اختار وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أربع دول أفريقية لجولته هذا الأسبوع، في خطوة يرى محللون أنها تكشف أهداف السياسة الخارجية الحالية لبكين، وفق تقرير من موقع “فويس أوف أميركا”.
وينقل التقرير عن محللين أن اختيار مصر وتونس وتوغو وساحل العاج يشير إلى أهداف السياسة الخارجية الحالية لبكين، بما في ذلك الرغبة في لعب دور أكبر في التفاوض على السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وجعل وانغ القارة الأفريقية أول محطة دولية له في بداية كل عام منذ أن أصبح وزيرا للخارجية، في عام 2013. وبدأت رحلة هذا العام في شمال أفريقيا، في مصر، وهي لاعب رئيسي في سياسة الشرق الأوسط، وفق التقرير.
وفي القاهرة، دعا وانغ إلى عقد مؤتمر سلام حول الحرب في غزة ودعا إلى جدول زمني لتنفيذ حل الدولتين. كما استغل محطته للدعوة إلى إنهاء الهجمات على السفن المدنية في البحر الأحمر.
وتشعر الصين بالقلق إزاء الأزمة المتصاعدة حول طريق التجارة الدولية الحيوي، بعد أن بدأ المتمردون الحوثيون في اليمن مهاجمة سفن الشحن احتجاجا على حرب إسرائيل مع حماس، وفق التقرير.
وعطّلت الهجمات التجارة العالمية، وردت القوات الأميركية والبريطانية، الأسبوع الماضي، بشن ضربات على أهداف الحوثيين في اليمن، مما أثار مخاوف نشوب حرب إقليمية.
وفي انتقاد مبطن للغرب، حذر وانغ من أنه “يجب تجنب صب الوقود على نار التوتر في البحر الأحمر ومنع زيادة المخاطر الأمنية الشاملة في المنطقة”.
وكمحطة أولى، فإن مصر منطقية، كما يقول المحللون.
تقول لورين جونستون، الأستاذة المشاركة في مركز الدراسات الصينية بجامعة سيدني، للموقع: “كنت أتوقع أن تكون المحطة الأولى لوانغ يي هي مصر، نظرا لقدرتها على لعب دور في الحد من التوترات في الشرق الأوسط”.
واتفق كوبوس فان ستادن، الخبير في الشؤون الصينية في معهد جنوب أفريقيا للشؤون الدولية، مع الرأي القائل إن مصر هي المحطة الأولى المحتملة “بسبب قربها من الأزمة الإسرائيلية وأيضا أزمة الشحن في البحر الأحمر”.
وقال بول نانتوليا، الباحث المشارك في مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية في واشنطن، للموقع إن الصين تريد أن يكون لها دور أكثر بروزا على الساحة الدولية فيما يتعلق بالحرب بين إسرائيل وحماس.
وأضاف “الصين تضغط بقوة وتعمل مع دول الجنوب العالمي حول أزمة غزة”.
وبشكل منفصل، استثمرت الصين الكثير في مصر من خلال مبادرة الحزام والطريق لبناء البنية التحتية، وتقوم ببناء العاصمة الجديدة للبلاد. كما أصبحت مصر عضوا في مجموعة بريكس للدول الناشئة، التي تعد الصين لاعبا رئيسيا فيها، في بداية العام.
وأشار المحللون أيضا إلى أن الدول التي تم اختيارها لرحلة وانغ تقع في مناطق تشهد تراجعا للنفوذ الغربي، وبالتالي فهي منطقة جيدة للصين لتحقيق نجاحات.
وكانت تونس في نزاع العام الماضي مع الاتحاد الأوروبي بشأن حزمة مساعدات مالية تهدف إلى وقف الهجرة إلى أوروبا.
وتقع توغو وساحل العاج في غرب أفريقيا، وهي منطقة تقطع علاقاتها بشكل متزايد مع القوة الاستعمارية السابقة فرنسا.
ويقول فان ستادن: “ربما ترى الصين فرصة في التصعيد السريع للمشاعر المعادية للفرنسيين في منطقة الساحل”.
شهدت غرب أفريقيا العديد من الانقلابات العسكرية الأخيرة، وينوه نانتوليا إلى أنه من المثير للاهتمام أنه على الرغم من وجود علاقات وثيقة مع الحكومات المخلوعة، إلا أن الصين لم تتأثر سلبا.
ويضيف “أعتقد أن الجانب الصيني تمكن من حماية أسهمه وإقامة علاقات قوية للغاية مع الحكومات العسكرية القائمة”.