والجمعة، قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إن روسيا تطور غواصات نووية جديدة، ومسيّرات “تحت الماء”، وفقا لوكالة “تاس” الروسية الرسمية.
وجاءت تصريحات شويغو في أعقاب 3 عمليات كبرى على مدار اليومين الماضيين، تبادلهم الجانبين الروسي والأوكراني، خسرت خلالها موسكو منظومة للدفاع الجوي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات.
وساهمت المسيّرات خلال الحرب الحالية، وبعد مرور أكثر من عام ونصف العام من اندلاعها في فبراير 2022، في خفوت أصوات المدافع وشظايا الصواريخ التقليدية إلا ما ندر، وتسّيدت بأجواء المعارك، بفعل ثمها البخس وتشكيلها بديلا للمدفعية، ولتعويض النقص في الصواريخ الباليستيّة، وفق تقارير غربية، ما يثير تساؤلات بشأن إمكانيتها حسم تلك الحرب.
أحدث معارك المسّيرات
- الخميس، أعلن سلاح الجو الأوكراني، أن دفاعاته دمرت 17 من 22 مسيّرة روسية في 3 أماكن مختلفة من طراز “شاهد” إيرانية الصنع، أُطلقت باتجاه مناطق ميكولاييف وزابوريجيا ودنيبروبتروفسك وسومي.
- الجمعة، أعلنت موسكو تدمير عددا من المسيّرات الأوكرانية، خلال تصديها لهجوم على منطقتي بريانسك وبيلغورود، دون وقوع خسائر بشرية.
- الجمعة، دمرت مسيرة أوكرانية وصواريخ نظام الدفاع الجوي “إس – 400” المتقدم، خلال عملية مشتركة بين جهاز الأمن الأوكراني والبحرية، حسبما ذكرت “بي بي سي” و”رويترز” نقلاً عن مصادر استخباراتية أوكرانية.
دور بارز في حرب أوكرانيا
وتلعب المسيرات ومنها الطائرات والقوارب المفخخة دورا كبيرا في حرب أوكرانيا، إذ عززت كييف قدراتها العسكرية بها وتحولت إلى سلاح رئيسي، أدخل هذه المعارك في طور جديد أكثر شراسة، وفق تقارير صحفية.
كما تقوم تلك الطائرات بتشتيت الدفاعات الجوية الأساسية أثناء شن هجمات فعلية على أهداف استراتيجية، بخلاف أدوار أخرى في المعارك بينها المراقبة والاستطلاع والتجسس، وتنسق أدوار المدفعية، وتنقل الإحداثيّات إلى القيادة الجماعيّة لمسرح المعركة.
ووفق تقارير عسكرية، حصلت روسيا على نسخة مطورة من طائرة “شاهد” الإيرانية، تُطلق في مجموعات مكونة من 5 طائرات على ارتفاع منخفض وبطيء بما يكفي ليخطئ الرادار في تحديدها ويعتبرها طيورا مهاجرة، وتتهرب حتى من أفضل الدفاعات لإحداث أضرار جسيمة.
وعلى جانب أوكرانيا، فهي تستخدم العديد من الطائرات المسيّرة في الحرب، في مقدمتها مسيرات “بيرقدار” التركية، لكنها لا تكتفي بذلك حيث قطعت كييف شوطا على صعيد توظيف الذكاء الاصطناعي في عمليات الدرونز، وهو ما قد يُشكل صفحة جديدة تماما فيما يخص الحروب الجوية.
ووفقا لصحيفة “واشنطن بوست” لم تكن أوكرانيا بيئة مناسبة لابتكار الطائرات دون طيار، ومع ذلك حولت مقتضيات الحرب البلاد إلى مختبر فائق لتطوير هذه الطائرات من دون طيار.
- اجتذبت هذه البيئة الاستثمارات من رجال الأعمال البارزين بما في ذلك الرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل “إريك شميدت”.
- تشارك حاليا أكثر من 200 شركة أوكرانية جنبا إلى جنب مع الوحدات العسكرية على الخطوط الأمامية لتعديل الطائرات دون طيار وتعزيزها لتحسين قدرتها على القتل والتجسس على الروس.
أما صحيفة “لوموند” الفرنسية، فتقول إن “روسيا وأوكرانيا أخذتا حرب الطائرات دون طيار إلى نطاق غير مسبوق”.
- استخدم الجيشان عدة مئات من الطائرات دون طيار يوميا.
- الجيش الأوكراني يخسر الآن نحو 10 آلاف طائرة دون طيار شهريا في ساحة المعركة أو أكثر من 300 طائرة يوميا.
- هذا الرقم الهائل غير مسبوق في تاريخ الصراع العسكري الحديث وهي خسائر مهولة بالنسبة للجيش الفرنسي الذي يمتلك ما يزيد قليلا عن 3 آلاف مسيرة من طراز “UAVs” في ترسانته العسكرية.
المسيّرات أعادت رسم المعارك
ويقول الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور، لموقع ” سكاي نيوز عربية”، إن طبيعة الحروب اختلفت بعد انتشار المُسيَّرات بل إنها أعادت رسم سير المعارك متفوقة على أسلحة تقليدية مثل المدفعية والصواريخ بل كانت عوضا عن النقص في الصواريخ الباليستيّة أحيانا كثيرة.
- صمود أوكرانيا لا يزال بفضل تلك المسيرة رخيصة التكلفة وسهلة الصناعة.
- خصصت أوكرانيا أخيرا أكثر من مليار دولار لإنتاج المسيرات وألغت الرسوم الجمركية لتشجيع استيراد مكوناتها وتعاقدت مع نحو 40 شركة أوكرانية لإنتاج تلك الدورنات لتعويض نقص القوة الجوية والسلاح لديها.
- بعد فشل الهجوم الأوكراني المضاد نقلت أوكرانيا المعارك إلى حرب مسيرات رستنزاف روسيا باستهداف المنشآت المدنية حتى داخل العمق الروسي ومبان في العاصمة موسكو.
- روسيا تكثف من استخدمها لأنها سلاح رخيص الثمن مقارنة بالأسلحة التقليدية الأخرى التي تقدر بملايين الدولارت.
- المسيرت سلاح فعال غّير الحروب التقليدية والحديثة لكنها غير قادرة على حسم المعارك بشكل نهائي وإنهاء الحروب حتى الآن.