وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربى، أن واشنطن تعتقد أنه لدى كييف 6 إلى 8 أسابيع متبقية “للهجوم المضاد”.؛ وتابع “الطقس ليس حليفنا، أمامنا 6 إلى 8 أسابيع قبل أن تصبح الأمور صعبة“.
وكان الهجوم الأوكراني المضاد قد بدأ في 4 يونيو الماضي، حيث نشرت كييف ألوية مدربة من قبل “الناتو” ومسلحة بعتاد غربي، بما في ذلك دبابات “ليوبارد” التي نشرت على نطاق واسع في أرض المعركة.
الهجوم المضاد انتهى
حسب تقارير، وفي بلدان حلف شمال الأطلسي (الناتو) الشرقية، استنفدت مخزونات المعدات السوفيتية، التي يعرف الجيش الأوكراني كيفية استخدامها، ويتم الترحيب بقرارات توريد أنواع جديدة من الأسلحة الغربية الصنع، ولكن تليها أسابيع وشهور من التأخير.
أيضًا هناك عوامل أخرى تعزز طريق بطء وفشل الهجوم المضاد وقرب نفاد مستودعات الأسلحة والعتاد الممولة للجيش الأوكراني، فضلًا عن إعلان سلوفاكيا عدم إرسال طلقة واحدة لأوكرانيا في الفترة المقبلة واندلاع العديد من التظاهرات في العواصم الأوروبية “الرافضة” لاستمرار الدعم لـ كييف.
يقول مدير مركز “جي سي إم” للدراسات ومقره موسكو، آصف ملحم، إنه على المستوى التكتيكي على الأرض أوكرانيا بطيئة للغاية ولا تحقق تقدمًا إلا عبر عدة كيلومترات وخلال مساحة زمنية واسعة، وعلى المستوى السياسي تحاول كييف تقوية علاقاتها مع القوى الغربية بهدف استدراج أكبر كم ممكن من الدعم بالمال والسلاح، لا سيما أن أوكرانيا لا تستطيع أن تستمر في الحرب ضد روسيا إلا بالمساعدات الغربية.
ويُضيف آصف ملحم، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية” أن هناك انقسام غربي على المستويين الشعبي والرسمي، لا سيما أن أوكرانيا أصبحت تشكل عبئًا على الغرب وكلنا يدرك ما حدث في صفوف الحزب الجمهوري من أزمة وانقسام بسبب تكلفة مساعدة كييف، في المقابل تسعى روسيا لتقوية علاقاتها مع الدول الغربية وبنفس الوقت لديها شبكة علاقات قوية مع الشرق.
- الكثير من مساعدات أميركا لأوكرانيا تصرف بشكل شخصي لا سيما أن عائلة “بايدن”، وهانتر بايدن، لديهما أموال واستثمارات واسعة في كييف وقد تتعرض للتوقف مع قرب الانتخابات الرئاسية.
- توقعات بأن يقتصر الدعم الغربي في المرحلة المقبلة على المساعدات التقليدية بالذخيرة وقطع غيار الأسلحة والمعدات.
- الصراع في أوكرانيا فرض ضغطا هائلا على قطاع الدفاع في أوروبا في ظل أزمتي الإنتاج والطاقة وقرب حلول الشتاء.
- المصانع الأوروبية بالكاد قادرة على إنتاج ما يكفي من القذائف لتلبية احتياجات كييف الأسبوعية.
وخلال الأيام الماضية شهدت أوروبا العديد من التظاهرات الرافضة للدعم المقدم إلى أوكرانيا، ففي العاصمة الألمانية برلين تظاهر الآلاف، مطالبين برحيل الحكومة الحالية ووقف تسليح أوكرانيا وتمويلها على حسابهم، وفي التشيك تظاهر أيضًا الآلاف مطالبين بنفس مطالب الألمان بشأن أوكرانيا.
المسيرات سلاح الشتاء
أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية، مطلع أكتوبر الجاري، عن توقيع 20 اتفاقية ومذكرة مع شركاء أجانب، تهدف لإنتاج الطائرات المسيرة والذخائر داخل الأراضي الأوكرانية، فضلًا عن تشكيل تحالف صناعي لتصنيع الأسلحة في البلاد يضم 38 شركة من 19 دولة، وتأسيس صندوق دفاعي من الأموال الروسية المصادرة في أوروبا والداخل مع اختتام العاصمة الأوكرانية فعاليات منتدى كييف الأول للصناعات الدفاعية.
في السياق يرى ألكساندروفيتش بافيل المتخصص بالشؤون العسكرية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، أن الهجوم المضاد الذي تشنه بلاده ليس مرتبط بتوقيت انتهاء، فنهايته هي تحرير جميع الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها موسكو، على حد وصفه.
ويُضيف ألكساندروفيتش بافيل، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الفترة المقبلة في الشتاء ستكون مرحلة أخرى من ضمن مراحل الهجوم المضاد، تعتمد بشكل مباشر على المسيرات، والتي تعمل كييف حاليا على تطويرها لتناسب ظروف طقس الشتاء.
ويؤكد ألكساندروفيتش بافيل، أن سلاح المسيرات أثبت كفاءه عالية خلال الفترة الماضية من جانب القوات الأوكرانية، وذلك من خلال بنك الأهداف وبالأخص في محيط القرم والجبهة الجنوبية.