“25 ألف شخص” بين قتيل وجريح جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

أصبحت مسألة البحث عن الماء والغذاء مهمة يومية شاقة لسكان قطاع غزة، بعد ما يقرب من 3 أسابيع من الحرب، وفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.

ويعمل المدون الفلسطيني، محمد أبو رجيلة (27 عاما)، على توثيق الحياة اليومية في القطاع البالغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة، من خلال حسابه في تطبيق إنستغرام، حيث يحظى بأكثر من 240 ألف متابع.

وبعد اندلاع الحرب في 7 أكتوبر على خلفية الهجمات التي شنتها حركة حماس على إسرائيل، أصبح أبو رجيلة يصور الحياة اليومية تحت القصف الإسرائيلي، وقصص المعاناة للعثور على مياه صالحة للشرب.

وذهب أبو رجيلة إلى إحدى محطات المياه القليلة التي لا تزال تعمل بالطاقة الشمسية في مدينة خان يونس الجنوبية، ليصور تدافع الناس للحصول على موقع في طابور فوضوي لملء مياه للشرب.

وقال أبو رجيلة، الذي يعمل أيضا بمنظمة “شباب بلا حدود” التنموية، لصحيفة “نيويورك تايمز”: “لم تعد هناك مياه في الصنابير، لذلك يتعين علينا أن نذهب للحصول على المياه بهذه الطريقة”. 

وأضاف: “ظروف ملء المياه ليست صحية. الناس فوق بعضهم البعض وهم معرضون للأمراض”.

وكانت حركة حماس، قد شنت هجمات على إسرائيل في 7 أكتوبر، أسفرت عن مقتل 1400 شخص، أغلبهم من المدنيين، من بينهم نساء وأطفال.

وردا على ذلك، قطعت إسرائيل جميع إمدادات الغذاء والمياه والوقود والكهرباء عن قطاع غزة، وتشن غارات جوية متواصلة على القطاع الفلسطيني، مما أدى لمقتل أكثر من 7 آلاف شخص، معظمهم من المدنيين، من بينهم نساء وأطفال.

ويعتمد سكان غزة على المياه الجوفية التي تتم تنقيتها في محطات المياه، ومحطات تحلية المياه، وخط أنابيب من إسرائيل، والمياه المعبأة الواردة.

وبعد الحصار الإسرائيلي، جفت الصنابير في القطاع الفلسطيني وسط القصف المستمر، ولم تعد الشاحنات قادرة على إعادة ملء خزانات المياه المنزلية، وتوقفت محطات تحلية المياه إلى حد كبير بسبب نقص الكهرباء والوقود. 

ووصفت الأمم المتحدة الوضع بأنه “كارثة إنسانية”، وحذرت من أن قطاع غزة بأكمله “معرض لخطر نفاد المياه” نتيجة الحصار الإسرائيلي.

ويتخلى بعض سكان غزة عن وجبات متعددة، فقط لضمان قدرة أطفالهم على تناول الطعام، فيما لجأ آخرون إلى شرب المياه قليلة الملوحة، أو خلط المياه الصالحة للشرب بالمياه الملوثة، وفق الصحيفة.

وتمتلئ الشوارع بأشخاص يحملون أوعية بلاستيكية كبيرة لحفظ المياه، لملئها كلما سنحت لهم الفرصة، حيث يحتاج البعض للانتظار ساعات للحصول على القليل من الماء.

في كل صباح، تغادر الشابة آلي دبابيش، 19 عاما، المنزل الذي لجأت إليه هي وعائلتها في جنوب غزة، بحثا عن الماء والخبز. 

وقالت إن عائلتها، بما في ذلك 4 أطفال صغار، “موجودة في خان يونس منذ 11 يوما، بعد فرار أفرادها من مكان إقامتهم بمدينة غزة شمالي القطاع، عندما قصفت الغارات الجوية المباني المحيطة بهم”.

وأضافت دبابيش أنها “تنتظر أحيانا في الطابور لساعات لشراء الخبز، حيث تشهد اندلاع شجارات للحصول على بعض الأرغفة”. 

وفي أحيان أخرى، “تمشي من مخبز إلى مخبز فقط لشراء رغيف واحد، ثم تمضي أياما لا تجد فيها أي خبز لتشتريه”.

وقالت الشابة إنها “تتجنب وبقية أفراد العائلة البالغين، تناول الطعام، ويذهبون للنوم جائعين لضمان قدرة الأطفال على الحصول على بعض الطعام”.

وبالنسبة للمياه، أكدت أن الوضع خطير بنفس القدر، قائلة: “نحن نشرب الماء المالح.. الجميع (في قطاع غزة) يشرب مياها مالحة”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *