في رفح على حدود غزة مع مصر، المدينة التي اجتذبت أعدادا هائلة من الفلسطينيين الفارين من أجزاء أخرى من القطاع، انشغل السكان بمحاولة العثور على مكان يحتمون فيه أو أي مؤن غذائية أو ماء أكثر من اهتمامهم باستقبال العام الجديد.
وقال أبو عبد الله الآغا، وهو فلسطيني في منتصف العمر دمرت غارة جوية إسرائيلية منزله في خان يونس وفقد اثنين من أقاربه بسببها “أنا بتمنى أرجع لركام منزلي في عام 2024، أحط الخيمة أقعد في المكان. بتمنى في عام 2024 أولادنا يعيشوا بسلام وبأمان بتمنى ولادنا يرجعوا لمدارسهم يرجعوا لجامعاتهم، يرجعوا لمؤسساتهم العاملين يفتحوا أبواب رزقهم“.
ويبدو أن أي أمل في التوصل إلى تسوية سياسية للصراع وتحقيق مسعى الفلسطينيين الممتد منذ 75 عاما من أجل تقرير المصير أبعد من أي وقت مضى.
وقالت سوزان خضر وهي تبكي “عام 2023 كله معاناة. من شهر عشرة وإحنا بنعاني وإحنا في الشارع في الخيام انهدت بيوتنا”، مضيفة أنها تتمنى أن يشهد العام الجديد نهاية الحرب.
وأضافت “حياتنا كلها صارت شوارع أكلنا في الشارع مسكننا في الشارع نموت في الشارع ولادنا في الشوارع كلنا مشردين. فقدنا حاجات كتيرة في عام 2023“.
ويتجمع الناس حول الخيام المؤقتة في رفح وفي الأراضي والحقول الخالية. وسرعان ما امتلأت المدارس التي تديرها الأمم المتحدة، وجرى تخصيصها كملاجئ في وقت مبكر من الصراع، بالأشخاص الذين دُمرت منازلهم.
وفي خيامهم المصنوعة من البلاستيك ولا يوجد بها سوى القليل من الأمتعة مثل الأغطية وأدوات الطبخ، يتذكر الناس بحسرة منازلهم التي نزحوا منها وحياتهم في السابق.
وقالت منى الصواف (12 عاما) من مدينة غزة بينما كانت تلعب مع قطة صغيرة وسط الأنقاض “بتمنى في سنة 2024 يعني يتصلح كل شيء وترجع الحياة طبيعية زي ما كانت يعني ترجع الحياة زي ما كنا في الأول نرجع طبيعي نلبس ونرجع ونتمشور ويصلحوا البيوت اللي اتدمرت”.