استقالة الوزيرين لا تعني سقوط حكومة نتنياهو بل انفراط عقد مجلس الحرب، لكن تداعياتها على الداخل الإسرائيلي قد تكون أبعد خصوصاً أن الساحة تخلو أكثر فأكثر لليمين المتطرف.
هذه الخضة الداخلية، أفقدت نتنياهو نشوة تحرير الرهائن الأربع، وهو ما سمّاه كثر بالنصر العابر، لاسيما في ضوء ما يُكشف عن تفاصيل هذه العملية التي وُصفت بالدموية.
كما تأتي هذه الخضة، وسط حراك أميركي متسارع لتحقيق الهدنة، فوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بدأ جولة في المنطقة تشمل إسرائيل، فيما دعت الولايات المتحدة، مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار أميركي يدعو لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن.
والأهم أنها تأتي في وقتٍ كشفت شبكة “إن بي سي” أن إدارة بايدن ناقشت إمكانية التفاوض لعقد صفقة أحادية الجانب مع حماس بمعزل عن إسرائيل لإطلاق سراح رهائن أميركيين عبر الوسطاء القطريين.
وفي هذا السياق، أشار الباحث في معهد ترومان للسلام التابع للجامعة العبرية، الدكتور روني شاكيد، خلال لقائه مع سكاي نيوز عربية، إلى أن إسرائيل تمر حالياً بفترة عصيبة نظراً للمشاكل والظروف المعقدة التي تتطلب حلولاً عاجلة.
- تفتقد الحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو، إلى جانب أحزاب دينية متشددة، إلى الدراية الكافية في مجالات إدارة الحرب وفنون التفاوض واستراتيجية إسرائيل في الشرق الأوسط والعلاقات مع الولايات المتحدة.
- إصرار نتنياهو على البقاء في منصبه داخل الحكومة، ورفضه الخوض في المفاوضات أو اتخاذ أي خطوات قد تعرض مستقبله السياسي للخطر.
- التساؤلات تتزايد حول مستقبل إدارة الحرب في أعقاب استقالة كل من غانتس وآيزنكوت.
- يرفض كل من بن غفير وسموتريتش الاستقالة ومغادرة الحكومة، رغم تهديداتهم المستمرة بتنفيذ ذلك.
- تحتاج إسرائيل في الوقت الراهن إلى زعيم يتمتع بقدرات قيادية لإدارة الحرب، وليس إلى شخصية سياسية.
- وجود معارضين لرئيس الوزراء نتنياهو داخل حزب الليكود قد يسهم في إنقاذ الدولة الإسرائيلية.
- الشارع الإسرائيلي والانتخابات قادرة على الضغط على رئيس الوزراء وتغيير الأوضاع في إسرائيل.
- في إسرائيل، أصبح الدين ركيزة إيديولوجية وطنية، إذ يسعى الإسرائيلي بشكل متزايد إلى الاستقرار والسلام.
من جهته يقول الوزير السابق عن حزب الليكود أيوب قرا، إن الحكومة الإسرائيلية الحالية حازت على الأغلبية في البرلمان منذ حوالي سنة ونصف، وبالتالي، لا يمكن للأعضاء الـ64 تغيير إرادة الشعب.. يمكن فقط حدوث تغيير في الحكومة عند إجراء الانتخابات.
- إسرائيل تحتاج إلى حكومة قادرة على تقديم هذه الصفقة المقترحة من الرئيس بايدن.
- يعد رحيل بيني غانتس وغادي آيزنكوت ذا أهمية كبيرة وكان له أثر إيجابي بالغ، ومع ذلك، لم يجبرهم أحد على مغادرة الحكومة؛ فقد جاء قرارهم بالانسحاب بمحض إرادتهم.
- لم يسعى غانتس وآيزنكوت للمحاربة من أجل الصفقة بل فضلا الاستقالة على ذلك.
- لا بد من وجود ضمانات بعد الحرب في حالة القبول بأي صفقة كانت.
- الولايات المتحدة تشهد حالياً معركة انتخابية، كل مرشح يسعى جاهداً لاجتذاب الناخبين المهتمين بقضايا المنطقة بطرق متعددة.
- إسرائيل لا تعارض الوجود الفلسطيني والسلام في المنطقة، بل ترفض وجود حركة حماس باعتبارها مصدراً للإرهاب في المنطقة.
- الولايات المتحدة تتبنى مؤخراً مواقف سياسية تميل نحو إرضاء التيارات اليسارية المتطرفة داخل البلاد، وذلك في إطار استراتيجية تهدف إلى كسب دعم هذه الفئات خلال الانتخابات.
- وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين والإدارة الأميركية يمثلان المحور الرئيسي للجهود الإسرائيلية في الصراع الحالي.
- بلينكن هو العنصر الأساسي لاستمرار المفاوضات ودعم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والحكومة الإسرائيلية التي يجب أن تقبل بجميع شروط الصفقة نظرًا لأهمية الرهائن البالغة.
- الذهاب إلى انتخابات من شأنه أن يوقف أي صفقة في إسرائيل.
- لا يمكننا تغيير الشعب، فالشعب يمتلك أغلبية يمينية.
نتنياهو يعمل ضد المصلحة الوطنية
من جهة ثانية، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بات يعمل ضد المصلحة الوطنية للدولة.
واعتبر مسؤولون أمنيون أنه على خلفية استقالة رئيس حزب معسكر الدولة في إسرائيل بيني غانتس من حكومة الحرب، نتنياهو يتصرف 180 درجة عكس المصالح الوطنية الإسرائيلية.
وكان غانتس قد استقال من حكومة الحرب اعتراضا على سياسية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تجاه غزة وملف المحتجزين.
استقالة غانتس.. مطالبه وشروطه
- وضع استراتيجية واضحة لغزة ما بعد الحرب.
- إعادة المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
- تقويض حكم حركة حماس.
- نزع السلاح كليا من قطاع غزة.
- إقامة نظام أميركي-أوروبي-عربي للإدارة المدنية لقطاع غزة.
- إعادة سكان شمال إسرائيل إلى مناطقهم.
- ضمان خدمة كل الإسرائيليين في الجيش في إشارة إلى اليهود المتشددين المعفيين حاليا من الخدمة العسكرية.
مجلس الحرب الإسرائيلي.. دوره ومهماته
- شكّله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 11 أكتوبر في أعقاب عملية 7 أكتوبر.
- يعد هيئة سياسية وأمنية معنية باتخاذ القرارات السياسية في وقت الحرب.
- يتألف المجلس من نتنياهو ويوآف غالانت وبيني غانتس وغادي آيزنكوت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
- أعلن غانتس وآيزنكوت انسحابهما من المجلس ويسعى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للانضمام إليه.
- تعود فكرة تشكيل حكومة طوارئ إلى حرب عام 1967.
- دوره المركزي هو إدارة سير العمليات العسكرية في غزة وهو الجهة التي تدير الحرب بطريقة عملية.