نسوية إمبريالية.. انتقاد لصمت الحركات النسوية الغربية عما يجري في غزة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

تقول الكاتبة مريم الدوسري في مقال لها بموقع “ميدل إيست آي” إن تحيز الحركات النسوية الغربية لإسرائيل ضد الفلسطينيين والمرأة الفلسطينية بشكل خاص ليس بالأمر الجديد ويكشف عن إفلاس أخلاقي.

وأوضحت الدوسري أن كتاب وكاتبات الحركات النسوية الغربية أظهروا تحيزا للرواية التي تصور إسرائيل باعتبارها “نموذجا للحضارة” وتختلف بشكل صارخ مع “معقل التخلف في الشرق الأوسط”، حتى إن بعض هؤلاء الكتاب ذهبوا إلى حد تقليص قيمة الشعب الفلسطيني إلى مستوى الحيوانات.

وأضافت أنه وعلى الرغم من تحذير محكمة العدل الدولية من أن الهجوم الإسرائيلي على غزة يمكن أن يكون إبادة جماعية، أعرب بعض أقوى المدافعين عن الحركة النسوية الغربية ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي عن تضامنهم مع النساء الإسرائيليات فحسب، واتهموا المجتمع الدولي بالبقاء صامتا بشأن عمليات “الاغتصاب” و”الاعتداءات الجنسية” ضد النساء الإسرائيليات خلال هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، على حد قولهم.

النسوية الإمبريالية

وأكدت مريم الدوسري أن غياب التعاطف والغضب تجاه محنة النساء والأطفال الفلسطينيين يكشف عن معايير مزدوجة صادمة وفشل أخلاقي عميق، مضيفة أن هذه ليست المرة الأولى التي تفشل فيها الحركات النسوية الغربية، التي درجت على تجاهل اهتمامات النساء من غير البيض.

وأوضحت الكاتبة أن هذا النمط المتحيز المثير للاستياء من قبل الحركات النسوية الغربية، والذي أصبح يوصف على نطاق واسع باسم “النسوية الإمبريالية”، لا يتضح في مواقف هذه الحركات من الوضع المزري في فلسطين فحسب، على سبيل المثال، بل في مواقفها من المرأة الأفغانية والعراقية، وتعمل تلك المواقف في اتساق مع السياسات الغربية الإمبريالية.

تناقض مع المبادئ التي يدافعن عنها

وقالت الكاتبة إن صمت أولئك الذين ينبغي أن يعارضوا العنف الذي تتعرض له النساء والأطفال في غزة، إلى جانب تركيزهم على انتقاد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يتناقض مع المبادئ ذاتها التي تدعي الحركة النسوية تبنيها، ومن الواضح أن مواقفهم تتجاوز المصاعب الهائلة التي تواجه النساء الفلسطينيات على غرار الجوع، ونقص المياه النظيفة، والنقص الحاد في الضروريات الأساسية.

وحذرت الدوسري من أنه إذا استمرت الجماعات النسوية ووسائل إعلامها في تشويه السرد كما فعلت، فلن يكون هناك اختلاف بينها وبين موقف الحكومة الفرنسية، حيث هدد وزير المساواة بين الجنسين بقطع التمويل عن الجماعات النسوية التي تحيد عن رواية السابع من أكتوبر/تشرين الأول الإسرائيلية، مضيفة أن مواقف هذه الحركات تشكل سابقة خطيرة، ستعني بداية نهاية الحركة النسوية الشاملة وغير المتحيزة، وهو ما يعني غيابا فعليا لحركة تمثل كل النساء في العالم.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *