وأوضح في حوار خاص لـ«اليوم»، تزامنا مع الذكرى العاشرة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – يحفظه الله – مقاليد الحكم، أن السر المعلوم عند الجميع، والذين عرفوا الملك سلمان بن عبدالعزيز، أنه الإعلامي الأول في العالم العربي، فهو بالدرجة الأولى هاوٍ للثقافة، شغوف بالقراءة، محب للاطلاع لا يترك شيئًا ذا أهمية إلا ويستفيض في البحث عنه.
وأضاف «عطا الله»، أن المجالس التي أوجدها الملك سلمان للدراسة والأبحاث بهدف توسيع وتطوير الحياة في المملكة، تفوق جميع التجارب الأوروبية والغربية.
خادم الحرمين الشريفين.. «خليق وحقيق» بالولاية والإمارة والملك
يذكرني هذا اليوم .. يوم الاحتفاء بالذكرى العاشرة من عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «يحفظه الله»، بأنه مجرد «عقد من عهد».. فالملك سلمان له عهود كثيرة، فقد كان خليقاً وحقيقاً بالإمارة والولاية والملك، وحول المملكة عبر عهد بناء طويل الى مملكة بحد ذاتها يغبطها عليه ملوك العالم وأمراء البشر وقادة النفوذ الكبار..
هكذا كان «حفظه الله»، منذ اللحظة الأولى التي تسلم فيها الولاية أميراً للعاصمة السعودية الرياض، فإذا بالرياض مملكة عزيزة، ضمن المملكة العظيمة، مملكة الوحدة، المملكة العربية السعودية، التي لم يجاريها أحد في العالم العربي على
الإطلاق.. في تلك الوحدة التي أقامها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيب الله ثراه»، ثم تحولت من وحدة داخلية إلى وحدة كبرى في الخليج العربي لا مثيل لها في أي من الوحدات العربية الأخرى التي أخفقت مع الأسف الشديد، بينما استمرت وحدة العرب في الخليج بالازدهار واعلاء شؤون البشر والاهتمام بالرعايا الطيبين المشاركين لأهل القيادة في رؤيتهم ومحبتهم وحرصهم على أن تكون جميع العهود عهدا واحدا، هو ذلك العهد الذي بدأه الملك الموحد العظيم فوق الرمال البسيطة التي تحولت اليوم إلى شاهقات ونماذج في العمران والقيادة وأيضا في الرؤية والاستدامة..
ونحن كعرب بصورة عامة نأمل وندرك أن أملنا في مكانه عندما نشعر بأن العهد مديد ومستمر وهو خصوصا بين يدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء «حفظه الله» للمملكة ولقادتها وأهلها وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومني كل التمنيات والمحبة والآمال والمشاركة في أحلام العظماء والطيبين.
حدثنا عن ما في ذاكرتكم من المواقف الإنسانية للملك سلمان بن عبدالعزيز؟
لقد عرفت في شخص الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله» معلماً كيفما تحرك وكيف ما عمل وكيفما اشتغل.. أنه حرص يتضمن في شخصيته، ليكون هو القدوة المثلى، قدوة الإنسان، قدوة المحبة، التي تفيض منه على بلده وشعبه وأمته..
والمواقف الإنسانية التي أعرفها وأتذكرها شخصياً لن تحصى ولا حدود لها، في واقع كنت شاهداً عليه فقد رأيت، وفي أكثر من مناسبة، ولأكثر من مرة، العديد من هذه الأعمال الخيرة التي قام بها الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله»، وشاهدت حرصه على أن يسأل أدق الأسلة عن كل الناس.. كان يسأل عن الكبير وعن الصغير على حد سواء.. ويسأل دوماً عن حالات ذوي الحاجة، الذين كانوا يلجأون اليه، وكانوا يقرعون بابه، ويدخلون عليه، دون أن يستوقفهم أحد، ودون أن يصدهم أحد، مدركين بأنهم يدخلون الى مملكة سلمان بن عبدالعزيز، الذي لم يرد طالباً أو طلباً أو صاحب أمنية أو من عنده حاجة.
بحكم طبيعة اختصاصكم، حدثنا عن الإعلام والثقافة والسياسة في حياة الملك سلمان؟
أكاد لا أفصح سرا.. بل هو السر المعلوم عند الجميع، وعند الذين عرفوا الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله»، وهو أنه كما كان يقال ومعروف عنه، أن الملك سلمان هو الإعلامي الأول في العالم العربي، فهو بالدرجة الأولى هاوٍ للثقافة، شغوف بالقراءة، محب للإطلاع لا يترك شيئا ذا أهمية إلا ويستفيض في البحث عنه، وأنا أتذكر شخصيا تجارباً عديدة لا تنسى بالنسبة إلى هذه الجزئية في حياة الملك سلمان.. وهنا أتذكر ذات مرة أنه كان لي كتاب قد صدر في لندن باللغة الإنجليزية، وفي اليوم التالي من صدور الكتاب، وردني اتصال من إمارة الرياض يسأل عن الكتاب وكيفية الحصول على نسخة من هذا الإصدار، وما أن تم ارساله حتى تمت صياغته باللغة العربية، وأعلم حينها أن الملك سلمان الذي كان أميراً للرياض حينها قد قرأه بل كان يثني عليه ويطلب أن يتم ارسال المزيد من مثل هذه الكتب من لندن لكي تتم إعادة ترجمتها حتى أن كان ذلك على سبيل النسخ الخاصة لاطلاعه «حفظه الله» وهو برأيي دلالة أخرى على حرص الملك سلمان الشديد على كل ما يرتبط بعالم الثقافة وحبه للقراءة والاطلاع، وأتذكر على سبيل المثال أيضاً، ان إحدى دور النشر كانت تتواصل معي لتسأل عن الكتب التي طلب أن يقرأها الملك سلمان بن عبدالعزيز، لكي تقوم بإعادة ترجمتها وطرحها للقراء في المكتبات.. وأعود لمحور الإعلام في حياة الملك سلمان، فقد كان «حفظه الله» دائم الحرص على الإعلام ويعتبره جزءاً اساسياً من العمل القيادي والسياسي، وقد يكون أوضح مثال يستشهد به عن ذلك النهج، هي خلال قترة حرب تحرير الكويت، وعندما أمضى الملك سلمان بن عبدالعزيز، حين كان أميراً للرياض وقتها في مكتبه بمبنى الإمارة طيلة أيام الحرب، يوما بعد يوم، وساعة بعد ساعة، ولم يكن يعود إلى منزله إلا لوقت محدود، وكان «حفظه الله» يراقب ويرصد عبر الإعلام وباستمرار، انفعالات وتفاعلات وردود أفعال العالم أجمع، خاصة العالم العربي، سواء من كانوا خصوماً أو مؤيدين للكويت وتحريرها، والذين رأوا في الغزو العراقي لدولة الكويت وقتها عملاً شائنا لا يليق بالعرب والعروبة.
مواقف من الذاكرة عن الملك سلمان بن عبدالعزيز، ترغبون تقاسمها مع القراء؟
عندما توفي الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز «رحمه الله» نجل الملك سلمان «يحفظه الله» ذهبت إلى الرياض لتقديم واجب العزاء ولأني كنت وقتها قادما من فرنسا وصلت في وقت متأخر قبل ساعة واحدة من انتهاء موعد العزاء، فرأيت قصر الملك سلمان، يعج بالناس وكأن التعزية قد بدأت للتو.. سمعت حينها من الأصدقاء الذين التقيتهم في ذلك الموقف، من يقول هذا عزاء أمراء، هذا ملك.. هذا ملك.. المواطنون في المملكة العربية السعودية لطالما نظروا إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله»، أنه ملك عليها.. ليس لقوته او لنفوذه.. بل لأنه امتلك عقولها وقلوبها، وبالمقابل سلموه كل شيء في إدارة حياتها، وقد وجدت كيف ارتقى بهذه الأمانة وكيف حرص عليها، وكيف استطاع أن يستفيد من جميع التجارب العالمية لكي يطبقها في الرياض ومن ثم بعد الامارة في المملكة نفسها.. ولننظر إلى المجالس التي أوجدها للدراسة والابحاث لأجل توسيع وتطوير الحياة في المملكة، وكيف أنها تفوق جميع التجارب الأوروبية والغربية، ولن أقول هنا الشرقية لأنها لم تصل إلى ذلك المستوى.
كلمة تختمون الحوار؟
أختم بأحد أمثلة حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله» على عمله، أنه كان يصل باكرا جدا إلى مكتبه، قلت له يوما بشيء من الفكاهة، يا طويل العمر لم يبقى إلا أن تصل قبل الموظفين، قال «حفظه الله»، طبعاً أتمنى.. ولكن لا أريد ان أحرجهم بأني قد وصلت قبلهم، كان عمله ولا يزال، الملك والمملكة والأمتين العربية والإسلامية ولا شيء آخر . عمله ولا يزال.. الملك والمملكة والأمتين العربية والاسلامية ولا شيء آخر شاهدت حرصه على السؤال عن كل الناس «الكبير والصغير» وحالات ذوي الحاجة سمير عطا الله: