نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين عسكريين قولهم إن الجيش الإسرائيلي يعمل على توسيع طريق وسط قطاع غزة لتسهيل العملية العسكرية، وهو الطريق الذي تحدثت عنه وسائل إعلام إسرائيلية قبل أيام وقالت إنه يفصل شمال القطاع عن جنوبه.
وتابعت الصحيفة نقلا عن المصادر ذاتها أن الطريق الذي تعمل عليه إسرائيل هو جزء من مساعيها لإعادة تشكيل تضاريس قطاع غزة، وسيسمح للجيش الإسرائيلي بحرية الحركة وإحكام السيطرة.
كما أوضحت الصحيفة أن شق الطريق وتوسيعه يجري بالتزامن مع إنشاء منطقة عازلة بعمق كيلومتر داخل قطاع غزة، مشيرة إلى أن الطريق الذي تشقه إسرائيل يشكل حزاما عسكريا يمنع عودة نحو مليون فلسطيني.
وبحسب المسؤولين العسكريين الذين استندت إليهم الصحيفة، فإن المهندسين العسكريين الإسرائيليين يخططون لتدمير منازل ومبان على طول الطريق في غزة.
وكانت القناة الـ14 الإسرائيلية كشفت بدء الجيش بإقامة طريق مرصوف من شرق القطاع إلى غربه، بهدف فصل شمال القطاع عن بقية أجزائه.
وقالت القناة الخاصة المقربة من أنصار اليمين الإسرائيلي، مساء السبت، إن الطريق العرضي 794 يبدأ من منطقة مستوطنة نحال عوز في غلاف غزة، ويمتد غربا إلى داخل القطاع حتى البحر المتوسط تقريبا، وهو يقطع أواصر القطاع.
ونقلت القناة عن قائد الكتيبة 601، التابعة لسلاح الهندسة القتالية، المقدم شمعون عوركابي قوله “نحن الآن ضمن نطاق طريق نتساريم (مستوطنة إسرائيلية سابقة في قطاع غزة)، الذي يخلق حاجزا بين شمال القطاع وبين منطقة الوسط والجنوب لحماية المنطقة والتوغل إلى المناطق التي يوجد بها العدو، ومنع الحركة بين الشمال والجنوب والتحكم بها بشكل دقيق”.
ورغم تحذيرات إقليمية ودولية متصاعدة من تداعيات كارثية محتملة، يتأهب الجيش الإسرائيلي لاجتياح رفح، أقصى جنوبي القطاع على الحدود مع مصر، حيث يوجد ما لا يقل عن 1.4 مليون فلسطيني، بينهم 1.3 مليون نازح دفعتهم إسرائيل من شمال ووسط القطاع إلى جنوبه، بزعم أنه منطقة آمنة.
ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلَّفت أكثر من 29 ألف شهيد وأكثر من 68 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا للسلطات الفلسطينية.
وللمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، تخضع إسرائيل لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة؛ بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.