ويتوقع محللان سياسيان في تعليقهما لموقع “سكاي نيوز عربية” أن تتصدر ملفات التجارة وتايوان والصراع الدائر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حاليا المباحثات.
سياسة وجها لوجه
الزيارة التي تستمر من الخميس وحتى السبت، تقول المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، إنها ستجري بناء على دعوة من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، حسبما نشر موقع “شبكة الصين”، الثلاثاء.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن الزيارة تأتي ضمن جهود إدارة العلاقات “بشكل مسؤول، والحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة”، وستبحث الزيارة قضايا ثنائية وإقليمية وعالمية.
وآخر مرة التقى فيها الوزيران في الولايات المتحدة كانت في سبتمبر 2022، ولكنها لم تكن زيارة خاصة لواشنطن، ولكنها جاءت على هامش حضور الوزير الصيني لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أما في اجتماعات الجمعية العام لسبتمبر من العام الجاري، فالتقى بلينكن مع نائب الرئيس الصيني، هان جينغ، قائلا إن “دبلوماسية الوجه لوجه” قادرة على حل الخلافات.
زيارة رئيس الصين
كما تهدف زيارة وزير الخارجية الصيني، الخميس، إلى تمهيد الطريق لاجتماع متوقع، لكنه غير مؤكد، بين الرئيس الصيني، شي جين بينغ، والرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال قمة التعاون الاقتصادي لمنطقة المحيط الهادئ في سان فرانسيسكو الشهر المقبل.
والتقى بايدن بشي آخر مرة في نوفمبر على هامش قمة زعماء مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا.
خط غير مستقيم
تتسم العلاقات بين واشنطن وبكين في الشهور الأخيرة بأنها لا تسير على وتيرة واحدة، فهي إن كانت تطبعها الخصومة، ولكن تتخللها محاولات لعدم الوصول للقطيعة الكاملة.
وأمثلة على هذين التوجهين المتداخلين في الأيام الأخيرة:
- الثلاثاء 24 أكتوبر، عقدت مجموعة العمل الاقتصادي الصينية- الأميركية أول اجتماع لها عبر دائرة الفيديو، برئاسة مسؤولين على مستوى نواب الوزراء من وزارة المالية الصينية والخزانة الأميركية؛ لإجراء مباحثات “عميقة وصريحة وبناءة” حول العلاقات الاقتصادية والتعاون، وفق وكالة “شينخوا”.
- الإثنين، رفضت الصين انتقاد الولايات المتحدة لقيام خفر السواحل الصيني بعرقة وصول إمدادات فلبينية إلى جزيرة رناي جياو المتنازع عليها بين بكين ومانيلا في بحر الصين الجنوبي، واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية، ماو نينغ، أن الموقف الأميركي يأتي ضمن دعم مانيلا بشكل يهدد الصين، بحسب ما نشرته “شينخوا”.
- الجمعة، اتهمت صحيفة “غلوبال تايمز” التي يصدرها الحزب الحاكم الصيني، الولايات المتحدة بأنها “تحرض على الحرب على نطاق عالمي”؛ ردا على تقرير لوزارة الدفاع الأميركية يحذر من القوة العسكرية للصين، وتمددها في المحيطين الهندي والهادي.
- في منتصف أكتوبر، طلب وزير الخارجية الأميركي من بكين استخدام نفوذها في الشرق الأوسط لمنع توسع الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، كما دعا وزير الخارجية الصيني، بدوره، واشنطن للقيام بدور بناء لوقف الصراع.
- شهد هذا العام زيارات وزراء الخارجية والتجارة والخزانة الأميركيين، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إلى بكين.
ملفات الزيارة
يعتبر الباحث في الشأن الصيني، مازن حسن، زيارة وزير الخارجية الصيني لواشنطن إحياء لقنوات اتصال “جفت منذ فترة كبيرة”، وسط تقارير تتحدث عن أن أكثر من 100 قناة اتصال بين المؤسسات الأميركية والصينية توقفت نتيجة التوترات بينهما حول أزمة تايوان وغيرها.
ويرجح حسن أن تتصدر الملفات التالية المباحثات:
- ملف التجارة وتايوان سيكون لهما نصيب كبير؛ فهما من الملفات التي عكرت العلاقات الفترة الأخيرة.
- بالنسبة للتجارة، ترغب واشنطن أن تلتزم الصين بإطار تنافسي شريف، والحد من توسعها التكنولوجي السريع، فيما تقوم بكين بتوجيه ضربات لواشنطن فيما يخص صناعة الرقائق الإلكترونية رغم العقوبات التي فرضتها عليها واشنطن في هذا المجال.
- في تايوان، تتمسك الصين بأن الجزيرة جزء من أراضيها، بينما تدعم الولايات المتحدة انفصالها في الخفاء، وتمد الجزيرة بأسلحة لمواجهة الصين.
- أما ملف القضية الفلسطينية الذي طفا على السطح هذه الأيام، فإن البلدين يسيران في اتجاهين متعاكسين بشأنه، فيما طلبت بكين وقف إطلاق ناري فوري والعودة للمفاوضات السلام، تدعم واشنطن إسرائيل وعملياتها العسكرية.
- في هذا الملف الأخير يجب حدوث توافق بين الجانبين بشكل سريع؛ لتحقيق الاستقرار في المنطقة؛ خوفا من اتساع رقعة الصراع، وحينها ستتضرر مصالح البلدين.