تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تصريحاته التي رفض فيها وقف الحرب في غزة، مؤكدا التزامه بالمقترح الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن، وذلك بعد ردود فعل غاضبة، في الوقت الذي يجري فيه وزير دفاعه مباحثات مع مسؤولين في واشنطن.
وقال نتنياهو في كلمة أمام الهيئة العامة في الكنيست “نحن ملتزمون بالمقترح الإسرائيلي الذي رحب به الرئيس بايدن، وإن موقفنا لم يتغير”، مؤكدا أن إسرائيل لن تنهي الحرب حتى يعيد جميع المحتجزين الـ120، الأحياء منهم والأموات دون استثناء.
وأضاف نتنياهو أن إنهاء الحرب في غزة مرتبط بالقضاء على حماس وإعادة سكان الجنوب والشمال إلى منازلهم، حسب وصفه.
وقال نتنياهو “سنحبط نية إيران تدميرنا بأي ثمن وبأي طريقة”.
وكان نتنياهو قال -في أول مقابلة له مع قناة إسرائيلية منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي– إنه مستعد للتوصل إلى صفقة يستعيد خلالها المحتجزين لدى حركة حماس وباقي الفصائل، ثم يعود بعدها إلى الحرب.
وتنفي هذه التصريحات التأكيد الأميركي على موافقة إسرائيل على مقترح الاتفاق الذي قدمه بايدن نهاية مايو/أيار الماضي، والذي ينص على إنهاء كامل للحرب.
ردود فعل
ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر مطلع قوله إن تصريح نتنياهو يمكن أن يخرب احتمالات التوصل إلى اتفاق.
في المقابل، نقلت القناة الـ12 الاسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم إنهم أبلغوا نظراءهم في الولايات المتحدة بالتزامهم بالمقترح الذي عرضه بايدن على الرغم من تصريحات نتنياهو.
كما نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين أن تصريحات نتنياهو أمس الأحد بشأن صفقة جزئية كانت صادمة لمسؤولي إدارة بايدن.
وقال المسؤولون إن تصريحات نتنياهو بعثت رسالة إلى حماس بأن إسرائيل لا تنوي تنفيذ كل الاتفاق.
وقال مستشار الأمن القومي لدى نائبة الرئيس الأميركي إن الولايات المتحدة تحث نتنياهو على قبول الصفقة التي أعلن عنها الرئيس بايدن.
من ناحية أخرى، أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت والمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين اليوم الاثنين مباحثات بشأن الانتقال إلى “المرحلة الثالثة” من الحرب على قطاع غزة.
ويجري غالانت زيارة إلى واشنطن غير معلنة المدة بدأها الأحد.
وقال غالانت لهوكشتاين إن الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب في غزة سيكون له تأثير على جميع القطاعات، وإسرائيل تستعد لكل الاحتمالات العسكرية والسياسية، وفق بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
ولم يحدد غالانت موعد الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب أو القطاعات التي يقصدها ونوعية التأثير المتوقع.
وتعني المرحلة الثالثة -وفق تصريحات سابقة لمسؤولين إسرائيليين- الانتقال من القصف المكثف (العشوائي) إلى القصف المستهدف، في حين تتضمن المرحلة الحالية معارك برية بدأت في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وجدد غالانت من واشنطن التمسك باستعادة كل الأسرى المحتجزين في غزة.
وقال إن المحادثات التي يجريها مع واشنطن تتعلق بالخلافات بين البلدين، مشيرا إلى أنه سيناقش مع وزير الخارجية الأميركي الانتقال إلى المرحلة الثالثة من العملية العسكرية في غزة.
وتأتي زيارة غالانت في وقت تخيم فيه توترات على العلاقات بين الحليفين الولايات المتحدة وإسرائيل.
ورغم شكوى نتنياهو علنا من تأخر واشنطن في تسلم أسلحة لتل أبيب فإن إدارة بايدن تقدم لتل أبيب دعما قويا على المستويات العسكرية والمخابراتية والدبلوماسية منذ اندلاع الحرب على غزة.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا على غزة خلفت نحو 124 ألف شهيد وجريح فلسطينيين -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.