وقعت الإدارة الأميركية على صفقة تسليح جديدة لإسرائيل بالتزامن مع قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي موظفي إغاثة أجانب في قطاع غزة، في حين ينتظر أن يجري الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مكالمة هاتفية، اليوم الخميس، على وقع توتر في العلاقات بين واشنطن وحليفتها.
فقد نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة بايدن وقعت على تسليم إسرائيل آلاف القنابل الإضافية في نفس اليوم الذي قتلت فيه غارات جوية إسرائيلية في غزة 7 من موظفي “المطبخ المركزي العالمي”.
وأضافت واشنطن بوست أن الصفقة تظهر تصميم إدارة بايدن على مواصلة تدفق الأسلحة الفتاكة إلى إسرائيل رغم حادثة مقتل عمال الإغاثة والدعوات المتزايدة للولايات المتحدة لربط هذا الدعم بحماية أكبر للمدنيين في منطقة الحرب.
ووفقا للمصادر، فإن الصفقة تمت بموجب تفويضات منحها الكونغرس للخارجية قبل سنوات. كما نقلت واشنطن بوست عن متحدث باسم الخارجية الأميركية أن الموافقة على صفقة الأسلحة تمت قبل القصف الإسرائيلي على عمال الإغاثة.
وأضافت أن الصفقة تشمل تقديم أكثر من ألف قنبلة من طراز “إم كيه 82″، التي تزن كل واحدة منها 500 رطل، كما تتضمن تقديم أكثر من ألف قنبلة ذات قطر صغير وصمامات لقنابل “إم كيه 80”.
اتصال مرتقب وأجواء توتر
من ناحية أخرى، نقل موقع أكسيوس توقعات 4 مسؤولين أميركيين بشأن المكالمة المقررة اليوم الخميس بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي.
وتوقع المسؤولون أن تشهد المكالمة توترا بسبب غضب بايدن من حادثة مقتل موظفي المطبخ المركزي العالمي في غزة.
كما نقل الموقع تخوفات مسؤولين أميركيين وإسرائيليين إزاء الهجوم، الذي اعتبروا أنه سيمحو التقدم المحرز بشأن تدفق المساعدات إلى غزة وسيفاقم الأزمة الإنسانية.
ووصف البيت الأبيض بايدن بأنه يشعر بغضب وألم من الهجوم، لكن الرئيس لم يجر تغييرا جوهريا في دعم واشنطن الراسخ لإسرائيل في صراعها في قطاع غزة.
من جانب آخر، نقلت “سي إن إن” عن مصدر مطلع قوله إن المكالمة المرتقبة لم تكن مقررة مسبقا، بل تم ترتيبها بعد حادثة مقتل العاملين في المطبخ المركزي العالمي.
وتعود آخر محادثة بين بايدن ونتنياهو إلى 18 مارس/آذار الماضي، وجرت كذلك في سياق متوتر على خلفية تدهور الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني المحاصر والمهدد بالمجاعة، وحيث قُتل أكثر من 33 ألفا و37 فلسطينيا خلال 6 أشهر من الحرب.
وازداد التوتر في العلاقات مع إصدار مجلس الأمن الدولي نهاية مارس/آذار الماضي قرارا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، من غير أن تستخدم واشنطن حق النقض (فيتو) ضده، الأمر الذي أثار غضب إسرائيل وحمل نتنياهو على الإحجام عن إرسال وفد كان من المقرر أن يتوجه إلى واشنطن للقاء بايدن وإجراء محادثات حول عملية عسكرية تعتزم إسرائيل شنها في مدينة رفح.
مطالب بالتحقيق
في سياق متصل، أعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن غضبه إزاء الغارة الإسرائيلية على قافلة المطبخ المركزي العالمي.
وقال البنتاغون إن أوستن شدد، خلال اتصال بنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، على ضرورة اتخاذ خطوات فورية لحماية عمال الإغاثة والمدنيين في غزة بعد فشل التنسيق المتكرر مع منظمات إغاثة أجنبية.
وأضاف البنتاغون -في بيان- أن أوستن حثّ غالانت على إجراء تحقيق سريع وشفاف ونشر النتائج علنا ومحاسبة المسؤولين.
من جهتها، طالبت منظمة المطبخ المركزي العالمي بإجراء تحقيق مستقل في الضربات التي استهدف بها الجيش الإسرائيلي عمال الإغاثة التابعين للمنظمة.
وقالت المنظمة -في بيان- إنها طلبت من حكومات الدول التي يحمل عمال الإغاثة جنسياتها المشاركة في المطالبة بالتحقيق، ومعرفة إذا ما كانت الضربات نُفذت عن عمد أو انتهكت القانون الدولي.
كما طالبت المنظمة الحكومة الإسرائيلية بالاحتفاظ بجميع الوثائق والتسجيلات المرئية والصوتية التي يحتمل أن تكون ذات صلة بالهجوم.