية لتنقية المياه من الملوثات من البيئة المحلية الغنية بتنوعها، جاءت ابتكارات متميزة لتنقية المياه من الملوثات، وسلط جناح أسبوع الابتكار في الاستدامة الضوء على مشروع بحثي حاصل على براءة اختراع، يعتمد على تربة الكاولين المتوافرة بين محافظة الخرج وحرض، إلى جانب ألياف طبيعية، لفصل المياه عن الملوثات.
وأثبت المشروع كفاءته في التجارب المخبرية، مع إمكانات للتوسع في تطبيقات متعددة لضمان جودة واستدامة الموارد المائية.

نفاذ المياه السريع

عن حلول مستدامة للتربة الرملية التي تُشكل تحديًا كبيرًا للزراعة بسبب نفاذ المياه السريع، حظي هذا التحدي باهتمام الباحثين، الذين طوروا مشروعًا مبتكرًا يعتمد على سعف النخيل لإنتاج مادة تشكل طبقة أسفل التربة، تقلل من سرعة نفاذية المياه وتسهم في خفض استهلاكها بنسبة تصل إلى 60%.
كما تسهم هذه المادة في الاحتفاظ برطوبة التربة لفترات أطول خلال مراحل نمو النباتات.
وتُعد ندرة المياه من أبرز التحديات البيئية العالمية، لا سيما في المناطق الصحراوية، واستعرضت الهيئة ابتكارات تعتمد على تقنيات النانو لتوليد المياه من الغلاف الجوي، وجعلها صالحة للشرب والاستخدامات الصناعية والزراعية، تتميز هذه التقنيات بالكفاءة والتكلفة المنخفضة، ما يجعلها موردًا جديدًا يسهم في تعزيز الأمن المائي وزيادة الرقعة الخضراء.

حلول تطبيقية لضمان استدامة الموارد المائية في المملكة - واس

قياس جودة المياه

وتعد مياه البحر الأحمر موطنًا للشعب المرجانية والكائنات البحرية الفريدة، وهو من الأصول البيئية والسياحية المهمة للمملكة.
واستعرضت الهيئة مشروعًا ابتكاريًا يهدف إلى حماية هذه البيئة البحرية، من خلال مركبة ذاتية القيادة مجهزة بالذكاء الاصطناعي، قادرة على الغوص إلى عمق 40 مترًا لقياس جودة المياه.
تتيح هذه التقنية المراقبة المستمرة تحت مختلف الظروف المناخية، لضمان بيئة ملائمة للشعب المرجانية والكائنات البحرية.
وتُبرز المشاريع التي عرضتها هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار خلال أسبوع الابتكار في الاستدامة دور المملكة الريادي في مواجهة التحديات البيئية عبر حلول بحثية مبتكرة.
ويعكس ذلك التزام المملكة بتحقيق استدامة الموارد المائية والحفاظ على البيئة، انسجامًا مع مستهدفات رؤية 2030 وتعزيز مكانتها بوصفها قوة عالمية في مجال البحث والابتكار.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *