ناشطون: الجنوب السوري بين أطماع نتنياهو ووحدة الموقف الشعبي

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

يبدو أن السوريين أمام اختبار جديد لوحدتهم في مواجهة التحديات الخارجية، خاصة بعد التصريحات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأحد بشأن الجنوب السوري، فقد أثارت تصريحاته -التي طالب فيها بـ”نزع كامل للسلاح في جنوب سوريا”- موجة من الغضب والرفض الشعبي السوري.

وتحدث نتنياهو عن محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء كمناطق يجب أن تخضع لترتيبات أمنية مشددة، مشيرا إلى أنه “لن يسمح لقوات تنظيم هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بدخول المنطقة جنوب دمشق”، كما شدد على رفضه “أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا”.

وفي رد مباشر على تصريحات نتنياهو أعلن قائد “تجمّع أحرار جبل العرب” في السويداء الشيخ سليمان عبد الباقي رفضه القاطع لتدخل أي جهة خارجية بالشأن السوري الداخلي.

وقال عبد الباقي في تصريح مقتضب “نحن سوريون وهويتنا سورية، نريد بناء الوطن والعيش بسلام، ومطالبنا كالسوريين جميعا هي البناء والسلام”.

وأضاف أن أبناء سوريا قادرون على تقرير مصيرهم دون تدخل خارجي.

وعلى منصات التواصل الاجتماعي، عبّر سوريون عن غضبهم من تصريحات نتنياهو واعتبروها “استفزازا وقحا” يهدف إلى زعزعة أمن الجنوب السوري واستغلال الأقليات لتحقيق أهداف سياسية.

وطالب ناشطون الحكومة السورية المؤقتة باتخاذ موقف واضح وصريح يدين تهديدات إسرائيل للجنوب السوري.

واتهم مدونون رئيس الوزراء الإسرائيلي بمحاولة إشعال فتيل الفتنة في المنطقة، واصفين تصريحاته بأنها “عمل عدائي جديد لا يخدم جهود السلام”.

وطالبوا الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بتحمل مسؤوليتها لحماية استقرار المنطقة والتصدي لخرق القانون الدولي الذي تمثله هذه التصريحات الصادرة من رئيس وزراء إسرائيل.

ودعا ناشطون إلى تنظيم مظاهرات غدا الثلاثاء في ساحة 18 آذار بمدينة درعا وساحة الكرامة في السويداء، بالإضافة إلى احتجاجات أخرى في محافظة القنيطرة، للتعبير عن رفضهم تصريحات نتنياهو وللتأكيد على وحدة الأراضي السورية.

واعتبر عدد من المراقبين أن تصريحات نتنياهو تعكس محاولات يائسة للهروب من أزماته الداخلية في إسرائيل، خاصة مع تصاعد الضغوط الناتجة عن قضايا فساد تحاصره وتدهور شعبيته إثر نتائج الحرب الأخيرة في غزة.

وقال محللون إن نتنياهو قد يلجأ إلى افتعال توترات أمنية أو حروب جديدة في المنطقة لتعزيز موقعه السياسي وإطالة أمد بقائه بالسلطة.

ودعوا السوريين إلى عدم الانجرار وراء الاستفزازات، والتوحد في مواجهة جميع التدخلات الخارجية التي تستهدف وحدة البلاد.

بدورهم، شدد ناشطون على أهمية أن تتولى الطائفة الدرزية في السويداء دورا تاريخيا في مواجهة التصريحات الإسرائيلية، وذلك من خلال إصدار بيان موحد من شيوخ الطائفة والشخصيات السياسية والمثقفين يؤكد رفض أي محاولة لإثارة الفتنة أو الدعوة إلى الانفصال.

كما طالبوا الرئيس السوري أحمد الشرع بالرد سريعا على تصريحات نتنياهو، بدلا من حصر المسؤولية في قيادات محلية مثل الشيخ حكمت الهجري.

واعتبر عدد من النشطاء أن الحديث عن “حماية الطائفة الدرزية” ليس إلا ذريعة إسرائيلية لفرض أجندة جديدة على الجنوب السوري، وقال أحد الناشطين “نتنياهو لا يعبر إلا عن نفسه وعن توجهاته المتطرفة التي تستغل الأقليات لاختراق المجتمعات العربية، يجب أن نكون أكثر وعيا تجاه هذه اللغة المشحونة التي تمهد لحرب أهلية جديدة في سوريا”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *