ويجمع بين التدخل الميداني، واستدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، والتوعية المجتمعية، وبناء بيئة مستدامة وآمنة، حيث يواجه تحديات الكوارث الطبيعية والصناعية.
التطورات العمرانية والبيئية المتسارعة
ويأتي ذلك في ظل التطورات العمرانية والبيئية المتسارعة، لتصبح حماية البيئة محورًا رئيسًا ضمن استراتيجياته، بهدف الإسهام في التوازن البيئي والحد من التصحر، وحماية التربة من الانجراف، بمكافحة الحرائق في الغابات والمزارع، التي قد تدمرها وتضر بالحياة الإنسانية والبرية.
وشارك الدفاع المدني السعودي بفعالية في مؤتمر الأطراف لمكافحة التصحر (كوب 16).
واستعرض جهوده الرائدة في تعزيز الاستدامة البيئية وحماية الموارد الطبيعية، وذلك من خلال مساهمته في “المنطقة الخضراء”، التي تعد منصة عالمية لعرض المبادرات البيئية المبتكرة.
التقنيات الحديثة
وسلط الدفاع المدني الضوء على التقنيات الحديثة التي يعتمدها في مكافحة التصحر والحد من تأثير الكوارث البيئية، إلى جانب دوره المحوري في حماية الغطاء النباتي واستعادة المناطق المتضررة.
وذلك بما يعكس التزام المملكة بالمساهمة في الجهود الدولية لمواجهة التحديات البيئية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتعدّ الوقاية جزءًا من استراتيجية الدفاع المدني، حيث يتم إعداد خطط شاملة لمواجهة الكوارث الطبيعية، مثل السيول والفيضانات، التي يمكن أن تسبب تدميرًا واسعًا للبيئة إذا لم يتعامل معها بشكل استباقي.
إعداد البنية التحتية
بالإضافة إلى إعداد البنية التحتية المناسبة، والتوعية المجتمعية للحد من الأنشطة الضارة، مثل الحرق العشوائي للنفايات والتخلص غير السليم من المواد الكيميائية، والتنبؤ بالمخاطر باستخدام تقنيات الإنذار المبكر لتقليل الخسائر البيئية والبشرية.
وبرزت جهود وأدوار الدفاع المدني المحورية في الاستجابة للطوارئ البيئية وكفاءتها، لا سيما تلك الناتجة عن الحوادث الصناعية، مثل تسرب المواد السامة أو البترولية، التي تشكل تهديدًا مباشرًا على البيئة والسكان.
واتخذ خطوات متكاملة ومنهجية باستخدام معدات متقدمة وفرق مدربة للتعامل مع التسربات الكيميائية والبترولية، للحد من انتشار المواد السامة وتقليل تأثيرها في التربة والمياه الجوفية.
بجانب احتواء التسرب بسرعة لمنع وصوله إلى المناطق السكنية أو البيئية الحساسة، بجانب إدارة إخلاء المناطق المتضررة لسلامة السكان في المناطق المتأثرة، والاستفادة من المتطوعين في الإخلاء والمساندة الميدانية.
المحافظة على الموارد الطبيعية
وتعد حماية الغطاء النباتي والمحافظة على الموارد الطبيعية أحد أبرز أولويات الدفاع المدني في مواجهة حرائق الغابات التي تشكل تهديدًا مباشرًا للنظام البيئي، عبر سن لائحة خاصة تهدف إلى حماية الغطاء النباتي خارج النطاق البلدي.
وذلك بمشاركة القطاعين الخاص والعام في مجال الإطفاء والإنقاذ تحت إشراف الدفاع المدني، ومن خلال الدعم والإسناد والتدخل عند الحاجة، عبر استخدام أنظمة الإطفاء بأحدث التقنيات.
وأدى الدفاع المدني السعودي دورًا رياديًا في حماية البيئة، حيث يجمع بين جهوده الميدانية وتعاونه مع القطاعات المختلفة لتحقيق استدامة بيئية متكاملة.
حماية البيئة أولوية وطنية
ومع إطلاق رؤية المملكة 2030، أصبحت حماية البيئة أولوية وطنية، تتجسد في مبادرات إستراتيجية، مثل “السعودية الخضراء” و “الشرق الأوسط الأخضر”، في تناغم وتكامل مع الجهات البيئية لتحقيق مستقبل أكثر استدامة.
وفي إطار التحديات البيئية العالمية، تعاون الدفاع المدني مع منظمات بيئية محلية ودولية لتبادل الخبرات وتطوير أفضل الممارسات لحماية البيئة، والمشاركة في المؤتمرات الإقليمية والدولية لتعزيز قدراته واستجابته للتحديات المستقبلية.
ولا تقتصر جهوده على التدخل المباشر، بل تشمل برامج توعية بيئية تستهدف جميع فئات المجتمع للمحافظة على البيئة، وتحفيز المشاركة في حمايتها.
نشر الرسائل التوعوية
وعلى المستوى الإعلامي والاتصالي، عزز الدفاع المدني الوعي البيئي، مستخدمًا وسائل الإعلام وحسابات التواصل الاجتماعي منصات لنشر الرسائل التوعوية نحو ممارسات بيئية سليمة، وحمايته من المخاطر التي تهدد الموارد الطبيعية.
وذلك عبر نشر مواد إعلامية تظهر تأثير إشعال النار في الأماكن غير المخصصة على البيئة وتقديم إرشادات حول المواقع الآمنة لإشعال النار.
وكذلك إنتاج محتويات مرئية وتصاميم توعوية لحماية الغطاء النباتي بوصفه ثروة وطنية تستوجب الحماية، والحد من الممارسات الضارة ودعم المبادرات البيئية، ما يسهم في بناء مجتمعٍ واعٍ يحافظ على ثرواته الطبيعية للأجيال القادمة.