وحشية والمدنيون أكبر ضحاياها.. ما سمات “حروب المدن”؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

وفق تقديرات خبير عسكري لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن حرب غزة دخلت مرحلة “معارك المدن والعصابات” منذ الاجتياح البري الإسرائيلي للقطاع، وهي حروب تتسم بالوحشية والتدمير، ويصبح المدنيون والمدن أكبر ضحاياها.

فما حروب المدن وأبرز تحدياتها؟

وفق تقارير عسكرية، فإن حروب المدن صراع مسلح يحدث في منطقة حضرية وتواجهها تحديات عدة، وقد تكون طويلة الأمد ودموية، وتتسبب في خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، كما تتطلب تخطيطا دقيقا وتنسيقا جيدا واستعدادا كبيرا، وضمن تلك التحديات:

  • التضاريس المعقدة: وبينها الشوارع والمباني والأنفاق والقنوات التي تجعل من الصعب تنسيق التحركات وتتبع العدو.
  • الرؤية المحدودة: المباني والشوارع الضيقة تصعّب على القوات رؤية بعضها البعض أو استخدام الدبابات والمركبات، كما تصعّب تحديد مواقع القوات المدافعة.
  • التغطية الواسعة: يمكن للمقاتلين في المدن استخدام المباني لمواجهة نيران العدو.
  • المدنيون: يؤدي القتال في المناطق الحضرية إلى إصابة أو قتل المدنيين، وتلك الحروب أكثر قسوة على الجيوش الغازية النظامية والسكان.

ما أشهر حروب المدن؟

هناك أمثلة كثيرة على حروب المدن في التاريخ الحديث، التي استخدم فيها جميع أنواع الأسلحة في قتل المدنيين وتدمير المباني، ومن أشهرها:

  • معركة ستالينغراد خلال الحرب العالمية الثانية في الفترة من 1942 إلى 1943، وتعد إحدى أكثر المعارك دموية في التاريخ، واستمرت 5 أشهر وقتل خلالها أكثر من مليون شخص.
  • حرب فيتنام خلال الفترة من 1955 إلى 1975، وكانت طويلة الأمد ومعقدة.
  • معركة غروزني الأولى ضمن الحرب الشيشانية خلال الفترة من 1994 إلى 1996، حيث تسببت القوات الروسية في وقوع ما لا يقل عن 30 ألف ضحية.
  • معركة مخيم جباليا، وبدأت في 29 سبتمبر 2004 حتى 16 أكتوبر من العام نفسه، حيث تصدت “كتائب القسام” للقوات الإسرائيلية، ونفذت عمليات أوقعت من خلالها قتلى وجرحى إسرائيليين، واستخدمت “حماس” خلالها سلسلة كمائن عبر العبوات الناسفة والأرضية.
  • حرب العراق عام 2003، وتخللتها معركة الفلوجة من 7 نوفمبر إلى 23 ديسمبر 2004، وكانت من أصعب المعارك.
  • الحرب السورية التي بدأت منذ 2011، وهي مأساوية وتخللتها “معركة حلب” عام 2016.
  • معركة الموصل عام 2014، وهي نموذج لجحيم حرب المدن، وشهدت توسعا في قتال الأنفاق، ووفق تقديرات وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية قتل خلالها نحو 9 آلاف مدني.
  • معركة ماريوبول في أوكرانيا، حيث تحصن مقاتلون أوكرانيون لمواجهة القوات الروسية، وتسببوا في تدمير المعدات الروسية وإبطاء تقدمها، وتشير التقارير إلى تدمير نحو 90% من المدينة.

كيف تصمد “حماس” حتى الآن؟

تقول تقارير غربية إن حركة حماس لديها بعض المقومات التي جعلت مقاتليها يصمدون ضد الاجتياح البري الإسرائيلي والغارات الجوية حتى الآن، ومن أبرزها:

  • شبكة الأنفاق القوية لإخفاء المقاتلين، حيث يمكنهم الحركة مع صعوبة كشفهم من قبل القوات الإسرائيلية، كما تمكّنهم من شن هجمات من تحت الأرض.
  • تخزين كميات ضخمة من الذخيرة والعتاد والإمدادات اللوجستية.
  • إخفاء ذخائرها وأسلحتها في ورش صغيرة تحت الأرض.
  • ارتباطهم الاجتماعي بالسكان، فجميعهم من أهل غزة ويحظون بدعمهم.
  • معركة غزة أقرب إلى ستالينغراد ومعركة الفلوجة الأولى، وفق تقارير عسكرية.
  • إمكانية الاختباء بين المباني السكنية واستغلال نقاط ضعف الآليات العسكرية المتوغلة.

وفي المقابل، تواجه القوات الإسرائيلية المتوغلة في غزة الكثير من التعقيدات على الأرض، من أبرزها:

  • عدم فعالية التقنيات الحديثة تحت الأرض، وبينها الملاحة عبر الأقمار الصناعية والمراقبة باستخدام الطائرات دون طيار.
  • تداخل “الأخاديد الحضرية” بين المباني الشاهقة مع إشارات الراديو.
  • الصعوبة التي تواجه المدرعات والدبابات الإسرائيلية في شوارع غزة، ما يمكن مقاتلو “حماس” من مباغتتها من مسافات قريبة.
  • الدبابات لها مدى رؤية محدد من الداخل، وزوايا عمياء تمنع الجنود الإسرائيليين من تحديد الأهداف القريبة، لذا فهي تحتاج إلى قوات المشاة لحمايتها.
  • المدرعات والدبابات تفقد قدرة المناورة بالمدن، لذا يصبح احتمال اقتراب المهاجمين منها أكبر لقدرتهم على الاستفادة من الزوايا العمياء لها.

تعليقات الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور لموقع “سكاي نيوز عربية”:

  • حروب المدن من أكثر الحروب صعوبة وتعقيدا، لأنها ذات بيئات معقدة مع بنية تحتية متطورة وسكان مدنيين، وهو ما يجعل من الصعب على القوات المهاجمة السيطرة على المدينة أو على القوات الدفاعية المدافعة عن تلك المدن.
  • الدبابات في تلك الحروب تحتاج إلى الحماية من قوات المشاة التي بدورها تكون عرضة لرصد واستهداف المدافعين عن المدينة والمتخفين في الأبنية والأنفاق.
  • تلك الحروب ذات طبيعة قتالية عنيفة، والاشتباكات فيها غالبا ما تكون قريبة ومكثفة، مما يؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح.
  • تعتبر تحديات كبيرة للجيوش الحديثة التي يجب أن تكون على استعداد لمواجهة بيئات قتال معقدة وكثيفة السكان.
  • تؤدي إلى آثار إنسانية مدمرة وتشريد السكان وتدمير البنية التحتية المدنية، واضطراب الاقتصاد وزيادة معدلات الجريمة والعنف.
  • يتعين على القوات المهاجمة أن تكون تلقت تدريبات معينة على خوض تلك الحروب ومعرفة كبيرة بالبيئة والتضاريس الجغرافية عن المدينة التي تنوي مهاجمتها.
  • تتطلب وضع خطط لحماية المدنيين من الأضرار.
  • تعد من أصعب المعارك للجيوش النظامية المهاجمة، لكن القوات غير النظامية تفضلها لما تمتلكه من ميزة المباغتة وأمور أخرى تساعدها على إبطال التكنولوجيا للجيش النظامي.
  • توفر المباني للقوات المدافعة الكثير من الأماكن للاختباء، كما تتعرض القوات المهاجمة للمباغتة وإطلاق النار من مسافة قريبة والألغام والأشراك الخداعية.
  • المدنيون فريسة لتلك الحروب التي هزمت جيوشا كبيرة وغيرت مسارات الحروب.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *