اعترف الجيش الإسرائيلي، الجمعة، باستخراج جثث من مقبرة في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وذلك بعد انتشار مقاطع فيديو لقبور مدمرة، مما أثار موجة غضب، وفق شبكة “سي إن إن” الأميركية.
وانتشرت خلال الأيام الأخيرة مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، قال ناشروها إنها توثق قيام الجيش الإسرائيلي باستخراج جثث من قبورها، فيما ظهرت القبور وهي مدمرة تماما، بحسب الشبكة الأميركية.
وتعليقا على ذلك، قال الجيش الإسرائيلي لـ”سي إن إن”، إن استخراج الجثث من المقبرة هو “جزء من عملية البحث عن جثث الرهائن الذين احتجزتهم حركة حماس وفصائل مسلحة فلسطينية في القطاع، منذ هجمات السابع من أكتوبر.
وقال متحدث للشبكة الأميركية: “تجري عملية تحديد هوية الرهائن في مكان آمن، وتضمن ظروفا مهنية ومثالية واحترام للمتوفين”، مضيفًا أن الجثث التي تم تحديد أنها ليست لرهائن “تتم إعادتها بكرامة واحترام”.
وأضاف أنه “حينما يتلقى الجيش معلومات استخباراتية مهمة، يتم تنفيذ عمليات دقيقة في أماكن محددة، حيث تشير المعلومات إلى احتمال وجود جثث الرهائن”.
وأوضحت الشبكة الأميركية، أن هذا هو أول اعتراف للجيش الإسرائيلي باستخراج الجثث من مقابر فلسطينية في قطاع غزة.
غارات إسرائيلية على جنوب غزة.. وإدخال مساعدات للرهائن والسكان
كثفت إسرائيل، الأربعاء، قصفها على قطاع غزة الذي دخلته شاحنات تنقل أدوية للرهائن المحتجزين لدى حماس ومساعدات إنسانية لسكانه الفلسطينيين، وذلك في إطار اتفاق توسطت فيه قطر وفرنسا.
وبحسب “سي إن إن”، فإنه يمكن أن يرقى الهجوم المتعمد على المقابر إلى جريمة حرب، وفق القانون الدولي، “إلا في ظل ظروف محدودة يصبح فيها الموقع هدفا عسكريا”.
وبدأت إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، أدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية.
في المقابل، أعلنت إسرائيل الحرب بهدف “القضاء على حماس”، وشنت غارات جوية مدمرة على قطاع غزة ترافقت بتدخل بري واسع النطاق بدأ 27 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 24 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، حسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة.
منسق منظمة الصحة العالمية: مستشفيات غزة تتدهور سريعا
وصف مسؤول في منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، “الأوضاع المزرية” في مستشفيات قطاع غزة التي لا تزال عاملة حيث ينتظر المرضى “الموت” بسبب نقص شديد في عدد الموظفين والإمدادات.
وكانت العمليات العسكرية الإسرائيلية قرب المقابر في خان يونس، قريبة من مجمع ناصر الطبي والمستشفى الميداني الأردني.
ويحتمي حوالي 7 آلاف شخص في مستشفى ناصر، وفق منظمة الصحة العالمية.
وذكرت وكالة “رويترز”، الخميس، أن القوات الإسرائيلية “قصفت مناطق قريبة من مجمع ناصر الطبي”، وهو أكبر مستشفى لا يزال يعمل في القطاع.
وتدور أعنف معركة منذ مطلع العام، في مدينة خان يونس، حيث يوجد مئات آلاف الفارين من شمالي القطاع في بداية الحرب التي دخلت شهرها الرابع.
وقال سكان في خان يونس لرويترز، الخميس، إن القتال أصبح على مرمى حجر من المستشفى الذي يستقبل مئات الجرحى والمرضى يوميا، حيث يتكدسون في العنابر ويتلقون العلاج في أروقته، وذلك منذ تحول القتال إلى الجنوب، الشهر الماضي.
واتهم مسؤولون إسرائيليون مسلحي حماس باستخدام مستشفى ناصر “مقرا لقيادة العمليات”، وهو ما ينفيه العاملون. وطالما نفت حماس أيضا استخدامها المنشآت الطبية لأغراض عسكرية.
وقال الجيش الإسرائيلي، الخميس، إن كتيبة في خان يونس “تعمل الآن على مسافة أبعد جنوبا، قضت على عشرات الإرهابيين في قتال من مسافة قريبة، وبمساعدة نيران الدبابات والدعم الجوي، وقتلت 60 مسلحا خلال الـ24 ساعة الماضية، من بينهم 40 في خان يونس”. ولم يتسن لرويترز التحقق من الأرقام.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، التي يعمل أطباء منها في مستشفى ناصر، إن المرضى والنازحين الذين لجأوا إلى المستشفى “يفرون في حالة ذعر”.